انتخابات الجزائر تسير إلى موعدها وسط أجواء مشحونة

  • 11/12/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يسير الاستحقاق الرئاسي في الجزائر إلى موعده المحدد بخطوات يشوبها الكثير من الحذر، بسبب الغموض الذي يكتنف المشهد السياسي في البلاد. وتستعد الجزائر بداية من 17 نوفمبر الجاري، لحملة انتخابية يخوضها خمسة متسابقين على قصر المرادية، بدأوا في الكشف التدريجي عن برامجهم الانتخابية التي يتقدمون للشارع الجزائري لإقناعه بالتصويت لهم، لكن الأجواء السياسية في البلاد تشير إلى أن الاستحقاق المذكور سيكون استثنائيا وغير مسبوق. وفي ظل الغموض الذي يكتنف مصير الانتخابات، بسبب الاستقطاب الحاد بين السلطة والحراك الشعبي، يرى مراقبون بأن الاستحقاق الرئاسي سائر في طريق التنفيذ مهما كان الشكل والنتائج، لأن السلطة تسعى لتحقيقه بكل الوسائل. ويرى المحلل السياسي عبد الحق بن سعدي، في تصريح لـ ”العرب“، بأن ”الانتخابات تسير في طريق التجسيد، وأن مراجعة موعدها على غرار ما حدث في موعدي الـ 18 ابريل والـ 4 يوليو الماضيين، لن يكون إلا بدخول عامل قوي في المعادلة، أو انتقال نوعي في احتجاجات الحراك الشعبي“. ولفت بن سعدي، الى أن السلطة القائمة تريد الوصول إلى تنصيب رئيس شرعي في القريب العاجل، ليكون في المواجهة المباشرة مع الشارع، ويسمح لها بالتواري عن الأنظار. وإن انتقد المرشحون الذين أسقطتهم السلطة المستقلة إقصائهم المبكر، واعتبروه تمهيدا لقطع الطريق على مسار التغيير المنشود، فان المخاوف موجودة حتى لدى مرشحين، على غرار رئيس طلائع الحريات علي بن فليس. وعبر بن فليس عن توجسه من إمكانية الذهاب لولاية خامسة للنظام بوجه جديد، مؤكدا بأنه ”من حق الجزائريين أن يتخوفوا من إمكانية استنساخ النظام لنفسه في الاقتراع الرئاسي القادم“. وأضاف: ”إذا كانت الثورة تخشى استنساخ النظام القديم، فأنا أخشى ما أخشاه هو أن يجعل هذا النظام من الرئاسيات القادمة عهدة خامسة مكررة“. ولا زالت السلطة ومن ورائها القوى الداعمة لها، تروج الى ضرورة الذهاب الى الموعد الانتخابي، كملاذ حتمي للخروج من الأزمة، لكنها لم تقدم الضمانات التي يطالب بها المعارضون، وتكتفي بعمل ودور السلطة المستقلة المستحدثة في البلاد لأول مرة، المطعون في شرعيتها وآليات عملها هي الأخرى. ورغم تأكيد الرجل الأول في المؤسسة العسكرية الجنرال أحمد قايد صالح، في أكثر من تصريح على حياد الجيش وعدم وجود مرشح له في الانتخابات، إلا أن المعارضين للانتخابات يعتبرون المرشحين الخمسة هم خيارات متدرجة للسلطة، ومهما كانت النتيجة فانها تصب في صالح واحد من أذرع النظام السابق والحالي، مما يرشح الموعد لأن يكون تعقيدا جديدا للأزمة في الجزائر. ShareWhatsAppTwitterFacebook

مشاركة :