افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، أعمال الدورة الخامسة من منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، التي ينظمها مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، تحت شعار «التحولات المستقبلية في الاستثمار الأجنبي المباشر». وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تفقد أقسام وأجنحة الدوائر والمؤسسات والهيئات والشركات المشاركة في المعرض المصاحب لمؤتمر منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، مستمعا سموه عن فرص الاستثمارات والخدمات والتسهيلات التي تقدمها المؤسسات والشركات لزوارها، وحضر الافتتاح كل من الشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وعدد من مسؤولي الدوائر بالشارقة. دور بارز وأكد معالي سلطان المنصوري، وزير الاقتصاد، خلال كلمة له، على الدور البارز للمنتدى في تطوير مفاهيم الاستثمار ومناقشة قضايا تعزز مناخ الأعمال في إمارة الشارقة والدولة عموما، مبينا أن العالم شهد في 2018 تراجعا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للسنة الثالثة على التوالي بنسبة 13.4 % مقارنة مع عام 2017 وفقا لتقرير الاستثمار العالمي لعام 2019 الصادر عن «الأونكتاد»، وانعكس هذا الانخفاض على اقتصادات الدول المتقدمة بنسبة 27% وعلى اقتصادات الاتحاد الأوروبي تحديدا بنسبة 55% وعلى الاقتصادات الانتقالية 28%، فيما ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول النامية. الثانية عالمياً وقال إن الإمارات ليست معزولة عن الأسواق العالمية، فلديها اقتصاد منفتح ومرتبط بصورة حيوية بالاقتصاد العالمي، ومع ذلك لم يكن للاتجاه التراجعي للاستثمارات الأجنبية المباشرة في العالم تأثير سلبي في قدرة الدولة على استقطاب الاستثمار، لافتا إلى أن الإمارات حققت ارتفاعا جيدا في رصيد الاستثمار الأجنبي التراكمي الوارد حتى نهاية عام 2018 والذي تجاوز 140.3 مليار دولار بنسبة 8 %. وحلت قارة آسيا في المرتبة الأولى في ضخ استثماراتها المباشرة في الإمارات تلتها أوروبا ومن ثم أمريكا الشمالية ثم أفريقيا، مشيرا إلى أن الدولة جاءت في المرتبة الثانية عالميا في توقيع اتفاقيات الاستثمار الثنائية الدولية، وفي المرتبة الثالثة عالميا فيما يتعلق بمشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة المعلن عنها. نتائج وأضاف المنصوري أن هذه النتائج المهمة لم تكن وليدة الصدفة، بل هي نتاج رؤية واضحة تبنتها القيادة الرشيدة لتعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية، وهذا ما تعكسه سياسات الدولة لتنمية الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ يعد أحد مؤشرات الأجندة الوطنية 2021، ومحورا رئيسا ضمن مئوية الإمارة 2071، حيث تحرص الدولة على صياغة استراتيجيات تعزز ريادتها في استقطاب الاستثمار النوعي الذي يدعم خطط التنمية القائمة على الابتكار والمعرفة والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. تغير المفاهيم من جهته قال مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، خلال الكلمة التي ألقاها في المنتدى، إن العالم شهد خلال السنوات العشرين الماضية قفزات سريعة ونوعية بفعل التطوّر المتلاحق للتقنيات، ما غيّر من شكل الاقتصادات والمؤسسات، وبفعل تلك التقنيات تغيرت المفاهيم حول التنقّل والتسوّق والبناء والخدمات والتي أضحت على وشك أن تصبح من الماضي وما نقول عنه (مستقبل) سوف يصبح قريبا حاضرا، مبينا أنه لا بد أن يكون هناك استعداد لتلك التطورات السريعة، وأنه على الحكومات السرعة في التطور والمرونة في التشريعات والأنظمة والبنى التحتيّة لاستيعاب الجديد، إضافة إلى تهيئة بيئة محفزة للاستثمار في الابتكارات وتحرير الأفكار وإطلاق الطاقات والنظر في التعليم وتوجهاته المستقبليّة ومخرّجاته. توجهات مستقبلية وأوضح أن التوجهات المستقبلية للاستثمارات تفرضها علينا الطفرات السريعة والمتتالية للتقنيات وتعامل المجتمعات معها، فلو تابعنا الأحداث اليومية حول العالم نجد نشرة أخبار يقرؤها روبوت في الصين وفي اليابان روبوت آخر يكتب رواية، وباتت الشركات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراجعة العقود التجارية خلال (26) ثانية وبدقة تصل لـ (94) في المئة، مقابل (92) دقيقة عندما يراجعها الإنسان وبدقة لا تتجاوز (85) بالمئة، كما أن الذكاء الاصطناعي سوف يقود النمو في العالم، وسوف يتمكن بحسب التقارير من إضافة 2.9 تريليون دولار للناتج العالمي، أي بواقع 6.2 مليارات ساعة عمل، مبينا أن الاستثمار في المعرفة بتجلياتها العلمية والاقتصادية سيمنح البشرية أملا كبيرا للتغلب على تحديات الطاقة والبيئة والتعليم والصحة والغذاء وبتكلفة أقل وجودة أفضل. تطورات وأضاف أن التطورات المتلاحقة أصبحت أسرع من تخيلاتنا، والوقائع التي تطرحها التقنيات ربما تكون أكثر من ذلك، كما أنه إذا نظرنا إلى تاريخ وواقع الشركات حول العالم سنجد أن قيمة شركة مثل كوداك وصلت في عام 1996 إلى 28 مليار دولار وكانت لديها وقتها 140 ألف موظف، لكن في عام 2012 أعلنت إفلاسها، وفي نفس العام وصلت قيمة تطبيق انستغرام إلى مليار دولار وكان يعمل عليه وقتها 13 موظفا فقط لتقفز قيمة التطبيق في 2018 إلى نحو 100 مليار دولار. من جهته أكد محمد المشرخ المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة)، في كلمته ثقة صاحب السمو حاكم الشارقة بالمكتب، ما أدى إلى فوز مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر بالرئاسة الإقليمية للرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (الوايبا) خلال العامين المقبلين، وتجسدت على أرض الإمارة بنشاط وثبات اقتصادي فريد في هذه المرحلة بالذات. وكشف عن إطلاق مركز الشارقة لخدمات المستثمرين «سعيد»، مبينا أن المركز سيبدأ مباشرة في استقبال المستثمرين، وتقديم الخدمات لهم من مقره في القصباء، وسيعمل بنظام النافذة الواحدة. مشاركة كبيرة يشارك في الدورة الخامسة من المنتدى نحو 1500 شخصية و54 متحدثاً يمثلون قطاعات اقتصادية مختلفة ونخبة من خبراء الاقتصاد والمال وقادة الأعمال على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وذلك في 12 جلسة منها 8 جلسات حوارية رئيسة و4 جلسات خاصة، و5 ورشات عمل وملتقى لسوق دبي المالي حول الاكتتاب الأولي العام.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :