إحدى مراحل النوم هي مرحلة النوم العميق، والتي يكون فيها النشاط الكهربي في الدماغ متناغمًا بين كل الخلايا، ويحدث بتردد بطيء يتخلله غياب نسبي للنشاط الكهربي بين الموجات البطيئة ونقص في تدفق المد لخلايا الدماغ. وقد أظهرت دراسة سابقة على الفئران أن هذه المرحلة مهمة لكي تتخلص خلايا الدماغ من النفايات الخلوية. دراسة نشرت هذا الشهر (نوفمبر 2019) في دورية (Science) المرموقة، درست هذا الموضوع على الإنسان لأول مرة، وقد وجد الباحثون على عينة من الشباب الأصحاء وبعمل قياس لكهرباء الدماغ وأشعة رنين مغناطيسي أن حجم تدفق الدم يقل في فترة الغياب النسبي للنشاط الكهربي بين الموجات البطيئة خلال النوم العميق، ويقابل ذلك زيادة في السائل النخاعي الخلالي بين الخلايا الذي يزيل الفضلات الخلوية الأيضية والسموم. نتائج هذه الدراسة تؤكد النتائج السابقة على الحيوانات، وتبين لأول مرة لماذا تتخلص خلايا الدماغ من السموم خلال النوم العميق، الجدير بالذكر أن هذه السموم تسبب التغيرات التي تسبق ظهور مرض الزهايمر، وهذا الكشف الجديد قد يساعد في تطوير أدوية تزيد من وصول السائل النخاعي الخلالي إلى الدماغ للتخلص من السموم التي تسبب مرض الزهايمر.