أعلنت وزارة الداخلية العراقية قتل «والي بغداد» في تنظيم «داعش» ويدعى أبو الوليد، فيما شرع التنظيم في تجنيد الأطفال في «جيش العسرة»، استعداداً لمواجهة الهجوم المحتمل على الموصل ومنع المواطنين من مغادرتها. (للمزيد) من جهة أخرى، تجدّد الجدل حول الأقاليم، بعد تصريحات القياديَّيْن السنِّيَّيْن رافع العيساوي وأثيل النجيفي، خلال زيارتهما واشنطن. ووصل الرئيس العراقي فؤاد معصوم أمس، إلى طهران في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، وجاء في بيان لمكتبه أنه «سيجتمع مع الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي» ومسؤولين آخرين. وقال معصوم قبيل مغادرته بغداد إنه لا يعتبر المساعدات التي تقدمها إيران إلى العراق في حربه على «داعش» تدخُّلاً في شؤونه. وأضاف أن «العلاقة بين البلدين استراتيجية، وعندما تعرضنا لهجمات التنظيم كانت إيران الأولى التي قدّمت المساعدات الصحية والإنسانية والعسكرية، ونحن مهتمون بهذه العلاقة ونرجو أن تتطور أكثر». وأثار استقبال واشنطن العيساوي الذي فعّلت الحكومة العراقية السابقة مذكرة لاعتقاله، ردود فعل في الأوساط السياسية، خصوصاً بعد مطالبته بإنشاء الأقاليم لحل الأزمة في العراق، وتوجيهه انتقادات إلى بعض فصائل «الحشد الشعبي» ومقارنتها بـ «داعش». وشدد العيساوي خلال ندوة في معهد «بروكينغز» للدراسات الاستراتيجية على أن «تطهير مناطق السنّة يجب أن يتم بأيديهم»، و «الدستور يعطيهم حق تشكيل الأقاليم وتوزيع الثروة». وعن الموقف من قوات «الحشد الشعبي» الشيعية، قال: «إذا بقيت هذه القوات غير القانونية، سترسم الخريطة السياسية في الانتخابات المقبلة، ومن دون قوات رسمية مؤسساتية سيظهر أمراء حرب من كل طائفة وستنقلب المعركة إلى مواجهة سنّية - شيعيّة». ورأى أن «لا فرق بين ممارسات بعض مجموعات الحشد وداعش، ويجب ضم الوطنيين الموجودين فيه إلى الجيش الرسمي الذي عليه أن يمثّل الجميع لكي لا نكرر كارثة الموصل». أما النجيفي فرأى «ضرورة تقاسم الصلاحيات في العراق بإنشاء أقاليم جغرافية وفقاً للدستور، على مرحلتين: الأولى إنشاء إقليم نينوى، والثانية أقاليم المحافظات المجاورة لتنظيم العلاقة بينها». وفي سياق ردود الفعل قال النائب عن ائتلاف «دولة القانون» حيدر ستار المولى في بيان أمس، إن «هدف زيارة الإرهابي رافع العيساوي واشنطن هو إعلان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى أقاليم مستقلة، على غرار إقليم كردستان». وذكر أن «الزيارة تأتي تنفيذاً لمشروع أميركي لتقسيم العراق على أسس طائفية». في غضون ذلك، بدأ تنظيم «داعش» خطته لمواجهة الهجوم المرتقب على الموصل، وفَتَحَ باب التطوع أمام أطفال ومراهقين في المدينة لضمهم إلى «جيش العسرة». وقال سعد البدران، أحد شيوخ العشائر في اتصال مع «الحياة» من أربيل، إن «التنظيم يواصل تنفيذ خطته الدفاعية ضد الهجوم المقبل، وهو بنى سوراً وحفر خنادق حول المدينة وفتح باب التطوع أمام الأطفال والمراهقين في جيش العسرة، وهو قوّة مسلحة أفرادها من جنسيات غير عراقية ومهمتها حماية الموصل».
مشاركة :