الفريق الركن المتقاعد نجيب الصالحي يقول الامام علي (عليه السلام ) لابد ان يكون للحق عنوان ! ويقول الداعية المسيحي والناشط الحقوقي المدني مارتن لوثر كنك (الذين يقفون على الحياد في المعارك الاخلاقية مكانهم الدرك الاسفل من النار !ومن هنا لامجال ومن غير الصحيح مسك العصا من الوسط او اعلان المواقف الرمادية التي تمنح الباطل قوة سلبية بدلا من دعم الحق بالزخم الايجابي، وربما كان هناك مايبرر مثل هذه المواقف المتأرجحة في زمن العبودية والدكتاتورية والارهاب ، أما الان فهناك هامش مناسب من الحرية ينبغي استغلاله لنفض غبار الذل دون الركون للتردد والاستسلام للمخاوف الذي يؤدي بالنتيجة الى التخادم مع الطبقه السياسية التي اعترفت بفشلها وثبت فسادها. لاخوف من عودة النظام السابق ومن يريد ان يتذرع بذلك متخذا موقف المتردد بين الحق والباطل عليه ان يراجع نفسه ويصحح موقفه ،لامجال للعوده الى الوراء ،عشت احداث انتفاضة اذار المجيده ١٩٩١ (الانتفاضة الشعبانية) وشاركت دعمها من موقعي الوظيفي وأسهمت بتوثيق بطولاتها تاريخيا بتأليف كتابي الزلزال الذي تناول الانتفاضه بأدق تفاصيلها وحيثياتها.لقد وصف النظام السابق ابطالها الشباب الاحرار الذين رفضوا الدكتاتورية والعبودية بـ (الخونه وعملاء ايران وامريكا واسرائيل) والبعض ادعى انها ايرانية تخريبية للاقتصاد والمؤسسات في محاولة بائسة لتزوير هويتها وانتزاع أوسمة شرف الانتفاضة وما انطوت عليه من صولات شجاعة وتقليدها في أعناق أطراف إقليمية ودولية..انتفاظة تشرين ٢٠١٩ اشبه ماتكون بما جرى عام ١٩٩١، فالاحرار اليوم هم ابناء بررة لآباء الامس وكلاهما احفادا نجباء لاولئك الرجال الذين جعلو من العراق دوله مستقلة مطلع القرن الماضي ،فلا تظلمو الاحرار من شباب العراق ما أشبه اليوم بالبارحة، إنهم أبطال الزلزال الجديد في انتفاضة عراقية الهوية والولاء، وما هؤلاء الأشبال الاّ أبناء وأحفاد أولئك الأسود..! إذن التمسوا مواطن الخير في نفوسكم، ولتصحو ضمائركم لتقفوا مع ابنائكم ،فالعراق باق ولاعودة الى الوراء، الانتفاضة التشرينية على حق ، ولا مساحة مشروعة اليوم لأولئك الذين يلتزمون مواقف الحياد منها ، والحسم في ذلك قوله تعالى « فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ ». صدق الله العليّ العظيم
مشاركة :