أكدت نانسي منير، الباحثة في مجال المرأة، أن هناك أرقاما مرعبة كشف عنها تقرير مركز معلومات رئاسة الوزراء، خلال عام 2018، حيث وصلت حالات الطلاق إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف الدقيقة، ووصلت نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى 15 مليون حالة، وهذا يعنى أن حالات الطلاق، تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، فيما يقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون.وأضافت نانسي منير أنه نتج عن ذلك تشريد ما يقرب من 7 ملايين طفل، وحسب إحصاءات محاكم الأحوال الشخصية، فقد تخطت حالات الخلع 250 ألف حالة، أي بزيادة 89 ألف حالة بالمقارنة بـ2017.وأشارت إلى أنه طبقًا للأبحاث والدراسات تواجه المرأة المطلقة تحديات عدة بعد طلاقها بتحملها مسئوليات أولادها وحدها، لهروب الأب من تحمل المسئولية.ووأوضحت نانسي منير أن أسباب ارتفاع نسب الطلاق، وانخفاض نسب الزواج، خلفها عدة آراء منها انخفاض الرواتب، أدت إلى ارتفاع معدلات الطلاق، خاصة بين المتزوجين حديثًا، وشملت أيضًا حالات الطلاق القرى والأرياف، التي كادت تنعدم فيها مثل هذه الحالات خلال السنوات الماضية التزامًا بالعادات والتقاليد، وتفشت ظاهرة الخلافات بين الزوجين، خاصة في أعمار الشباب والتي تصل إلى 80% من قضايا الطلاق المطروحة بالمحاكم تكون بين الأزواج الشباب، ويرجع ذلك إلى عدم تحمل الزوج واجبات الحياة الزوجية حديث العهد بها، بالإضافة إلى أن الزوجة تعيش ظروفًا اقتصادية واجتماعية أدنى بكثير مما كانت تحلم به أو كانت تعيشه حينما كانت تعيش مع والديها.ولفتت إلى ازدياد فرص عمل المرأة أو خروج المرأة للعمل واستقلالها اقتصاديًا عن الاعتماد على الزوج في النفقة، فإذا حدث أدنى خلاف تلجأ إلى المحاكم، بالإضافة إلى تراجع دور الأسرة من الطرفين "الزوج والزوجة" في التدخل والسعي للصلح بين الزوجين المتخاصمين بدلًا من تأجيج الخلاف بينهما.وأكدت الباحثة في مجال المرأة أن هناك اختراقا ثقافيا أدى إلى التفكك الأسري، فعانى الغرب في الفترات الماضية من هذا التفكك الأسري ولكنه الآن تدارك الأمر وبدأ في تصحيح أخطائه، ولكن تصدير وانتشار مفاهيم المطلقة والاستقلالية ما هي إلا جزء من "حروب الجيل الرابع" وهذه هي أخطر أنواع الحروب التي نواجهها لأنها مهددة للسلم الاجتماعي فهناك صفحات متخصصة ومنصات موجودة بالفعل على ساحة الإعلام والميديا هدفها تفكيك المجتمع وتنفيذ أجندة سياسية، في غياب تام وخمول للمؤسسات المعنية بذلك لعدم وجود خطط فعلية للمواجهة على المدى البعيد والوعي بكيفية مواجهة حروب الجيل الرابع، لذلك أناشد بضرورة تكاتف كافة أجهزة الدولة لمواجهة تلك الظاهرة.وأشارت نانسي منير إلى انعدام التوعية المجتمعية لأهمية الأسرة والكيان الأسري والانتماء وأن الاستقرار الأسرة جزء لا يتجزأ من استقرار المجتمع والوطن، بالإضافة إلى أن الثقافة الضحلة لمستخدمي "السوشيال ميديا" والبرامج والتي تؤثر عليهم بشكل كبير، لذلك من الضروري وجود توعية مجتمعية بالمدارس والجامعات والأندية وزيادة الرقابة على البرامج التليفزيونية والمسلسلات والعمل على التوعية الاقتصادية وعدم المغالاة في المهور وتغيير ثقافة المظاهر والعمل على التوعية الثقافية للارتقاء بالنفس واختيار الشريك.
مشاركة :