نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) أمس الثلثاء (12 مايو/ أيار 2015) عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن القمة بين زعماء الدول الخليجية العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما هذا الأسبوع ستركز على «التحركات العدوانية من جانب إيران» في المنطقة. وكانت السعودية أعربت عن قلقها إزاء تصاعد نجم حلفاء إيران المسلحين في صراعات طائفية في أنحاء المنطقة وما تعتبره عدم حرص واشنطن على التدخل. ونقلت الوكالة عنه قوله «نرى دعماً إيرانياً لمنظمات إرهابية وتسهيلاً لأعمال منظمات إرهابية لذلك سيكون التحدي هو في كيفية تنسيق الجهود الأميركية الخليجية بشكل جماعي من أجل مواجهة هذه التحركات العدوانية من جانب إيران». وقال الجبير إن القمة ستركز على الصراع في سورية والعراق وأيضاً على القتال في اليمن حيث تقود السعودية تحالفاً يشن ضربات جوية على جماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء كبيرة في اليمن. وأضاف أن «وقف إطلاق النار في اليمن لمدة خمسة أيام لإيصال المساعدات الإنسانية في اليمن قابلة للتمديد إذا نجحت وإذا لم ينخرط الحوثيون وحلفاؤهم في أنشطة عدائية». إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أجرى أمس الأول مباحثات هاتفية مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وذلك بعد إعلان الرياض أن الملك قرر عدم المشاركة في القمة. وقال بن رودس إن أوباما والعاهل السعودي تباحثا في «القمة المقبلة» التي ستجمع في منتجع كامب ديفيد الرئيس الأميركي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، مقللاً من أبعاد قرار الملك عدم تلبية دعوة أوباما. بدوره نفى المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست ما أشيع عن أن عدول العاهل السعودي عن المشاركة في القمة هدفه توجيه رسالة إلى واشنطن. وقال «إذا كان الأمر كذلك فإن الرسالة لم تصل»، مضيفاً أن «خطط السفر لا علاقة لها البتة بجدول الأعمال المقرر لقمة كامب ديفيد». ويسعى الرئيس الأميركي لأن يؤكد لدول مجلس التعاون الخليجي هذا الأسبوع التزام الولايات المتحدة بعلاقاتها الإستراتيجية مع حلفائها الرئيسيين في العالم العربي، حتى وهو منهمك في صياغة صفقة بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي تخشى دول الخليج من أنه قد يعزز من قدرات منافس إقليمي بارز لها. ومن المقرر أن تبدأ المباحثات بين الجانبين بغداء عمل في البيت الأبيض اليوم (الأربعاء)، يعقبه يوم كامل من الاجتماعات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي. وقال نائب مستشار الرئيس الأميركي لشئون الأمن القومي، بن رودس للصحفيين «إن الهدف من هذه الاجتماعات هو الجلوس مع مجموعة من شركائنا في منطقة الشرق الأوسط، ومراجعة السياسة الأميركية وسياسات مجلس التعاون الخليجي المتعلقة بالوضع في المنطقة، وتحديد السبل التي يمكن بها تعزيز المشاركة والتعاون الأمني بيننا». من جهة ثانية قال منسق شئون المنطقة بمجلس الأمن القومي الأميركي روب مالي إنه من الخطأ افتراض أن دول الخليج ستقدم قوائم بنظم تسليح ترغب في شرائها من الأميركيين وكان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة وضح في تصريح له الأسبوع الماضي ما تريده دول الخليج، حيث قال إنها تتطلع للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة في مواجهة ما ترى أنه أنشطة إيرانية تزعزع الاستقرار، وفي مواجهة تنامي التهديد الإرهابي. وأشار مالي إلى أن واشنطن تعتزم تقديم تأكيدات أمنية، ولكنها لن تصل إلى حد عرض معاهدة أمنية رسمية كما يأمل عدد من الدول الخليجية.
مشاركة :