عكست تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال اجتماعه بوزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير حول أهمية الشراكة بين البلدين حول مكافحة سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، الاستراتيجية الأمريكية في تعزيز الدور السعودي لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، كون الرياض هي الأقدر على ذلك لمكانتها الإسلامية والعربية والإقليمية كونها قوة سياسية وعسكرية واقتصادية يعول عليها. ووفقاً لبيان للخارجية الأمريكية، الذي بثته السفارة في الرياض، أعرب بومبيو عن امتنانه للمساعدة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لتسهيل التوصل إلى اتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. وأضاف البيان أن الوزيرين اتفقا على أن هذه خطوة مهمة للمضي قدماً نحو حل سياسي شامل للصراع في اليمن، كما ناقشا آخر التطورات في سوريا والعراق ولبنان، وضرورة مواصلة مكافحة سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أشاد بالتوقيع على وثيقة اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وقال في «تغريدة» على حسابه بـ«تويتر»: إن هذا التوقيع خطوة وبداية جيدة للغاية، مطالباً جميع الأطراف في اليمن بمواصلة العمل وبذل الجهود للوصول لاتفاق نهائي. شراكة ويقول مراقبون إن الشراكة العسكرية السعودية- الأمريكية تؤكد الثقل السياسي والعسكري للملكة وتعويل واشنطن على هذا الثقل في كف اليد الإيرانية عن العبث بدول المنطقة، وهي نفسها الاستراتيجية السعودية القائمة على الدفاع عن عروبة اليمن والعراق وسوريا وقطع اليد الإيرانية التي تعبث بها. وقال د. بابكر عمر الهزلول، أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في العلاقات السعودية- الأمريكية، إن واشنطن دعمت بقوة الجهود السعودية في توحيد الجبهة اليمنية ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وفي مقدمها القاعدة وداعش، وأن البلدين يعملان على حفظ الأمن الإقليمي ومواجهة أي محاولات تهدد الاستقرار في المنطقة، والاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الرياض قررت لأجل ذلك، الشهر الماضي، استقبال تعزيزات إضافية للقوات والمعدات الدفاعية الأمريكية. وأضاف الهزلول أن واشنطن تعمل مع الرياض على بناء تحالف دولي لمواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، في الوقت الذي باتت فيه الشراكة السعودية- الأمريكية على أعتاب مرحلة جديدة تكتسب زخماً عالمياً يوما بعد يوم، تعكسه مواقف مشتركة صلبة تستهدف وقف التمدد الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نجح في حشد المزيد من المواقف الأمريكية والدولية لمحاصرة إيران، ولجم مشروعها الفوضوي. مواجهة من جهته، اعتبر المحلل السياسي صالح عبدالرحمن العفلق أن التمدد الإيراني في المنطقة خلال الـ15 عاماً الأخيرة حدث نتيجة استغلالها فراغات هائلة في المنطقة إضافة إلى المواقف الدولية التي تغاضت عن مواجهة إيران، خاصة في زمن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ما جعل السعودية القوة العربية الأكبر في المنطقة، أن تأخذ بنفسها زمام المبادرة للدفاع عن مجالاتها الحيوية وعن عروبة الدول العربية في مواجهة المشروع الفارسي. ضمانة ومن جانبها، قالت الكاتبة السعودية نوف العتيبي إن الشراكة السعودية- الأمريكية ضد العبث الإيراني لا تقتصر على اليمن فقط، بل تمتد إلى العراق وسوريا ولبنان، حيث تمثل هذه الشراكة الضمانة الأساسية للأمن والاستقرار في المنطقة لأن العدوانية منهج وعقيدة للنظام الإيراني، وبهما تمارس أشد أنوع القمع الداخلي وارتكاب جرائم الإبادة الخارجية في العراق وسوريا، والتدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :