صوت المتظاهرين ضائعٌ بين صراعات «الطبقة السياسية» في لبنان

  • 11/13/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سياسيَّا يعيش لبنانُ وضعًا غير طبيعي، إذ يتشاور أقطابُ الأحزابِ التي تتشكل منها الحكومة السابقة، أو كما يسميها المتظاهرون حاليا «الطبقة السياسية».. يتشاورون في «نوعية» تشكيل الحكومة الجديدة قبل تكليف رئيس الحكومة الجديد بتشكيلها! سواء كان «سعد الحريري» أو غيره.. فماذا يعني ذلك؟ يعني أن «الطبقة السياسية» الحاكمة في لبنان منذ عام 1992 تريد تفصيلَ حكومةٍ بحسب مزاجِها ومصالحها السياسية والاقتصادية، وليس بحسب رغبة المتظاهرين في الشوارع حاليا في المدن اللبنانية، وتنفيذ شعار (كلن يعني كلن).. أي رحيل كامل الطبقة السياسية الحاكمة. أمَّا من الناحية الاقتصادية فإن لبنان يشهد تدهورا سريعا من حيث الغلاء والبطالة وعدم توفير الخدمات الأساسية كالكهرباء والمواصلات والإسكان والصحة، والبلديات والنفايات، بالإضافة إلى ارتفاع «الدين العام» الذي تعاني منه الميزانية منذ سنوات طويلة وتلقي «الطبقة الحاكمة» باللائمة على «البنك المركزي اللبناني»، بينما يلقي «البنك» باللائمة على «الطبقة السياسية» الحاكمة.. لكن الحقيقة هي أن الحكومات السابقة أنفقت الأموال على رواتب وميزانيات وزرائها المشكَّلة من الأحزاب الحاكمة، والتي هي بدورها أنفقتها على المواطنين الموالين للأحزاب لاستخدامهم في الحملات الانتخابية البرلمانية المتعاقبة.. أي صرف الأموال على «الموالين» للأحزاب وليس على احتياجات الشعب اللبناني الأساسية كالكهرباء والمواصلات ونظافة الشوارع من «الزبالة»، وتوفير فرص عملٍ للشباب والخريجين الجدد في سوق العمل.. لذلك تجدون أن معظم المشاركين في المظاهرات الحالية هم من الشباب والفتيات، بالإضافة الى «كبار السن» الذين توجَّعوا كثيرا من تخفيض رواتب المتقاعدين في سياسة «التقشف» بالميزانية الأخيرة. باختصار.. نحن أمام «طبقة سياسية» سوف ترتهن إرادتها لما يريده «حزب الله» اللبناني بإبقاء الوضع السياسي كما هو عليه؛ لأنه في مصلحة الطرفين.. طرف يملك «السلاح» وطرف يملك «النفوذ السياسي القديم».. بينما «الشعب اللبناني» الذي يتظاهر حاليا في الميادين (صوته ضائع) بين الطرفين.. والذي يصر على شعار (كلن يعني كلن).

مشاركة :