قال رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، إن أهم الدروس المستفادة من مهمة الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، والتي سينقلها إلى رواد الفضاء المستقبلين، تتمثل في كيفية العيش على متن محطة الفضاء الدولية، والتصرف خلال انعدام الجاذبية، والأعمال اليومية.وأضاف المنصوري: إنني فخور بإنجاز هذه المهمة وهذه البداية فقط لرحلات مأهولة إلى الفضاء، وبدون شك أن البعد الآخر لهذه المهمة إلى الفضاء هو العمل على بناء قدوة جديدة للجيل القادم وتقديم نموذج يحتذى به في الشغف بالعلوم والاستكشاف.وتحدث المنصوري خلال مؤتمر صحفي بنادي دبي للصحافة عن التجارب العلمية التي أجراها وشارك فيها، موضحا أنه شارك في 16 تجربة علمية قبل وبعد وأثناء المهمة، بينها 6 تجارب أجريت على متن محطة الفضاء الدولية في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، وذلك بمشاركة وكالات الفضاء العالمية، مؤكداً أن التجارب العلمية التي أجريت هدفها دراسة تأثير الجاذبية الصغرى على القلب والوظائف الحيوية لجسم الإنسان، والتوزان، ودراسة الإدراك الحسي بالزمن خلال الرحلات الفضائية القصيرة، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، إضافة إلى ديناميات سوائل الجسم في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من الأبحاث بمشاركة رائد فضاء من المنطقة العربية.وأكد هزاع المنصوري: أشعر بالفخر العميق كوني أول عربي يذهب لمحطة الفضاء الدولية وأول من سجل جولة تعريفية مصورة باللغة العربية داخل المحطة، شرح خلالها مكوناتها والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، إضافة إلى نبذة عن حياة رواد الفضاء اليومية على متن المحطة، حيث يعد الفيديو الأول من نوعه الذي يزوّد صفحات الإنترنت بمحتوى عربي، عن واحدة من أهم وجهات رواد الفضاء.وأوضح أنه قرأ قصتين للأطفال خلال مهمته بعنوان أمل وخليفة، حيث يعد أول رائد فضاء عربي يسجل قصصاً للأطفال على متن محطة الفضاء الدولية، كما تضمنت المهمة تجارب من مدارس دولة الإمارات، ضمن مبادرة العلوم في الفضاء، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء، شاركت في إجرائها على الأرض حوالي 16 مدرسة من الدولة بوجود رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في المرحلة الأولى، وقد أجراها خلال فترة المهمة في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً على متن المحطة، إضافة إلى عدة جلسات تواصل عبر الفيديو وموجات اللاسلكي، شارك فيها عدد كبير من طلاب المدارس من مختلف إمارات الدولة، وكانت الجلسات فرصة للمشاركين لطرح العديد من الأسئلة المتنوعة التي أجاب عنها هزاع حول الحياة على متن محطة الفضاء الدولية.وتابع المنصوري: أكثر الأحاسيس التي راودته في تلك الأثناء، هو جمال صورة الأرض وقد تلاشت الحدود بين دولها حيث تبقى المشاعر الإنسانية مسيطرة على هذه الرؤية، والأمر الثاني شعوره بمدى حاجة البشر لتضافر الجهود من اجل الحفاظ على كوكب الأرض، وضرورة الاستثمار في أبحاث الطاقة النظيفة وعلوم المناخ بما يسهم في حماية الكوكب وترشيد استهلاك موارده، وبما يساهم في تحسين حياة البشر على الأرض.وقال رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إنه في عام 2017 ومع بداية مشوار الدولة في علوم الفضاء والأقمار الاصطناعية، كان يصر على أن ترافقه ابنته إلى المركز لطموحها أن تكون رائدة فضاء إماراتية بعد 10 أو 15 سنة، مضيفا أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات دائما ما تسبق طموحات شعبها.وأضاف النيادي، أن عمل والده في تدريب القوات الجوية المسلحة، كان له التأثير الإيجابي على دخوله في مجال هندسة الفضاء، مؤكداً فخره بالمهمة التي أنجزت وسعادته بمشاركة الأجيال الإماراتية الشابة المعرفة العلمية.
مشاركة :