أبوظبي: عدنان نجم أوضح مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» أن الشركة ركزت ضمن استراتيجيتها لعام 2019 على مواصلة النمو وإنجاز المشاريع والدمج لتعزيز القيمة. وقال الكعبي في حديث مع «الخليج»: «باعتبارنا مستثمراً عالمياً يتمتع بحضور دولي قوي، نحرص دائماً على تقييم الفرص في الأسواق العالمية الرئيسة».وأضاف الكعبي: يأتي في صدارة أولوياتنا ضمان تسليم المشروعات الرئيسية التي تديرها الشركات ضمن محفظتنا، والتي تضم استثمارات تصل قيمتها إلى 13 مليار دولار خلال الشهور الثلاثين الماضية فقط، وذلك في الوقت المحدد وفي حدود الميزانية المحددة. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:كيف يسير العمل في تنفيذ استراتيجية قطاع البترول والبتروكيماويات في شركة مبادلة للاستثمار؟ - ركزت استراتيجيتنا لعام 2019 على مواصلة النمو وإنجاز المشاريع والدمج لتعزيز القيمة. وحرصنا على تحقيق المواءمة مع أصولنا لبناء وإدارة قطاع البترول والبتروكيماويات بما يتماشى مع توقعات الجهة المالكة وهي حكومة أبوظبي. وسنواصل مستقبلاً الاستثمار بشكل استراتيجي في قطاع الغاز وبنيته التحتية، وذلك لأهميته في عملية التحول التي يشهدها قطاع الطاقة.ومن الأمثلة على تطبيق استراتيجيتنا، باعت «مبادلة» مؤخراً حصة أقلية في شركة «سيبسا» بلغت 37% لصالح مجموعة «كارلايل»، وفي قطاع الغاز الطبيعي المسال، نجحنا في دخول سوق ساحل الخليج الأمريكي من خلال الصفقة الأخيرة مع «نيكست ديكيد». كذلك استحوذنا على حصة بلغت 2٪ في شركة «إيناغاز الإسبانية» التي تعد أكبر مشغل لمحطات إعادة التحويل إلى غاز في العالم من حيث عدد المحطات، الأمر الذي شكل اللبنة الأولى لبناء محفظتنا في مجال الغاز الطبيعي المسال في أسواق أوروبا وأمريكا. وكما ترى، فإن عملية انتقالنا من شركة تطوير إلى شركة استثمار قد قطعت شوطاً طويلاً وتكتسب زخماً متزايداً. إندونيسيا سوق استراتيجي هل يمكن تسليط الضوء على الفرص والخيارات الاستثمارية في قطاع البترول والبتروكيماويات داخل الدولة وخارجها؟- تشكل إندونيسيا أحد الأسواق الاستراتيجية بالنسبة لمبادلة، والتي نعمل فيها منذ أكثر من 10 سنوات من خلال شركة مبادلة للبترول ومؤخرًا عبر شركة «سيبسا»، ولدينا مصالح في عدد من مناطق التنقيب في بحر اندامان قبالة ساحل آتشيه، مستفيدين من نجاحنا في تشغيل حقل «روبي» للغاز في مضيق «ماكاسار». كما أسست شركة «سيبسا» بالتعاون مع مجموعة «سينار ماس» الإندونيسية، مصنعاً لإنتاج مادة الكحول من زيوت وأحماض من نواة بذور النخيل في إندونيسيا.وتؤكد مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً قناعتنا بتوفر إمكانات كبيرة في إندونيسيا، بالنظر إلى حجم سكانها واقتصادها المتطور، إلى جانب اهتمامنا باستكشاف المزيد من الفرص في قطاع البتروكيماويات إلى جانب شركتنا التابعة «أو إم في». 40 صفقة في قطاع الاستكشاف من الملاحظ تركيزكم على قارة آسيا، غير أنه حدث تحول نحو روسيا تمثل في صفقة غازبروم نيفت العام الماضي. فما هي الاستراتيجية التي تتبعها «مبادلة» بهذا الشان؟- باعتبارنا مستثمراً عالمياً يتمتع بحضور دولي قوي، نحرص دائماً على تقييم الفرص في الأسواق العالمية الرئيسية، ومن هذا المنظور، فإن هذه الصفقة مع روسيا متوافقة مع استراتيجيتنا، لقد ظللنا نعمل بشكل وثيق وعلى مدى سنوات مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر حيث تمكنا من الاستثمار في أكثر من 40 صفقة في مختلف القطاعات، تسهم جميعها في تحقيق عوائد إيجابية للاقتصاد الروسي، وكذلك لإمارة أبوظبي عبر شركة مبادلة.ونظرنا إلى شركة «غازبروم نفط -فوستوك» باعتبارها فرصة للاستثمار بقطاع النفط والغاز الروسي وذلك لأنها متوافقة مع استراتيجيتنا الرامية إلى الاستثمار في الاحتياطات النفطية المؤكدة طويلة الأجل ومنخفضة التكلفة، كما نملك حصة في المشروع المشترك لتطوير عددٍ من حقول النفط في منطقتي «تومسك» و«أومسك» في غرب سيبيريا.ونحن سعداء بتعزيز وجودنا في قطاع الغاز المصري الذي بدأناه عبر استحواذنا على حصة بلغت 10٪ في امتياز حقل شروق البحري الذي يضم حقل «ظهر» العملاق، الذي حقق نمواً سريعاً وارتفعت الطاقة الإنتاجية في آباره قبل الموعد المتوقع، كما استحوذنا أيضاً على حصة 20٪ في امتياز منطقة «نور» البحرية للغاز، وقد أسهمت هذه الاستثمارات في تمكين شركة مبادلة للبترول من ترسيخ حضورها في السوق المصري وتعزيز شراكتها الاستراتيجية مع «إيني».وتدعم هذه الأصول المحفظة القوية والمتنامية لشركة مبادلة للبترول التي تشمل: شركة دولفين للطاقة، إدارة حقل «روبي» للغاز في إندونيسيا؛ تطوير حقل «بيجاجا» للغاز في ماليزيا؛ الاستحواذ الناجح على حقل «إيراوان» الغازي في تايلاند، بالشراكة مع «بي تي»، عندما تنتهي صلاحية الامتياز الحالي في عام 2022، وعلى مستوى قطاع الأعمال، قمنا مؤخراً باستثمارات في البنية التحتية لقطاع الغاز والغاز الطبيعي المسال، وهكذا فإن الغاز يشكل جزءًا مهماً ومتزايد الأهمية من محفظتنا العالمية.وعلى صعيد التكرير والبتروكيماويات، بدأت شركة بروج في إنشاء وحدة خامسة لإنتاج «البولي بروبلين» في مصنعها الثالث في مجمع الرويس، والمقرر أن يعزز الطاقة الإنتاجية لمادة «البولي بروبلين» بأكثر من 25% لتصل إلى 2.24 مليون طن سنوياً، وستسهم الوحدة الجديدة في رفع الطاقة الإنتاجية من «البولمر» بنسبة 11% لتصل إلى 5 ملايين طن سنوياً. نقل الخبرات هل تعتزمون الاستفادة من خبرات الشركات التي تمتلكون حصصاً بها لنقل هذه الخبرات إلى الدولة؟- نواصل خلق قيمة طويلة الأجل، وإدخال التكنولوجيا والخبرات التشغيلية، إلى دولة الإمارات من خلال الشركات التي نستثمر فيها.فقد فازت اثنتان من أفضل شركاتنا، «أو إم في» وسيبسا، بمناقصة لشركة أدنوك بسبب عروضها المتفوقة التي ترتكز على الخبرة والتكنولوجيا التي تقدمها لأدنوك. وتتمتع الشركتان بعلاقات واسعة مع أدنوك في مجموعة من المبادرات؛ على سبيل المثال، أبرمت «أو إم في» اتفاقية مع أدنوك للحصول على حصة في أدنوك للتكرير بقيمة 2.43 مليار دولار. وبشكل كبير يعتمد نجاح الشركات التي نستثمر فيها في أبوظبي على القدرات التنافسية لهذه الشركات في المجالين التكنولوجي والتجاري. عمليات «مبادلة» في 30 دولة أكد الكعبي أن مبادلة من بين أفضل 15 صندوق استثمار سيادي في العالم. وتمتد محفظتنا العالمية في مجال البترول والبتروكيماويات عبر كامل مكونات سلسلة القيمة من خلال عمليات في أكثر من 30 دولة. وأنا فخور بالإنجازات التي حققناها من خلال هذه المحفظة على مدار عامين منذ إنشائها. ونحن على ثقة من قدرة «مبادلة» على تحقيق المزيد من التوسع والنمو، ويسرني أن أكون جزءاً من هذا التوسع مع استمرارنا في البحث عن فرص استثمارية بارزة ومربحة. وعلاوة على ذلك، تواصل «مبادلة» بناء سجلها كمستثمر عالمي مسؤول ونشط، ويعد افتتاح مكاتبنا الدولية في نيويورك وسان فرانسيسكو وريو دي جانيرو وموسكو في السنوات الأخيرة دليلاً ملموساً على ذلك. تطوير المواهب أكد الكعبي ان «مبادلة» تطلع إلى استقطاب الشباب نحو قطاع الطاقة وتنمية قدراتهم من خلال مختلف المبادرات والفرص. ونركز بشكل خاص عبر برنامجنا الخاص «رواد طاقة المستقبل» على دعم المسيرة المهنية للشباب الإماراتي ضمن قطاع البترول والبتروكيماويات التابع لشركة مبادلة للاستثمار. وتتمثل مهمة البرنامج في تطوير المواهب الإماراتية، وتعزيز قدرات القوى العاملة المحلية، وتسليحها بأهم المهارات التجارية والصناعية اللازمة للتقدم الوظيفي. وفي النهاية، يهدف برنامج «رواد طاقة المستقبل» لتمكين الشباب الإماراتيين ليكونوا قوة دفع لمسيرة التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات. ويوفر البرنامج للمشاركين فرصة لتعلم وفهم عمليات القطاع، واكتساب خبرة السوق المحلية، والتعرّف على طبيعة الأعمال الدولية الجديدة، كما يمنحهم الفرصة لبناء شبكة عالمية. ويستند البرنامج إلى نهج شخصي يلبي كافة احتياجات المشاركين، والارتقاء بمهاراتهم الوظيفية الأساسية لضمان تحقيق أقصى قدر من التأثير الإيجابي وخلق قيمة إضافية لشركة مبادلة وقطاع الطاقة وفي النهاية حكومة أبو ظبي.
مشاركة :