يشهد الطب النووي مثل غيره من تقنيات التشخيص والعلاج تطورا مستمرا يساعد الأطباء على رصد الأمراض بدقة أكبر تمكنهم من السيطرة على أعراضها. ومن الإجراءات المتبعة في الطب النووي تحديد كمية الإشعاع حتى تبقى ضمن حدود آمنة ولا تشكل خطرا على صحة المرضى. وباستخدام هذا النوع من الطب يتم حقن الجرعة الإشعاعية عن طريق الوريد أو تناولها عن طريق الفم. وبذلك يكون المريض هو المشعّ والجهاز الذي يفحصه يتلقى الإشعاع وهو عكس ما يتم اعتماده في الفحوص بالأشعة التقليدية. ويوصل الأخصائيون المادة المشعة للعضو المراد تصويره دون غيره، فمثلا لتصوير العظام تتم إضافة مادة خاصة مع المادة المشعة لتقودها وتضعها في العظام فقط. تعتمد بعض الدول العربية العلاج بالطب النووي، ففي الإمارات مثلا، تقدم شركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة” العلاج بالطب النووي من خلال ثلاث من منشآتها وهي مدينة الشيخ خليفة الطبية ومستشفى المفرق في أبوظبي ومستشفى توام في مدينة العين وذلك وفقا لأعلى المعايير العالمية وباستخدام أحدث التقنيات. وأكدت رقوانة باهارون، استشارية الطب النووي في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة “صحة”، أن الطب النووي يعدّ من أحدث تطبيقات التكنولوجيا في المجال الطبي. إذ يمكن لهذه التقنية الطبية الكشف عن العديد من المشكلات الصحية، مثل أمراض الكلى، أمراض القلب، التهاب المفاصل والعظام، التهاب الجهاز العصبي المركزي، أمراض الكبد والطحال، وأمراض الرئة والجهاز التنفسي. خدمات الطب النووي في مستشفى «الصحة» تطورت لتصبح اليوم من أكبر أقسام الطب النووي في المنطقة وأشارت إلى أن لهذا العلم الفضل في تشخيص العديد من الحالات المرضية ومعالجتها. وأوضحت باهارون أن الطب النووي هو دراسة لوظائف الجسم والخلية ودراسة التغيرات الطارئة عن الأمراض بتصويرها والذي يختلف عن التصوير بالأشعة التي تدرس تشريح الأعضاء. وأضافت أن العلاج بالنظائر المشعة (الطب النووي) يعتمد على حقن النظائر المشعة، التي لها في الصفات الكيميائية والبيولوجية، صفات تشبه مواد مماثلة طبيعية داخل الجسم كمادة “الثاليم” المشعة التي تماثل مادة “البوتاسيوم” بالجسم وصرفها داخل الخلية. وتتم متابعة هذه النظائر المشعة بالجسم عن طريق جهاز جاما الذي يلتقط الإشعاع في العضو المطلوب تصويره. وفسرت أن مؤسسة “صحة” تولي العلاج بالطب النووي أهمية لما يحققه من نتائج إيجابية حيث تم علاج الكثير من الحالات خلال السنوات الماضية والتي شفيت تماما. وقالت استشارية الطب النووي إن مدينة الشيخ خليفة الطبية -التابعة لشركة “صحة”- بدأت في تقديم العلاج بالطب النووي منذ عام 2009 للمرضى المصابين بسرطان الغدة الدرقية، وذلك من خلال عنبر العزل الخاص الذي تم تجهيزه لهذا الغرض وفقا لقواعد ونظم الهيئة الاتحادية للطاقة النووية. ولفت إلى شفاء 207 مرضى قدم لهم العلاج منذ عام 2009. أما مستشفى المفرق -التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”- فقد كانت بدايتها مع العلاج بالطب النووي بتوفير فحوصات تشخيصية مثل دراسة نضح عضلة القلب، من أجل تقييم وظيفة القلب ونقص التروية، وفحص الكلى، لتقييم وظيفة الكلى، وفحص العظام لتقييم مدى انتشار السرطان في العظام، والتهاب العظم، مثل كسر الضغط والعديد من الأمراض الأخرى. وتوفر دراسة وظيفة عضلة القلب كذلك، تشخيص وظيفة عضلة القلب، وفحص التهوية والتروية بهدف تقييم الانسداد الدموي الرئوي، وإجراء المسح حول الغدة الدرقية لمعرفة مكان ورم الغدة، وفحص امتصاص الغدة الدرقية، لتحديد سبب فرط نشاط الغدة الدرقية، ودراسة إفراغ المعدة، للمساعدة في تشخيص كسل المعدة، والعديد من الدراسات التشخيصية الأخرى. وقدم مستشفى المفرق العلاج بالطب النووي للعديد من المرضى لعلاج سرطان الغدة الدرقية باليود المشع، والقضاء على أنسجة الغدة الدرقية المتبقية بعد الجراحة والأمراض النقيلية، بالإضافة إلى علاج فرط نشاط الغدة الدرقية إذا فشل العلاج الطبي في السيطرة على الأعراض، حيث تم علاج 105 مرضى من سرطان الغدة الدرقية، و5 حالات كانت تعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية خلال عام 2018.
مشاركة :