قطر خالية من التطرّف بفضل قيادتها الرشيدة

  • 5/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - هيثم القباني: أكدت السيدة رامونا مانيسيكو، عضوة البرلمان الأوروبي، ورئيسة مجموعة الصداقة الأوروبية القطرية - بروكسل أن قطر خالية من التطرّف والإرهاب بفضل قيادتها الرشيدة وما حققته من إنجازات عملاقة وفرص واعدة في مجالات التعليم والاقتصاد والاستثمار، لافتة إلى ما تعيشه قطر من تنمية ونهضة شاملة لترسيخ مكانتها في الحاضر والمستقبل. وقالت في كلمتها خلال الجلسة الثانية لمنتدى الدوحة الخامس عشر ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط الخامس عشر: هذه ليست الزيارة الأول لي لقطر ومع كل مرة يذهلني نشاطها ونموها الاقتصادي وتطلعاتها ورؤيتها نحو الحداثة والحفاظ على الإرث والتقاليد، قطر أصبح لها سمعة عالمية في وقت قصير. وفيما يخص الصراعات الإقليمية ودور الاتحاد الأوروبي، أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي كان أكثر جهة قامت بتقديم تبرّعات في العالم حيث تبرّع بنحو أكثر من 3 مليارات يورو في صورة مساعدات اقتصادية وإنسانية منذ اندلاع الصراع في سوريا، ومع هذا فلن تستطيع أوروبا حل الأزمة ببساطة لكنها فقط "تغطي الجروح" لأنه غير كاف، فثمة عدد كبير من اللاجئين في العراق وسوريا ولبنان والأردن يعيشون بلا غذاء كاف أو مأوى أو دواء، وواجبنا أن نساعدهم. وقالت: لدينا التزام سياسي ودبلوماسي لوقف هذه المأساة، ومنع تدفق اللاجئين واحتواء الصراعات الآخذة في الانتشار. ونفت أن يكون الاتحاد الأوروبي تباطأ في التحرّك، حيث قمنا بتجميد برامج المساعدات الفنية والمالية مع دول مثل سوريا وأدنا انتهاكات حقوق الإنسان وحشدنا الجهود من أجل حل سياسي وعملنا مع الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وشركائنا الدوليين والإقليميين للوصول إلى حل. وثمّنت تدخل الدول العربية في صراعات المنطقة سيما من خلال التدخل العسكري وغير المسبوق في حجمه، ما ينم عن مدى الوعي بالأخطار والتهديدات التي تحيط بالمنطقة من قبل المتطرفين، مثمّنة في الوقت ذاته المساعدات الإنسانية العربية لنحو 3 ملايين لاجئ. وطالبت مضاعفة المساعدات الإنسانية خصوصاً في ظل إخفاق المجتمع الدولي في توفير الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والدواء والمأوى. وقالت: الإرهاب مأوى لهؤلاء الذين يحيون بلا أمل أو فرصة، فمع بنية تحتية أفضل وكذلك فرص وظيفية وأساس اقتصادي أقوى سيختفي معه شغف التطرّف، فهزيمة التطرّف تعني خلق تفاؤل . وأوضحت أن ما شهده الخليج العربي ودول الشرق الأوسط من نجاحات كان بفضل احتياطيات الوقود الحفري والطلب العالمي على الطاقة والمواد الخام لصناعة البتروكيماويات. ودعت إلى إقامة استراتيجية أمنية للطاقة لتصبح أساساً لعلاقات ثنائية أقوى بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي. يتبعها أساس طويل الأمد مع روسيا وإيران لتحقيق تنمية اقتصادية قادرة على دعم الأمن والاستقرار الإقليمي ومن ثم سنرى تصديراً للأمل والتعايش وفرصة للعيش في حياة كريمة بدلاً من تصدير الإرهاب وعدم الاستقرار. ودعا المشاركون في الجلسة إلى نبذ الإرهاب والتوحّد حول هدف مشترك من أجل إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط. وشدّدوا على أهمية إصلاح الأمم المتحدة والعمل على زيادة الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن لعمل توازن دولي يقضي على كثير من الصراعات والتي تحتد وتيراتها لمصالح دولية ضيقة على حساب الشعوب. وأشاروا إلى ضرورة أن تتحمّل القوى الإقليمية المسؤلية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في النظام الدولي ومنع الانتشار النووي في المنطقة، وعمل ترتيبات للأمن الجماعي بديلة عن نزاعات الهيمنة في الشرق الأوسط والخليج. المشاركون في جلسة "قضايا التنمية وأمن الإنسان": قطر خير شريك دولي في أجندات التنمية د. المريخي: تواصل إسهامات قطر لتحقيق الأمن والاستقرار كتب- إبراهيم بدوي: أكد المشاركون في جلسة "قضايا التنمية الإنسانية وأمن الإنسان" ضمن منتدى الدوحة أمس أن قطر خير شريك في تنفيذ أجندات التنمية في أكثر من مكان بالعالم. وبحث المشاركون سبل إحداث تنمية مستدامة في البلدان النامية التي شهدت في السنوات الأخيرة تغيرات جذرية نتج عنها مشاكل واضحة في أمن الإنسان، وكل ما يخص التنمية الإنسانية بصورة عامة. وقال الدكتور أحمد المريخي، مدير إدارة التنمية الدولية، بوزارة الخارجية في بداية الجلسة إن قطر تشارك الأسرة الدولية من أجل بناء مجتمع عالمي عادل يرتكز على أساس احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون والشراكة والفاعلية في تحقيق الأمن والاستقرار. وأكد أن قطر تقدم المساعدات الخارجية في إطار رؤيتها الوطنية 2030 التي تتسق مع إطار التنمية المستدامة، مشيرا إلى أنها سوف تواصل في الإسهام بالمبادرات الإنسانية والإنمائية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين. ونوه إلى المساعدات الإنسانية الأخيرة التي قدمتها قطر إلى المنكوبين في زلزال نيبال الأخير. كما سيرت جسرا جويا من المساعدات الإنسانية إلى جيبوتي ثم إلى اليمن وقوفا مع أبناء الشعب اليمني. بدورها قالت هيلين كلارك، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ورئيسة وزراء نيوزيلاند سابقا، إن العام الجاري هو سنة واعدة في مجال التنمية العالمية، وهذا يرتكز على إطلاق أهداف التنمية المستدامة التي ستدشن في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل بنيويورك، ولكن هناك الكثير من الأجندات والفعاليات هذا العام والتي ترتبط بالتنمية وإحداث تنمية مستدامة ومنها المؤتمر الثالث للحد من آثار الكوارث والذي عقد في اليابان منذ شهر، وأيضا هناك مؤتمر مهم عن التمويل والمساعدات الخارجية في أديس أبابا في شهر يوليو المقبل، وفي نهاية العام الجاري ستعقد في باريس مؤتمر تغير المناخ، وكل ذلك يرتبط بالتنمية المستدامة وإحداث التقدم. وأضافت أن الكوارث الطبيعة تحدث دمارا وخرابا كبيرين، وهو الأمر الذي رأيناه مؤخرا في نيبال، وهي الدولة التي لم تتمكن من مواجهة آثار هذا الزلزال، مما يضعف كاهل الحكومة، وبالتالي يجب أن يكون لدينا تنمية مستدامة. ونوهت كلارك بعوامل التغير المناخي التي تسبب كوارث بيئية، وهو ما يدفعنا للبحث عن سبل التكيف مع هذا التغير المناخي بشتى الطرق، وكل ذلك مترابط وله علاقة بالحد من الكوارث بصورة عامة. وأوضحت أن مؤتمر أديس أبابا يتطلب العمل على رسم خطط التنمية في المستقبل حيث يجب الانتقال من فكرة المساعدات التي تتجاوز مليارات الدولارات إلى مساعدات بقيمة الترليارات. وأكدت أن مساعدات التنمية العالمية تصل إلى 130 مليارا في السنة ولكن للوصول إلى تنمية حقيقية فلابد من توفير 3.5 ترليون دولار سنويا. وأعربت عن أملها أن يتم توسيع تلك المساعدات في القريب العاجل، مطالبة بتعزيز الاقتصادات والمداخل الضريبة والاستثمارات والسياسات التجارية والكثير من الإجراءات التي يجب مناقشتها بشفافية. وحول التنمية المستدامة أشارت كلارك إلى أن الأجندات الجدية يمكنها أن تنقل التنمية المستدامة في مناطق عديدة، وهو ما يتجلى في مؤشرات التعليم والصحة وغيرها من الأمور، وسوف نبني على هذه الأسس وننظر فيها إلى جانب باقي العوامل الممكنة للتنمية والرفاهية بشكل عام، وكذا الأهداف البيئية والتنموية في مجملها من أجل الوصول لبناء مجتمعات شاملة ومتكاملة أساسها العدالة للجميع ومساءلة الحكومات والاستجابة لمطالب المواطنين. وأشادت مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدولة قطر على دخولها في مضمار التعاون مع العالم من أجل إحداث تنمية مستدامة وطفرة في التقدم، مؤكدة أن قطر خير شريك في تنفيذ أجندات التنمية. من جانبه استعرض السيد بات برين، رئيس لجنة البرلمان الأيرلندي للشؤون الخارجية والتجارة، تجربة بلاده في إحداث التنمية، قائلا إن بلاده مرت في الماضي بظروف بيئية وصحية غاية في القسوة ما أدى لوفاة 25% من السكان نتيجة المجاعات والفقر، ودخلت البلاد في حرب أهلية واضطرابات سياسية، إلى أن تعافت الأمور في السنوات الأخيرة وبدأنا في طرح برنامج عمل للاقتصاد والشؤون الاجتماعية ما نتج عنه رواج في جذب الاستثمارات وذلك من واقع الشهادات الدولية وخاصة الأوروبية. لتحقيق الأمن والاستقرار.. د. أفزال أشرف: الشرق الأوسط يحتاج قيادة ملهمة الدوحة - الراية: أكد د. أفزال أشرف استشاري بمعهد الخدمات الملكي المتحد بالمملكة المتحدة أن الشرق الأوسط بحاجة إلى قيادة ملهمة لتحقيق الأمن والاستقرار. ودعا إلى تجنب الصدام المسلح فيما بينها والتعاون للقضاء على الصراعات الداخلية للدول، مشيراً إلى أن الحرب خارج هذا الإطار لم تعد ذات قيمة حقيقية يمكنها تغيير أنظمة أو رسم حدود جديدة. وأوضح أن أمن الشرق الأوسط يتوقف على بزوغ قيادة ملهمة ذات رؤية حقيقية تجبر القوى الإقليمية والدولية الوقوف معها، حيث تحدّث عن دور الرؤية والقيادة في الاستقرار الدولي والإقليمي. وقال: إن ما يشهده الشرق الأوسط ليس بالسيئ كما يعتقد، مشيراً إلى أن أوروبا مرّت بهذا الوضع منذ نحو 70 عاماً، فقبل عقود من اندلاع الحرب العالمية الثانية كان الدمار والخراب الذي شهده الأوروبيون أعظم وأبشع مما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، وهو ما يتطلب الاستفادة منه لتسوية الوضع الراهن. وأضاف أن الدرس الذي ينبغي أن نستفيد منه من هذه التجربة هو مواجهة المجتمعات لأنظتها السياسية التي عفى عليها الزمن، ما يحدث تغييراً إيجابياً.. وأول هذه الدروس يقول أشرف: إن أوروبا واجهت الإيديلوجيات الشمولية مثل النازية والفاشية وهزمتها بفضل تحالف أمريكا وبريطانيا الديموقراطيتين مع روسيا الشمولية حيث نحّو الخلافات جانباً من أولويات أخرى وهي استشعارهم بتهديد مشترك. وأضاف: لذا أرى أن الدرس المستفاد هو الحرب التي تشن من أجل إعادة ترسيم حدود الدول وتغيير أنظمتها بات له قيمة محدودة وحرب الآفاق انحصرت في محاربة الجماعات المتمردة والتي تهدّد النظام العالمي بالعنف. وأوضح أن السلام حل بأوروبا بفضل الاستثمار الاقتصادي الهائل من قبل الولايات المتحدة من خلال "خطة مارشال"، مشيراً إلى أن أمريكا لن تقوم بعمل الشيء نفسه في الشرق الأوسط..متسائلاً أيهما عائده أكبر، الاستثمار في أمريكا وأوروبا أم الاستثمار في دول المنطقة والتي تناضل من أجل تطوير ذاتها؟. وقال: إن التجنّب المتعمّد للكراهية والترويج للمحبة بين شعوب أوروبا سيما بريطانيا وألمانيا وفرنسا أدى إلى تحالفات سلمية دائمة بعد عداء امتد لعقود، داعياً إلى القيام بالفعل ذاته من أجل إقامة الطريق الصحيح. وقال: الإصلاح المؤسسي والسياسات التنويرية والاستراتيجيات الفعّالة لن تقدّم الكثير إذا لم تكن هناك رؤية وقيادة ملهمة.. فالأمن الجماعي الدولي والإقليمي لن يتأتى إلا من خلال هذه القيادة للتخفيف عن الشعوب معاناتهم والظلم الواقع عليهم لسنوات.

مشاركة :