أمضت أسورما عرب وأسرتها أكثر من عامين في شمال صربيا لعبور السياج الشائك الذي أقامته المجر لقطع الطريق أمام المهاجرين الراغبين في دخول الاتحاد الأوروبي. وعندما وافقت المجر في يناير على السماح للعائلة الأفغانية بدخول أراضيها لدرس طلبات اللجوء، كانت النتيجة محسومة مسبقاً. فوفقاً لقانون جديد ترفض بودابست بشكل تلقائي ملفات الأشخاص الذين مروا عبر بلد «آمن» هو صربيا، ولهذا السبب أبعدت الأسرة إلى هذا البلد في البلقان. وقد وضعت المجر حداً لأحلام المهاجرين عبر إقامة سياج على طول حدودها الجنوبية الممتدة 175 كلم، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف بودابست عن تشديد قوانين الهجرة. تعذيب نفسي خلال السنوات الأخيرة خفضت المجر عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول أراضيها لطلب اللجوء. ولم يعد يسمح سوى لأسرتين أسبوعياً بدخول المجر من أصل 20 شخصاً في اليوم. ويصف المسؤول عن مخيم صربي ما يحصل بأنه نوع من «التعذيب النفسي». وينتظر المهاجرون سنوات قبل أن يتم «اختيارهم» ولا تلبث أحلامهم أن تتحطم. وعندما سمح للأفغانية البالغة 36 عاماً وأقاربها بدخول المجر نقلوا إلى مخيم «ترانزيت»، هو كناية عن حاويات للنقل البحري محاطة بحاجز من الأسلاك الشائكة قرب الحدود. وبعد أربعة أشهر لم تكن هذه التجربة الأوروبية موفقة بالنسبة إليها. وقد قالت: «لقد اقتادونا إلى الجانب الآخر من الحدود وتركونا في الغابة». وصرحت لـ«فرانس برس» في مخيم صربي آخر شمال البلاد، حيث تعيش: «لم يسألونا عن المشكلات التي دفعتنا للمجيء إلى هنا، فقط سألوا من أين أتينا»، وتابعت «كل شيء كان عبثياً». وانتقد المدافعون عن حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي «منطقتي الترانزيت» في المجر بوصفهما «مركزي اعتقال»، ودانت المفوضية الأوروبية «رفض السلطات المجرية تقديم الطعام». وأكدت الأفغانية أنها حرمت وزوجها من الطعام لثلاثة أيام بعد رفض طلب اللجوء. الطريق غرباً وتخلت الافغانية عن حلمها المجري وقررت الانضمام الى المهاجرين الذين سلكوا في السنوات الماضية الطريق غرباً الى كرواتيا. وأوقفت الشرطة الكرواتية أسورما وأصغر أولادها أثناء محاولتها الأخيرة لمغادرة صربيا. ونجحت ابنتها البكر وزوجها في العبور والوصول الى ألمانيا، حيث ينتظران تقديم طلب لجوء. وتحاول ايجاد مخرج لمغادرة صربيا، حيث تقيم مع ولديها الآخرين ورضيعها الذي يعاني مشكلات في الجهاز التنفسي وعاهة خلقية. وبعد كل هذا الانتظار، أصبحت تفقد الأمل. وتقول: «كأن الحزن ألقى بثقله على جسدي. أنا في السادسة والثلاثين، لكنني أشعر بأن عمري 200 عام».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :