أقامت عمادة الكلية التقنية بتبوك -ممثلة في وحدة التوجيه والإرشاد- برنامجًا بعنوان: (الأمن الفكري- مفهومه ومجالاته)، تحت شعار "فكر آمن حياة آمنة"، ضمن برنامج "يقظ". قدّم البرنامج المشرف العام على وحدة التوعية الفكرية بجامعة تبوك، وأستاذ الفقه الإسلامي وأصوله المشارك الدكتور نواف بن رحيل الشراري؛ متناولًا مفهوم الأمن الفكري، ومبينًا أنه مصطلح حديث يُقصد به سلامة فكر الإنسان وعقله وطريقة فهمه من الانحراف عن الوسطية والاعتدال فيما يخص الجوانب الدينية والسياسية ونظرته للكون؛ بحيث لا تقوده نظرته إلى الغلو والتنطع، أو الإلحاد والعلمنة. وبيّن "الشراري" أن الحفاظ على الأمن الفكري هو حفاظ على الضرورات الخمس المصانة في الشريعة الإسلامية؛ حيث يعتبر من الجوانب المهمة في المحافظة على الأمن بشكل عام، وحماية المجتمع من الانحراف. وأضاف أن الأمن الفكري لا يعني إغلاق العقل والتفكير والإبداع؛ بل أن يكون الفكر منضبطًا بما جاءت به الشريعة السمحة في الشؤون الدينية والدنيوية. ونوّه الشراري بأن مجالات الأمن الفكري نوعان؛ أمن فكري عن الانحراف في الدين، وأمن فكري عن الانحراف عن الدين، وبيّن أن الانحراف في الدين نتيجة للجهل والغلو والجفاء والتساهل، مما انزلق به العقل إلى الإفراط والتفريط. وذكر أن مجال أمن الفكر من الانحراف عن الدين بسبب الغزو الفكري للفكر الليبرالي والعلماني وفكر الإلحاد بسبب ضعف الإيمان والعقيدة والاغترار والانخداع ببريق الحرية المخالفة لتعاليم الإسلام الصحيحة. واختتم بجملة من المقومات الشرعية التي تُعزز الأمن الفكري؛ ومنها التسليم للشرع، ولزوم الجماعة، والسمع والطاعة، ورد الأمر إلى أهله، وطلب العلم الشرعي، والوسطية والاعتدال، وترك الشائعات والفرار من الفتن. من جهته، قال عميد الكلية التقنية بتبوك المهندس علي البلوي: إن هذا البرنامج يُعد برنامجًا وطنيًّا يهدف لتوعية وحماية المتدربين من خطر الانحراف الفكري والعقدي؛ مؤكدًا أهمية البرنامج في تكريس المنظومة الوطنية والأخلاقية المتماسكة للمتدربين، وتعزيز قيم الولاء والانتماء، وإدراك خطورة الأفكار الهدامة.