واشنطن - وكالات: صرَّح محامي مُستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون بأنّ موكله اطلع شخصيًا على اجتماعات ومُحادثات لم تُناقَش إلى الآن في جلسات تقديم الإفادات الخاصة بالتحقيق الرامي إلى عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلا أن بولتون يرفض الإدلاء بشهادته إلى أن يفصل القضاء الفيدرالي في نزاع يدور بين البيت الأبيض ولجان تابعة لمجلس النواب. وحسب شبكة CNN الأمريكية كتب تشارلز كوبر، محامي بولتون، خطابًا إلى المُشرّعين، أمس الأول أثار فيه فكرة عرض موكله تفاصيل جديدة حول تحقيق العزل، وكذلك سياقات أحداث ذكرها شاهد آخر في إفادته. وجاء في الخطاب أن بولتون شارك شخصيًا في الكثير من الاجتماعات والمحادثات والأحداث التي تلقيتم بالفعل إفادات بشأنها، وكذلك العديد من الاجتماعات والمُحادثات ذات صلة ولم تناقشها الإفادات بعد. لكن رغم التشديد على أهمية بولتون باعتباره شاهدًا مُحتملًا، أوضح كوبر أن موكله يرفض الإدلاء بشهادته إلى أن تصدر المحكمة قرارها بشأن النزاع القضائي الدائر حول مزاعم تمتّع مسؤولو البيت الأبيض بالحصانة. ويأتي مُستشار ترامب السابق للأمن القومي في محور العديد من الأحداث المهمة ذات الصلة بتحقيق العزل؛ من بينها تلميحات بأنه أعرب عن مخاوف بشأن الرئيس ترامب وأوكرانيا، وأنه وصف جهود كبار المسؤولين للمُساعدة في الضغط على أوكرانيا من أجل فتح تحقيق بشأن نائب الرئيس السابق جو بايدن ومسائل تتعلّق بانتخابات 2016 بأنها صفقة مخدرات، وفقًا لإفادة قدمتها الشهر الماضي مُستشارة البيت الأبيض السابقة لشؤون روسيا فيونا هيل. وأفاد العديد من الشهود المُستَدعين في التحقيق بالفعل بأن بولتون كانت لديه مخاوفه بشأن تعاملات ترامب مع أوكرانيا؛ لذا شجَّع موظفيه على إطلاق جرس الإنذار إزاء ارتكاب محامي الرئيس الشخصي، رودي جولياني، أفعالًا يشتبه في مخالفتها القانون. وأفاد مسؤول بإحدى لجان مجلس النواب التي تتولى التحقيق، بأن هذه اللجان فَضَّلت عدم إصدار أمر استدعاء شاهد لبولتون بعدما هدَّد محاميه بإحالة مثل هذا الأمر إلى القضاء، وكما هو متوقّع، لم يحضر بولتون جلسات الإفادة الخميس الخميس الماضي. وفي بيان لشبكة CNN الأمريكية، قال المسؤول: «نرحّب بإدلاء جون بولتون بشهادته، لكنه لم يحضر كما طُلِب منه. وعلى عكس ثلاثة من الموظفين الحكوميين المتفانين الذين عملوا تحت قيادة بولتون في مجلس الأمن القومي وامتثلوا لأمر استدعاء الشهود القانوني، أخبرنا محاميه أنه سيقاضينا إذا وجَّهنا له أمر استدعاء. وأضاف البيان: نأسف لأنَّ بولتون قرر عدم الحضور طواعيةً، ليست لدينا أية مصلحة في أن ندع الإدارة الأمريكية تدفعنا إلى معركة مُرهِقة في المحاكم تستمر شهورًا. بل على العكس، توجيهات البيت الأبيض بألا يمثُل بولتون للشهادة ما هي إلا دليل إضافي على عرقلة الرئيس لعمل الكونغرس. وعلى أية حال، إذا انتهى الأمر بإدلاء بولتون بشهادته، رجَّحت مصادر مقربة منه، في تصريح لشبكة CNN الأمريكية، أن يلقي باللوم على العديد من الأشخاص الذين كانوا محل التدقيق خلال إجراءات العزل، بمن فيهم جولياني، والسفير الأمريكي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، وكبير موظّفي البيت الأبيض يالوكالة ميك مولفاني.
مشاركة :