وصل مبعوث الأمم المتحدة الجديد، إسماعيل ولد شيخ أحمد، إلى صنعاء، أمس، قبل ساعات من دخول هدنة إنسانية من خمسة أيام، أعلنت عنها السعودية، حيز التنفيذ، إثر سبعة أسابيع من الغارات المكثفة ضد مواقع الحوثيين والمعارك الدامية في اليمن، وتزامن وصوله مع ضربات جوية جديدة للتحالف بقيادة السعودية على العاصمة اليمنية صنعاء. وتفصيلاً قال إسماعيل ولد الشيخ إنه وصل إلى اليمن للإعداد للهدنة وإطلاق المحادثات السياسية المتعثرة بين أطراف الصراع اليمني. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، التي يسيطر عليها الحوثيون، عن ولد الشيخ، قوله إننا مقتنعون بأنه ليس هناك حل للمشكلة اليمنية إلا من خلال الحوار الذي يجب أن يكون يمنياً، ونقلت الوكالة عنه القول إن الهدنة يجب أن تكون غير مشروطة لتتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات لكل اليمنيين في كل المناطق اليمنية، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، مشيراً إلى أن هناك فريقاً من المنظمات الإنسانية كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمات أخرى، ستصل لاحقاً إلى صنعاء. وقبل وصوله إلى صنعاء، في المهمة الأولى للدبلوماسي الموريتاني الذي حل، في نهاية أبريل، محل المغربي المستقيل جمال بن عمر، قام بجولة شملت السعودية، حيث التقى، الجمعة، في الرياض، الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي. وقبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ، أمس، شنت مقاتلات التحالف العسكري غارات جوية جديدة ضد مواقع للحوثيين وحلفائهم، في حين استمرت المعارك بين هؤلاء ومناصري الرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي. واستهدفت طائرات التحالف مجدداً، صباح أمس، مخزن أسلحة للحوثيين في جبل نقم، وهو مرتفع يشرف على شرق العاصمة، ما أدى إلى سلسلة انفجارات، وفق ما أفاد مراسل لـفرانس برس في صنعاء. وكانت الغارات الأولى استهدفت هذا المخزن، عصر الاثنين، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وإصابة 20 آخرين، بحسب مصادر طبية. وفي عدن، لم تنقطع المعارك بين المتمردين ومناصري هادي، وأعلن مصدر في الإغاثة عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة 52 آخرين في المدينة. وأشار مسؤول في الإدارة المحلية إلى خشيته من عدم الالتزام بالهدنة في عدن نظراً إلى تفاقم هجمات الحوثيين. وفي تعز، قتل خمسة في قصف مدفعي طال متجراً ومنزلاً وجامعاً، بحسب ما قالت مصادر طبية ومحلية. وفي المكلا، حيث استغل تنظيم القاعدة الفوضى التي تعم اليمن، قال مسؤول حكومي محلي في المدينة، إن غارة جوية لطائرة من دون طيار استهدفت مركبة لتنظيم القاعدة، أسفرت عن مقتل أربعة من أعضاء التنظيم، بينهم قياديان، كما سقط ستة جرحى بحسب قوله. وقتل القياديان مأمون حاتم زعيم التنظيم في محافظة إب، ومحمد صالح الغرابي قيادي أمني ميداني، وفق المصدر. وقبيل دخول الهدنة حيز التنفيذ، أعلنت الأمم المتحدة أنها تستعد للقيام بعملية إنسانية واسعة النطاق في اليمن. وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بيرز، خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن هذه المنظمة مستعدة لتقديم حصص غذائية طارئة لأكثر من 750 ألف شخص في المناطق المتضررة من جراء النزاع. وسيستفيد برنامج الأغدية العالمي أيضاً من الهدنة لكي يودع في البلاد مخزونات من المساعدة الغذائية. من جهته، قال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، أدريان إدواردز، إن الوكالة تضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لكي تقيم جسراً جوياً كبيراً على أن تنقل ثلاث طائرات في بادئ الأمر 300 طن من المساعدات. وقال إدواردز إن مئات آلاف الأشخاص يواجهون صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، وهم بحاجة ماسة إلى المساعدة، وأضاف في إفادة صحافية بجنيف بدأت المفوضية الترتيبات الأخيرة لعملية إغاثة إنسانية جوية كبيرة إلى صنعاء، ومن المقرر أن تجري خلال الأيام المقبلة، إذا سرى اتفاق وقف إطلاق النار المقترح وصمد. وكان برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أعلن في 30 أبريل أن النقص في المحروقات أرغمه على أن يوقف تدريجياً عمليات توزيع المواد الغذائية.
مشاركة :