توسعة الحرم المكي جاهزة للاستفادة منها | محمد خضر عريف

  • 5/13/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كلُّ مَن زار موقع توسعة خادم الحرمين الشريفين، ووقف عليها ورآها رؤية العين، بعد سنوات قليلة من البدء في أعمالها، يدرك أن ما انتهى من تلك الأعمال انتهى بتوفيق الله وعونه لعباده المخلِصين المخلَصين أولاً، ثم بإخلاص هؤلاء المخلِصين المخلَصين الذين سخّروا كلّ الإمكانيات العلمية والفنية والمالية للانتهاء من جزء كبير من هذه التوسعة في بضعة أعوام ، بما في ذلك نزع ملكيات العقارات التي أقيمت على أرضها التوسعة، وتعويض أصحابها، وتمهيد تلك الأرض وتجهيزها للبناء الضخم . وبعد هذه السنين القليلة أصبح جزء كبير من هذه التوسعة المباركة جاهزًا للاستفادة منه في الصلوات، كما بيّن سعادة المهندس محمد سمكري في لقاء مع نخب من المجتمع السعودي من أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة داخل أروقة التوسعة صباح يوم الأحد 21/7/1436هـ، ومثلت تلك النخب جهات رسمية عدة تعليمية وإعلامية وشرعية ومالية ورقابية، وغيرها كثير. ومن الجهات العلمية المشاركة: جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ممثلة بالوقف العلمي فيها بقيادة سعادة الدكتور عصام كوثر. ومعنى أن جزءًا كبيرًا من التوسعة أصبح بالإمكان الاستفادة منه أنه جاهز لاستقبال المصلّين في الوقت الحاضر، وفي شهر رمضان على وجه التحديد، وصولاً إلى موسم الحج دون أن تكتمل تمامًا كل التجهيزات المقررة لهذه التوسعة ، التي تُعتبر أضخم توسعة في التاريخ. فجزء كبير من التوسعة اكتمل بنيانه، وعُلقت ثرياته، وأضاءت ما حولها، وعُمل تكييفه المذهل، وقد صلّينا فيه ، وشاهدنا بأم أعيننا هذا الجمال الهندسي الفائق، وذلك الفن المعماري الأخّاذ، وسمعنا من المهندس محمد سمكري أرقامًا يصعب تصديقها عن أوزان القباب المتحركة، والأبواب الهائلة، إضافة إلى المواد المستخدمة المجلوبة من كل أنحاء العالم كالرخام الذي يؤتى به من إيطاليا واليونان على هيئة صخور كأنها الجبال الراسيات؛ ليقطّع ويصنّع محليًّا، ويُستخدم منه 30% فقط نظرًا لتعقيد الأشكال الهندسية، ويصل الهدر إلى 70%، وكالكريستال الذي يؤتى به من النمسا وأمريكا، إذ تكتسي الثريات بكريستال (شوارفسكي) إضافة إلى لوحات كريستالية عاكسة للإضاءة. أمَّا اللوحات الرخامية التي نُقشت عليها الآيات القرآنية فهي من الزفير. والأرقام في هذه التوسعة مذهلة: مسطح المشروع: 252000م2، إجمالي أعداد المصلّين 266700، إجمالي الطائفين في الساعة 107000 طائف، السلالم الكهربائية 44، المصاعد 33، ومن اللافت أن الأعمدة والقباب التاريخية قد أزيلت بطريقة فنية، وسيعاد تركيبها وترميمها، وهي معلومة تغيب عن كثير من القرّاء، وقد وصل إجمالي المساحة المبنية عام 1436هـ الى 210000م2. بقي أن ندعو لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالرحمة والمغفرة، وأن يجعل الله هذا العمل الكبير في موازينه، كما ندعو لخلفه الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتوفيق والعون لتنتهي هذه التوسعة المباركة في عهده الميمون. Moraif@kau.edu.sa

مشاركة :