بعد سنوات من العمل الخاص .. حلم احمد مبروك صاحب الـ24 عاما ابن مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية بالعمل في مستشفي المنشاوى وذهب لتقديم أوراقه ضمن مجموعة من أصدقائه الممرضين مستقلين قطار طنطا.أشعل احمد سيجارته ووقف في عربة الدرجة الثانية بقطار طنطا كفر الزيات يفكر في مستقبله ليقاطعه كمسرى القطار: "إنت مولع سيجارة لازم تدفع غرامة تدخين سيجارة في القطار 100 جنيه"، ويرد ضحية السيجارة : "مش معايا فلوس عشان أدفع غرامة 100 جنيه" ، وقام بإطفاء السيجارة، لكن ملاحظ القطار صمم على استدعاء الكمسرى وطلب منه تحصيل غرامة من "أحمد" قدرها 100 جنيه مقابل تدخين سيجارة في القطار. تصاعدت وتيرة الاشتباك مع الكمسرى والشاب، ثم تطور الأمر إلى تشابك بالأيدي، مما دفع الكمسرى إلى محاولة عمل محضر للشاب وتسليمه لمباحث سكة حديد طنطا، مما دفع الشاب إلى القفز من القطار أثناء سيره".حاول احمد ضحية السيجارة الهروب من الكمسرى بالنزول من القطار قبل دخول محطة طنطاولكن حسم القدر موقفه وسقط احمد تحت عجلات القطار وأصيب بنزيف داخلي بالمخ ولقي مصرعه داخل العناية المركزة.مستشفي المنشاوى التي حلم الشاب بالعمل بها خرج منها جثة هامدة حيث وقفت والدته علي ابوابها تنتظر جثمان نجلها والدموع تسابقها :"هتوحشني يا احمد، في الجنه ونعيمها يارب، يا حبيبي نفسي اشوفك واتكلم معاك، صبرني يارب".. والدموع تنهمر من عينيها أمام أبنائها وزملائه، وقالت "مش مصدقة إني مش هشوفه تاني ولا هتكلم معاه، هو كان سندي وكل حياتي، وشاب عارف ربنا، ومحب لعمل الخير، ربنا يرحمه".وأخذت شقيقة الشاب، وهي تجلس على رصيف أبواب المشرحة، تردد عبارة: "راح عشان يشتغل ويعتمد على نفسه ويتدرب في مستشفي المنشاوي بطنطا، أصبح فيها جثة هامدة ضحية عجلات القطار.. يارب رحمتك وسعت كل شيء".واضافت:"يارب الجهات المعنية بالتحقيق في الواقعة تحاسب المسؤولين عن موت شقيقى، ولله الأمر من قبل ومن بعد".وأشارت الى أن شقيقها ليس اخا عاديا، فهو محب لزملائه، ومكافح في حياته، وكل أهالي بلدنا زعلانين على وفاته، واستطردت: " "زهره عيلتنا ماتت، وربنا يصبرنا بجد على فراقك يا حبيبي".فيما شيع الآلاف من أهالي قرية كفر الشيخ بمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في الساعات الأولى من فجر اليوم جثمان الشاب احمد مبروك عبد الرحمن في جنازة مهيبة، وذلك عقب استلام جثمانه من مشرحة مستشفى المنشاوي بطنطا.وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان أحمد مبروك بمسجد القرية، وتم تشييعه لمثواه الأخير بمقابر عائلته.وكان اللواء خالد موسي مأمور شرطة السكة الحديد بطنطا، قد تلقى إخطارا من العقيد محمود مبروك رئيس مباحث السكة الحديد بطنطا، بالواقعة، وتوصلت التحريات أن المتوفى قفز من القطار، عقب ضبط الكمسارى له خلال وقوفه على باب القطار وقيامه بالتدخين، وعند مطالبته بسداد غرامة، رفض ذلك، وهو ما دفعه إلى القفز من القطار هربًا من سدادها.وكان الدكتور متولي أبورية مدير مستشفي المنشاوي العام بطنطا، قد كشف أن حالة أحمد مبروك الذى قفز من قطار طنطا، حالته الصحية كانت خطيرة، وتوفي بعد عدة ساعات من وصوله للمستشفى، وكان علي جهاز التنفس، ولكن دخل في غيبوبة تامة ولفظ أنفاسه الأخيرة، لافتا أن الحالة حضرت إلي المستشفى بها تهتك في فروة الرأس وكدمات أدت إلى نزيف.ولفظ المتوفى أنفاسه، بحسب تقرير الطب الشرعى، نتيجة تعرضه لكسور في الجمجمة ونزيف داخلي بالمخ وكسور بالضلوع، نتيجة سقوطه أسفل عجلات القطار على رأسه.
مشاركة :