هل تتغير سياسة الأردن تجاه إسرائيل بعد استعادة الباقورة والغمر؟

  • 11/11/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةMENAHEM KAHANA اهتمت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، بإعلان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني رسميا عودة أراضي منطقتي الباقورة والغمر إلى السيادة الأردنية بعد مرور ربع قرن على اتفاقية تأجيرها لإسرائيل. واستطاع مزارعون إسرائيليون زراعة أراضي المنطقتين الأردنيتين، اللتين استأجرتهما إسرائيل، بموجب اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين عام 1994. ورأى البعض في استعادة الباقورة والغمر إنجازا مهما للأردن يعكس حدوث تغيير في السياسة الأردنية."الإنجاز الوطني الكبير" يقول جميل النمري في الغد الأردنية إن "الاحتفال باستعادة الباقورة والغمر ليس في الواقع احتفالا بتحرير أراض من الاحتلال الإسرائيلي، فالمنطقتان منذ اتفاقية وادي عربة عادتا تحت السيادة الأردنية رسميا وفق ترسيم الحدود الانتدابية لكن مع اتفاقية حق انتفاع بالمنطقتين للإسرائيليين لمدة 25 عاما وفق ملحقين بالاتفاقية ينصان على تجديدهما التلقائي إلا إذا اعترض أحد الطرفين على تجديدها، إنه احتفال بموقف سياسي وطني بإنهاء العمل باتفاقية كانت عنوانا لحسن النوايا والتيسير والتعاون الذي رافق معاهدة وادي عربة". ويضيف الكاتب أن "إنهاء الاتفاقية كان مطلبا شعبيا تلاقى معه الموقف الرسمي الغاضب أيضا من السياسات الإسرائيلية وعبر عنه الملك مبكرا بإعلان نيّة عدم تجديد الاتفاقية. ولعل الغطرسة الإسرائيلية لم تأخذ بجدية هذا الإعلان مفترضة أنها تستطيع ممارسة حكم القوي على الضعيف وإيجاد صيغة ما لاستمرار الانتفاع بالأراضي المعنية".تعرّف على منطقتي الباقورة والغمر اللتين يعتزم الأردن استعادتهماصحف عربية: الأردن يبدأ إجراء استعادة الباقورة والغمر وتوقع مماطلة إسرائيل وتصف رأي اليوم اللندنية استعادة الباقورة والغمر بـ"الإنجاز الوطني الكبير". وترى الصحيفة أن الخطوة تعكس "حدوث تغيير في السياسة الأردنية الرسمية عنوانه التعاطي بحزم أكبر مع الغطرسة الإسرائيلية التي فاقت كل الحدود، ونأمل أن يستمر ويتصاعد". وتقول الصحيفة إن "اغلاق البوّابات في وَجه المزارعين الإسرائيليين، ورفع العلم الأردني، علم الثورة العربية الكبرى، فوق الأراضي المستعادة هي خطوة مهمة تأتي انعكاسا لنهج جديد مختلفٍ عنوانه النِدّية في التعاطي مع دولة محتلة اغتصبت الأراضي العربية، ودنّست المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس المحتلة باحتلالها هذا"."تدهور العلاقات"مصدر الصورةGetty Images في الدستور الأردنية، يقول عريب الرنتاوي إن "الأردن أبلغ إسرائيل، رسميا وخطيا، بأنه ليس بوارد تجديد عقد الانتفاع من هاتين المنطقتين، وفي الموعد المحدد، لكن رهان إسرائيل على تراجع أردني لم ينقطع ولم يتوقف حتى ربع الساعة الأخير. هي إسرائيل التي خبرنا سياساتها القائمة على المماطلة والمراوغة، وتحويل المؤقت إلى دائم، والانتفاع إلى إجارة، والإجارة إلى ملكية. إنها عقلية السطو والغزو والتعدي على حقوق الآخرين وممتلكاتهم، والتي تحكمت بالطبقة الحاكمة الإسرائيلية، منذ أن كانت إسرائيل فكرة ومشروعا، وقبل أن تصبح دولة وبعدها". ويرى الكاتب أن "المهم أن الأراضي الأردنية استعيدت بالكامل، وهي خضعت منذ الأمس للسيادة والقانون الأردنيين، ولا ترتيبات خاصة لهاتين المنطقتين بعد اليوم: من كانت له ملكية خاص فليكن، ولكن تحت مظلة القانون الأردني، وحركة المعابر والحدود ونظام التأشيرات، ومن زرع أرضاً، سيُستَمهل لحصادها بضعة أشهر ولمرة واحدة، وفقاً لما انتهت إليه المفاوضات والتفاهمات، ولكن دائماً تحت مظلة القانون والإجراءات الأردنية المرعية". على المنوال ذاته، يقول فطين البداد في المدينة الأردنية إن "إعلام الكيان العبري لا ينفك يتحدث عن تدهور العلاقات بين الجانبين ورفض الأردن أي مساومة في الملفات الصعبة مثل القدس والدولة المستقلة والتوطين ، ولكنه أيضا يحمل نتنياهو وحكومته أسباب هذا التدهور الذي وصل لاستدعاء الأردن سفيره من تل أبيب". ويضيف الكاتب أن "الموقف الأردني حيال الباقورة والغمر لا لبس فيه ولا تراجع بشأنه ... الباقورة والغمر ليستا للمساومة، ولا ربط بينهما وبين الأسرى". أما العرب اللندنية فتقول إن "استعادة الباقورة والغمر تشكل إنجازا مهما للأردن، وردَّ اعتبار، خاصة وأن حكومة نتنياهو تعمدت في السنوات الأخيرة إهمال عمان بعد أن كانت ممرا سياسيا رئيسيا لعلاقاتهم في المنطقة". وتضيف الصحيفة أنه "رغم الإعلان الرسمي عن تسلم المنطقتين، بيد أن ذلك لا يعني منع الإسرائيليين من الدخول إليها وسط أنباء عن اتفاق مقيد لتمديد تأجير الغمر حتى 30 أبريل المقبل، بما يسمح للمزارعين الإسرائيليين من جمع محاصيلهم".

مشاركة :