قاد النائب البرلماني، إليوت إنغل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، كوكبة من النواب المنتمين للحزبين الديمقراطي والجمهوري للضغط على الرئيس، دونالد ترمب، لإلغاء دعوته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لزيارة البيت الأبيض. وأكد النواب الأميركيون، في رسالة موجهة لترمب، على أن العدوان الدموي الذي شنه أردوغان في شمال سوريا أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة وتعريض الأمن القومي الأميركي للخطر. وقال النواب إن "قرار الرئيس أردوغان بغزو شمال سوريا في 9 أكتوبر كان له عواقب وخيمة على الأمن القومي الأميركي، وأدى إلى انقسامات عميقة في حلف الناتو، وتسبب في مأساة إنسانية على أرض الواقع. وأضاف النواب أن القوات التركية قتلت مدنيين وأعضاء في قوات سوريا الديمقراطية، وهي شريك محوري للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، فضلاً عن دفع أكثر من مئة ألف مواطن إلى النزوح من ديارهم في شمال سوريا. النص الكامل لرسالة النواب الأميركيين عزيزي الرئيس: نبعث بهذه الرسالة للتعبير عن قلقنا العميق بشأن الزيارة المحتملة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى واشنطن. إن قرار الرئيس أردوغان بغزو شمال سوريا في 9 أكتوبر كان له عواقب وخيمة على الأمن القومي الأميركي، وأدى إلى انقسامات عميقة في حلف الناتو، كما تسبب في مأساة إنسانية على أرض الواقع، إذ أقدمت القوات التركية على قتل المدنيين وأعضاء بقوات سوريا الديمقراطية السورية، التي تعد شريكاً محورياً للولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم داعش، فضلاً عن نزوح أكثر من مئة ألف شخص من ديارهم في شمال سوريا. وتأتي هذه الجرائم الكارثية، التي ارتكبها الرئيس أردوغان في سوريا، ضمن قائمة طويلة من الخطوات المقلقة تحت قيادته، ومنها العمل على التقارب التركي- الروسي، وشراء منظومة الدفاع الصاروخي طراز S-400 على الرغم من التهديد الذي تشكله تلك المنظومة على مقاتلات الناتو طراز F-35 Joint Strike Fighter، في حين رفض عرضاً أميركياً ببيع منظومة صواريخ باتريوت، بدلاً منها، إلى تركيا. كما تعاون الرئيس أردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في خط أنابيب الغاز الطبيعي TurkStream، مما مكّن جهود بوتين للحفاظ على اعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية، كما وافق مؤخراً على توسيع دور روسيا في سوريا. وتمثل أفعاله العدوانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية انتهاكاً لحق قبرص في تنمية مواردها الوطنية. وعلى الصعيد المحلي، خطط أردوغان بشكل منهجي للقضاء على مؤسسات الديمقراطية في تركيا، حيث ركز كل القوى السياسية في شخصه، ودأب على اضطهاد المعارضين السياسيين والمتظاهرين المسالمين، بالإضافة إلى سجن الصحافيين بأعداد مهولة. كما يعد قيام أردوغان بسجن مواطنين أميركيين أبرياء وموظفين محليين من السفارة الأميركية أمراً فاضحاً للغاية. وقد أعرب مجلس النواب بوضوح، خلال المناقشات لتمرير تشريعين، يدعمهما أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وهما الخاصان بمعارضة قرار إنهاء بعض جهود الولايات المتحدة لمنع العمليات العسكرية التركية ضد القوات الكردية السورية في شمال شرقي سوريا في 19 أكتوبر، وقانون الحماية ضد الممارسات التركية في 29 أكتوبر، عن مخاوفنا العميقة حيال الأعمال التركية في شمال سوريا وفرض عقوبات على الرئيس أردوغان لوقف عملياته العسكرية هناك. وفي ضوء هذه المعطيات والموقف الراهن، فإننا نعتقد أن الوقت غير مناسب حالياً وبشكل خاص لأن يقوم الرئيس أردوغان بزيارة للولايات المتحدة، لذا فإننا نحثك على إلغاء هذه الدعوة.
مشاركة :