قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ان مواجهة ظاهرة الكذب التي استشرت في المجتمع تكون بتعظيمه وتعظيمه يكون بكثرة الموعظة وإيضاح أنه مصيبة كبيرة لا يجوز للمؤمن أن يقع فيها ، لافتا الى ان الكذب يؤدي بنا الى الغيبة والنميمة والى شهادة الزور .وأرجع جمعة انتشار ظاهرة الكذب الى الخجل والكسوف وحب التفاخر وأكل أموال الناس بالباطل ، وحب التخفيف عن النفس فتجد الشخص جالسا بالمنزل وعندما يسأل عنه شخص آخر فيقول لزوجته او ابنه أخبره أن أبي غير موجود فكذب وجعل من حوله يكذبون حتى يخفف عن نفسه متاعب الحياة ، كما تجد الشخص ينفي عمل الشيء الذي فعله من الحرج والكسوف فيكذب . وأضاف جمعة في تصريح له أن الكذابين يسيروا على قاعدة " اللى تكسب بيه العب بيه " لا يدرون أن هذا المكسب ليس فيه بركة ، وإن كسب في المرة الاولى لن يكسب في المرة الثانية ، فنصيحتي لهؤلاء الإقلاع عن الكذب حتى تشعر بذاتك وتشعر بأنك شخص راقي لأن الكذب ليس منجاة بل على العكس فهو يضيعك ويقلل من قيمتك . وأوضح المفتي السابق أن هناك فرقابين التورية والكذب فالتورية ليست كذبا كما يظن البعض بل أنها حلال جائزة وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في احدى الغزوات للنجاة من الأعداء ، لافتا الى ان سيدنا عمر بن الخطاب قال : " إن في المعاريض مندوحة عن الكذب " والمعاريض مثل التورية تعني ان الكلمة التي تحمل معنيين فتفهم بمعنى والمقصود معنى آخر ، أما الكذب فهو مخالفة الواقع . وتابع جمعة قائلا: الكذب في مسائل الزواج والمواقف التي تحدد مصير حياة شخص آخر أشد حرمة كأن يذهب شاب ليزوج من فتاة وعند سؤاله عن دخله الشهري يقول لهم أحصل على الملايين والألوف وهو في الأصل لا يحصل على الأدني للأجور فيترتب على ذلك فساد الحياة الزوجية بسبب هذه الكذبة.
مشاركة :