بالرغم من محاولات تهدئة الشارع اللبناني وتنفيس غضبه واحتقانه بتنفيذ بعض مطالبه ولو بشكل صوري، ضرب وزير الخارجية و«صهر عون» جبران باسيل، بكل هذه المساعي عرض الحائط أمس (الأحد) لجهة قانون العفو الذي يطالب به الجميع وتحديداً الشارع السني، (على خلفية ملف الموقوفين الإسلاميين من دون محاكمات).وغرد باسيل قائلا: كأنّنا لم نتعلّم من قوانين العفو التي أقرّت بعد الحرب والتي ألغت مبدأ المحاسبة وشرّعت الأبواب لدخول الفساد... صوت الناس يقول اليوم بمحاكمة كل مشبوه ومحاسبة كل مرتكب ونحن مع تشديد العقوبات وإقرار قوانين الفساد... لا أن نثبّت قوّة الجريمة بالعفو، بل أن نثبّت قوّة الحق بالقضاء.وعلى وقع الانتفاضة الشعبية في يومها الـ 25، دعا النائب علي بزي «عضو كتلة نبيه بري»، إلى ضرورة السيطرة على الوضع القائم من خلال الإسراع في تشكيل الحكومة وسن التشريعات المحددة على جدول أعمال الجلسة النيابية، واتخاذ الإجراءات والقرارات اللازمة لطمأنة الناس اقتصاديًا وماليًا وحياتيًا.وأكد بزي أن تطبيق القانون المؤشر الأساسي في مواجهة الفساد والفاسدين، إضافة إلى رفع الغطاء الديني والسياسي عن كل متهم بالأدلة والبراهين والوثائق في ملفات الفساد، داعيًا كافة المستويات الشعبية والسياسية والرسمية إلى تحمل مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطيرة للحفاظ على الاستقرار ومنع الانهيار خشية أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.وكان لافتًا صوت البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والذي لم يهدأ منذ استقالة الحكومة بمناشدة رئيس الجمهويَّة إجراء الاستشارات النِّيابيَّة، وتكليف رئيسٍ للحكومة والإسراع معه في تأليفها كما يريدها شعبنا وشبابنا؛ محذرًا من أن حال البلاد لا يتحمَّل أيَّ يوم تأخير.كما حذر الراعي من أن «الاستمرار في عرقلة تأليف حكومةٍ جديدةٍ تحظى بثقة الشَّعب، وقادرة على إجراء التَّجديد في الهيكليَّات والقطاعات، ومباشرة النُّهوض الاقتصاديّ والماليّ، إنَّما هو حُكمٌ على الذَّات بتهمة الانهيار وإسقاط الدَّولة، ولعنة التَّاريخ».من جهته، دعا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، المسؤولين لسماع صوت الناس. وتساءل: أليست سلطة الشعب أقوى من كلّ السلطات؟ وأقوى من الزعيم؟ لذلك من واجب الحاكم سماع صوت شعبه. وأكد «أنه لم يعد ممكنًا تجاهل الناس واستغباؤهم، فالبلد يكاد يصل إلى قعر الهاوية، وإذا انهار الوضع فسينهار على رؤوسنا جميعًا».ودعا إلى التنازل عن الأنانية معتبرًا أن ذلك ليس عجزًا، وقال إن القوة تكون في بذل الذات من أجل الوطن، لأنّ حبّه أسمى من حبّ النفس، مؤكدًا أنّ الأمر يتطلّب وقفة شجاعة.
مشاركة :