مع وصول المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد إلى صنعاء لاجراء محادثات مع ممثلين عن المتمردين الحوثيين، وقبل ساعات من بدء تطبيق الهدنة الانسانية عند الحادية عشرة من ليل أمس، أعلن مسؤول في وزارة الصحة بصنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، ان نحو 70 شخصا وجرح 250 آخرون، في انفجارات بمخزن اسلحة قرب قرب صنعاء استهدفته غارات التحالف. وقال مسؤول في وزارة الصحة في صنعاء: «قتل 69 شخصا على الاقل غالبيتهم من المدنيين واصيب 250 بجروح»، وذلك بحسب حصيلة جديدة للانفجارات في الموقع الذي تعرض للقصف في جبل نقم خلال اليومين الماضيين. ونقلت وكالة «سبأ» عن مسؤول محلي قوله ان عدد القتلى 90 والجرحى 300. واستهدفت الغارات الاولى هذا المخزن الواقع في جبل نقم، وهو مرتفع يشرف على شرق العاصمة، عصر أول من أمس. وافاد شهود ان انفجارات أول من أمس كانت عنيفة الى حد انها ادت الى تطاير قطع مدفعية. واستهدفت ضربات جوية أمس مجددا صنعاء. وقال سكان إن ثلاث ضربات أصابت وحدات للجيش موالية للحوثيين إلى الشمال من العاصمة وأمكن رؤية عمود من الدخان. وفي مدينة عدن في الجنوب، قال شهود إن التحالف قصف مواقع للحوثيين ولا تزال الفصائل المحلية المسلحة تقاتل الحوثيين في المدينة وفي أنحاء جنوب اليمن. وقبل الهدنة بساعات، قصفت القوات السعودية بالصواريخ مواقع الميليشيات الحوثية على الجانب الآخر من الحدود. وبثت قناة «العربية» الفضائية، صوراً مباشرة لإطلاق أكثر من صاروخ، على مواقع للميليشيات محددة مسبقاً، بعدما شكلت تلك المواقع تهديداً على الحدود السعودية. وأفادت مصادر محلية يمنية بمقتل مسلحين حوثيين وإصابة أكثر من أربعة آخرين في هجوم مسلح شنته المقاومة الشعبية في مدينة الحديدة غربي اليمن. وقالت المصادر إن مسلحين من المقاومة الشعبية شنوا هجومين على دوريتين عسكريتين تابعتين للقوات الحوثية، حيث كان الهجوم الأول في جولة الصدفة شمال المدينة واستهدف دورية لمسلحين حوثيين، ما أسفر عن سقوط قتيلين وعدد من الجرحى. وأضافت أن هجوما آخر بقنبلة يدوية استهدف مسلحين حوثيين في شارع صنعاء وسط مدينة الحديدة أعقبه إطلاق نار كثيف، مؤكدين سقوط قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي. وجاء ذلك، فيما وصل المبعوث ولد شيخ أحمد إلى صنعاء بعد ان قام بجولة شملت السعودية. وقال المبعوث إن الزيارة ستبحث موضوع الهدنة الإنسانية، إضافة إلى بحث جلوس الأطراف اليمنية على طاولة الحوار بهدف الوصول إلى حل سياسي. واعتبر أن الهدنة «يجب أن تكون غير مشروطة» لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية، مشيرا إلى أن هناك فريقاً من المنظمات الإنسانية كـ «اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى ستصل لاحقاً إلى صنعاء. وأوضح أنه «مقتنع بأنه ليس هناك حل للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً». واستعدت الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة للقيام بعملية انسانية واسعة النطاق في اليمن اذا صمدت الهدنة. وقالت الناطقة باسم برنامج الاغذية العالمي اليزابيث بيرز في جنيف ان هذه المنظمة «مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لاكثر من 750 الف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع». وسيستفيد برنامج الاغذية العالمي ايضا من الهدنة لكي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية. ومن جهته، قال الناطق باسم مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين ادريان ادواردز ان الوكالة «تضع اللمسات الاخيرة على التحضيرات» لكي تقيم «جسرا جويا كبيرا» على ان تنقل ثلاث طائرات في بادىء الامر 300 طن من المساعدات. وقال ادواردز ان «مئات الاف الاشخاص يواجهون صعوبة في تامين احتياجاتهم الاساسية وهم بحاجة ماسة الى المساعدة». وتعتزم المفوضية العليا الاستفادة من الهدنة لنقل وتخزين مساعدات في صنعاء وعمران وعدن. وابدت منظمة الصحة العالمية ايضا استعدادها «لزيادة انشطتها» وارسال تجهيزات طبية الى المناطق المتضررة من جراء النزاع التي لم تتلق بعد مساعدات.
مشاركة :