انتخابات إسبانيا: اليمين المتطرف المعادي للهجرة يصبح ثالث قوة في البرلمان

  • 11/11/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

اليمين المتطرف يحدث اختراقا في المشهد السياسي في إسبانيا. لم تفرز رابع انتخابات تشريعية خلال أربع سنوات في إسبانيا النتائج التي كان يأملها رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، فقد عكست النتائج الصعود المطّرد للتيار المتشدد في أوروبا، حيث بات حزب فوكس اليميني المتطرف القوة الثالثة في البرلمان ورفع عدد مقاعده إلى الضعف تقريباً. ورغم أن فرز 95% من بطاقات الاقتراع في الانتخابات التي أجريت الأحد 10 تشرين الثاني/ نوفمبر كشف تصدُّرَ الحزب الاشتراكي برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بيدرو سانشيز، إلا أنها لم تشر إلى إحراز أي تقدم في موقعه، بل بالعكس، إذ خسر ثلاثة مقاعد (120 مقارنة بال 123 التي ) وخسر معها أمل الحصول على أغلبية واضحة لإنهاء الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ 2015، في ذات الوقت الذي قفز فيه عدد مقاعد فوكس اليميني من 24 إلى 52 مقعداً.زيادة في مقاعد يمين الوسط واليسار الراديكالي وتقدّم محافظو الحزب الشعبي من 66 إلى 88 مقعداً، في حين تراجع حزب بوديموس (يسار راديكالي) من 42 إلى 35 مقعداً. وتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع وسط مناخ أثقلته الأزمة في كاتالونيا وصعود اليمين المتطرّف الذي يدعو إلى التشدّد إزاء النزعة الانفصاليّة للإقليم. وبعد ستّة أشهر من انتخابات تشريعيّة فاز فيها من دون الحصول على غالبية مطلقة، دعا سانشيز 37 مليون ناخب إلى منحه تفويضًا واضحًا من أجل وضع حدّ لعدم الاستقرار السياسي. وبُعيد إدلائه بصوته، أمل سانشيز في أن "نكون قادرين على تشكيل حكومة اعتبارًا من الغد، والدّفع بإسبانيا للمضيّ قدمًا". غير أنّ كلّ استطلاعات الرأي أشارت قبل صدور النتائج إلى أنّ الناخبين لن يمنحوه ذلك، وأنّه حتى إذا فاز في الانتخابات مرّة جديدة، فلن يحصل على غالبيّة وازنة وسيضطرّ إلى التفاوض بشكل تدريجي من أجل اقرار الموازنة والتصويت على قوانين.اليمين المتطرف ثالث قوة في البرلمان.. معاداةٌ للهجرة وتشدّدٌ في ملف كاتالونيا وقد طغى على الاستحقاق الانتخابي ملفّ إقليم كاتالونيا حيث نُشِرت تعزيزات أمنيّة لضمان أمن الانتخابات التي جرت بعدَ مواجهات أوقعت 600 جريح أواسط تشرين الأول/أكتوبر إثر الأحكام المشدّدة الصادرة بحقّ القادة الانفصاليّين لدورهم في محاولة الانفصال في 2017. وأثار زعيم حزب "فوكس" سانتياغو أباسكال ضجّةً وجدلاً بدعوته إلى حظر الأحزاب الانفصاليّة وإلى تعليق الحكم الذاتي في كاتالونيا وتوقيف رئيسها المؤيد للاستقلال كيم تورا. وقالت آنا اسكوبيدو، "كنت دوماً أنتخب الحزب الشعبي ولكن في الوضع الراهن، أعتقد أنّه يجب التشدد" إزاء كاتالونيا والهجرة. بدورها قالت ليديا لوبيز وهي صحافية متدرّبة تبلغ 21 عاما إن أباسكال برز على الساحة بمشاركته في النقاشات الانتخابية. وتابعت لوبيز التي اقترعت لمصلحة حزب "بوديموس" اليساري المتطرّف "لكن المشكلة تكمن في أنه يستخدم في تلك النقاشات أكاذيب لا يتم التحقق منها على الفور"، مضيفة أن "الناس الذين يسمعونها يصدقونها معتقدين أنها صحيحة". ويقود حزب فوكس أيضاً حملة ضدّ الهجرة، ويقيم صلة بين وصول المهاجرين الأفارقة وما يقول إنّه ارتفاع في نسب الجريمة في اسبانيا. والأحد قال رافايل غارسيا البالغ 84 عاماً إنه صوّت لمصلحة اليمين في مدريد دفاعاً عن "وحدة إسبانيا والمتقاعدين"، من دون أن يسمي الحزب الذي اقترع لمصلحته.عودة لزمن الجنرال فرانكو؟ سعى سانشيز إلى حشد الكتلة اليسارية الناخبة في مواجهة صعود "فوكس" وهو يصف حضور هذا الحزب بأنّه بمثابة عودة إلى زمن الجنرال فرانكو. وكرر سانشيز باستمرار أنّ "اسبانيا بحاجة إلى حكومة تقدّمية بهدف التصدي للفرانكوية والمتطرفين والراديكاليين". من جهة أخرى، لا يخفي رئيس الوزراء الإسباني أنه يفضل أن يحكم وحيداً بالاعتماد على غالبية ضعيفة بدلاً من أن يسعى إلى التوافق مع بوديموس. ويكرر أنّ على الأحزاب الأخرى أن تسمح لمن يحتل المرتبة الأولى بأن يحكم، وذلك من خلال التغيّب عن جلسة الثقة للحكومة في البرلمان. وحتى الآن، يستبعد الحزب الشعبي التغيّب. غير أنّ غالبية المحللين يتوقعون أن يقوم بذلك في آخر لحظة تجنباً لمواجهة غضب الناخبين. ويرى خوسيه اينياسيو توريبلانكا، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنّ سانشيز يعتزم ضمان "تغيّب الجميع في اللحظة الأخيرة، مقابل خطر دفع الجميع إلى طريق مسدود". للمزيد على يورونيوز: تصدر الحزب الاشتراكي وصعود لليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية الإسبانية جمعيات حقوقية إسبانية تدين "الرسائل العنصرية" التي يبثها اليمين ضد المهاجرين القصر

مشاركة :