تقدم ليفربول خطوة مهمة نحو تحقيق حلمه باستعادة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الغائب عنه منذ عام 1990، وذلك عقب فوزه الثمين 3 - 1 على ضيفه مانشستر سيتي، أمس، في قمة مباريات المرحلة الثانية عشرة التي شهدت استعادة مانشستر يونايتد توازنه بفوزه على ضيفه برايتون 3 - 1، وفوزاً ثميناً لوولفرهامبتون 2 - 1 على ضيفه آستون فيلا. على ملعبه «آنفيلد رود» حقق ليفربول فوزاً ثميناً على الغريم الصعب وحامل اللقب، بثلاثية أحكم بها قبضته على الصدارة، بعدما رفع رصيده إلى 34 نقطة، علماً بأنه الفريق الوحيد الذي ما زال محافظاً على سجله خالياً من الهزائم في البطولة حتى الآن، متفوقاً بفارق 8 نقاط أمام أقرب ملاحقيه ليستر سيتي وتشيلسي؛ صاحبي المركزين الثاني والثالث على الترتيب. في المقابل، تجمد رصيد مانشستر سيتي، حامل لقب المسابقة في الموسمين الماضيين، عند 25 نقطة ليتراجع للمركز الرابع، بعدما تلقى خسارته الثالثة خلال الموسم الحالي. وتقدم ليفربول في الدقيقة السادسة بتسديدة هائلة من البرازيلي فابينيو، الذي وصلت إليه الكرة بعد أن أبعدها إيلكاي غندوغان من داخل المنطقة ليقابلها من 20 متراً في شباك الحارس كلاوديو برافو. لكن سيتي شعر بأن الهدف كان يجب ألا يحتسب، بل وأن يحصل على ركلة جزاء لأنه قبل انطلاق الهجمة المرتدة التي أدت للهدف بدا أن ترينت ألكسندر آرنولد؛ مدافع ليفربول، لمس الكرة بيده داخل المنطقة، غير أن قرار حكم الفيديو المساعد لم يكن في صالح الفريق الزائر. وضغط سيتي بحثا عن التعادل، وأضاع رحيم ستيرلينغ فرصة بضربة رأس من مدى قريب، لكن ليفربول هز الشباك مرة أخرى في الدقيقة الـ13 عندما أرسل أندي روبرتسون كرة عرضية من اليسار حولها المصري محمد صلاح برأسه في شباك برافو ليجعل النتيجة 2 - صفر، وهو هدفه السادس في البطولة هذا الموسم. وبدا أن سيتي في طريقه لثالث هزيمة هذا الموسم عندما جعل ليفربول النتيجة 3 - صفر بعد 6 دقائق من بداية الشوط الثاني؛ إذ استغل جوردان هندرسون مساحة خالية في اليمين ليرسل كرة عرضية قابلها السنغالي ساديو ماني بضربة رأس في المرمى. وقام البرتغالي بيرناردو سيلفا بتسجيل هدف مانشستر سيتي الوحيد في الدقيقة الـ78. وفي ملعب «أولد ترافورد» استعاد مانشستر يونايتد نغمة الانتصارات التي غابت عنه في المرحلة الماضية بفوز مستحق 3 - 1 على ضيفه برايتون. وهو الفوز الرابع لمانشستر يونايتد هذا الموسم، والثاني في مبارياته الثلاث الأخيرة في الدوري؛ حيث عوض خسارته أمام بورنموث صفر - 1 في المرحلة الماضية، ليرفع رصيده إلى 16 نقطة ويرتقي من المركز الرابع عشر للسابع في ترتيب المسابقة، في حين تجمد رصيد برايتون عند 15 نقطة في المركز الحادي عشر. واستفاد صاحب الأرض من أداء فردي رائع لمهاجمه الفرنسي أنطوني مارسيال الذي صنع هدفين وتسبب في مشاكل لدفاع برايتون. وكال النرويجي أولي غونار سولسكاير مدرب يونايتد المديح لمارسيال وزميله الظهير الأيسر براندون ويليامز البالغ عمره 19 عاماً، وقال: «مارسيال لم يحرز أي هدف، لكنه كان مذهلاً. براندون ويليامز كان رائعاً أيضاً وقدم بعض المباريات الجيدة بالفعل ويبدو أنه يريد اللعب والاستمتاع». وأضاف: «كان يجب علينا تسجيل مزيد من الأهداف. كان أداءً رائعاً من اللاعبين، وعندما تراهم ينطلقون في الهجوم؛ فالأمر ممتع». وضرب مانشستر يونايتد بقوة في بداية المباراة وسجل هدفين في دقيقتين؛ الأول عبر لاعب وسطه البرازيلي آندرياس بيريرا في الدقيقة الـ17 بهدف جاء بمساعدة الحظ، إذ اصطدمت تسديدته من داخل منطقة الجزاء بالمدافع ديل ستيفنز وخدعت ماثيو رايان حارس برايتون الذي اكتفى بالنظر للكرة وهي تعانق شباكه. وواصل يونايتد هجومه مستغلاً ارتباك برايتون ليضيف الهدف الثاني في الدقيقة الـ19 عبر النيران الصديقة، عندما نفذ البرازيلي فريد ركلة حرة عرضية من الناحية اليمنى، تحولت من زميله هاري ماغواير إلى سكوت مكتوميناي الذي غمزها من بين قدمي الحارس فحاول الهولندي ديفي بروبر لاعب برايتون إبعادها لكنه أكملها بالخطأ في مرمى فريقه. ولجأ حكم المباراة إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (فار)، للتأكد من صحة الهدف، الذي ثبتت شرعيته. وقلص برايتون الفارق، عقب تسجيل لاعبه لويس دينك هدفاً برأسه إثر ركلة ركنية في الدقيقة الـ64، لكن الضيوف لم يهنأوا طويلاً، بعدما أضاف ماركوس راشفورد الهدف الثالث ليونايتد في الدقيقة الـ66. ورفع مانشستر يونايتد، المنتشي بتأهله الخميس إلى الدور الثاني لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، رصيده إلى 16 نقطة وصعد إلى المركز السابع بفارق الأهداف أمام وولفرهامبتون الذي عمق جراح ضيفه آستون فيلا بالفوز عليه 2 - 1. وتقدم وولفرهامبتون بهدف قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الأول سجله البرتغالي روبن نيفيش، وعزز الدولي المكسيكي راوول خيمينيز بالهدف الثاني في الدقيقة الـ84، قبل أن يقلص الدولي المصري محمود حسن «تريزيغيه» الفارق في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع. وهو الفوز الثالث لوولفرهامبتون هذا الموسم والأول بعد 3 تعادلات متتالية فرفع رصيده إلى 16 نقطة، فيما مني آستون فيلا بخسارته الثالثة على التوالي والسابعة هذا الموسم فتجمد رصيده عند 11 نقطة في المركز السابع عشر. بتلك النتيجة، ثأر وولفرهامبتون من خسارته بالنتيجة ذاتها أمام آستون فيلا في آخر مباريات الفريقين، والتي جرت في دور الستة عشر لبطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان ليستر سيتي بطل إنجلترا عام 2016 قد واصل عروضه القوية هذا الموسم وهزم آرسنال 2 - صفر ليرتقي إلى المركز الثاني. ورفع ليستر سيتي رصيده إلى 26 نقطة متخلفاً بفارق 5 نقاط عن ليفربول وبفارق الأهداف عن تشيلسي. وأكد ليستر سيتي أنه منافس جدي على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا بفوز مستحق على آرسنال بهدفين نظيفين، حيث سيطرت كتيبة المدرب الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز على مجريات اللعب تماماً بواسطة تحركات صانع ألعابه البلجيكي يوري تيليمانز ورأس الحربة جيمي فاردي، لكنه لم ينجح في إيجاد طريقه إلى مرمى حارس آرسنال الألماني برند لينو حتى الدقيقة الـ68 عندما نجح فادري في افتتاح التسجيل من تسديدة قوية. ورفع فاردي رصيده في صدارة ترتيب الهدافين إلى 11 هدفاً. وسرعان ما أضاف أصحاب الأرض الهدف الثاني بتسديدة زاحفة رائعة من جيمس ماديسون في الدقيقة الـ75. وكال رودجرز المديح لمهاجمه فاردي، وقال مدرب ليفربول وسلتيك السابق: «الأمر يتعلق أولاً بمنحه الثقة. إنه في مكانة عالية من بين أفضل المهاجمين في الكرة الأوروبية بما يقدمه من أجل الفريق وضغطه على المنافسين. ساعدناه على فعل ما يريد، وطريقة لعبنا الشرسة والسريعة تناسبه. لكن إمكاناته وفاعليته أمام المرمى شيء مذهل. هذا دليل واضح على تركيزه، فعندما يحصل على الفرص يكون جاهزاً».
مشاركة :