اشترى متسوقون صينيون مكملات غذائية وأقنعة تجميل للوجه ومسحوق حليب أطفال في أكبر مهرجان تسوق في العالم، وكانت علامات تجارية مثل "لوريال" و"نستله" بين أكبر الفائزين، حسب البيانات الصادرة عن شركة علي بابا. بحسب "رويترز"، حققت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة الصينية مبيعات قياسية قدرها 268.4 مليار يوان "38.38 مليار دولار" من خلال مهرجان التسوق السنوي المعروف بـ"يوم العزاب"، ويزيد الرقم على ستة أمثال المبيعات الإلكترونية التي سجلتها الولايات المتحدة في "الجمعة البيضاء" في العام الماضي. وقالت "علي بابا"، "إن 299 علامة تجارية تجاوز إجمالي قيمة السلع التي باعتها مائة مليون يوان من بينها "هواوي تكنولوجيز" لصناعة الهواتف الذكية و"أبل" و"جيفنشي" التابعة لإل.في.إم.اتش و"دايسون" و"فيليبس" لصناعة الأجهزة المنزلية و"نايك واندر ارمور" للملابس الرياضية. لكن معدل نمو المبيعات في مهرجان التسوق السنوي تباطأ هذا العام إلى 26 في المائة وهي أقل نسبة زيادة منذ بدء المهرجان في 2009 ما يشير إلى مدى تباطؤ مبيعات التجارة الإلكترونية في الصين. وبدأ العرض الترويجي، في عامه الـ11 حاليا، حيث يقوم الصينيون عبر الإنترنت باقتناص كل شيء من الإلكترونيات إلى الملابس والسلع المنزلية في موقع "علي بابا" والمواقع الإلكترونية المنافسة. افتتح "علي بابا" موسم "يوم العزاب" بعرض سنوي في شنغهاي مع النجمة تايلور سويفت. ويطلق على هذه المناسبة أيضا "11.11" أي 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وهو يوم غير رسمي للصينيين غير المتزوجين. لكن "علي بابا" ومقره مدينة هانجتسو الشرقية، حوله إلى عرض تسوق يشبه "الجمعة السوداء" في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، الذي يجاوزه "يوم العزاب" بسهولة الآن. وتضاعفت أعداد المواقع الصينية الأخرى على الإنترنت وتجار التجزئة. من جهته، أفاد موقع "جاي دي .كوم" منافس "علي بابا" الذي تستمر عروضه الترويجية طوال 11 يوما انتهت منتصف ليل 11 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، بأن إجمالي المبيعات بلغ حتى ظهر أمس 25.6 مليار دولار، متجاوزا 22.4 مليار دولار التي تم إنفاقها خلال 11 يوما العام الماضي. رغم البيانات الاقتصادية خلال العام الماضي، ظلت مبيعات التجزئة في الصين جيدة نسبيا، بفضل تسهيلات التجارة الإلكترونية والشراء بواسطة الهاتف الذكي بنقرة واحدة. وقال دانيال زانج، رئيس "علي بابا" في تعليقات أصدرتها الشركة "على مر الأعوام، أصبح المستهلكون أكثر تنوعا وأصغر سنا"، في وصف للأداء المتواصل القوي في هذه المناسبة. تنتقل الصين بشكل متزايد إلى نموذج اقتصادي مدفوع بالاستهلاك المحلي بعيدا عن الاعتماد المفرط على التصنيع، كما كان الأمر سابقا. يقول محللون "إن مبيعات التجارة الإلكترونية تتوسع بفضل تنوع المنتجات المتاحة للمتسوقين الصينيين، ومع تزايد سعي المستهلكين إلى الحصول على سلع ذات جودة أفضل وأسعار أعلى". من جهته، قال ريموند ما، مدير المحافظ لدى "فيديليتي إنفستمنتس" في مذكرة أبحاث "لقد أصبح الاستهلاك جزءا مهما من الاقتصاد. لقد سهلت عملية الرقمنة هذا الاتجاه، لأنه يجعل الاستهلاك أكثر راحة وفعالية من أي وقت مضى". ويستحوذ "علي بابا" على أكثر من نصف سوق التجارة الإلكترونية في الصين، حيث تصل إلى أرقام قياسية في "يوم العزاب" كل عام، لكن وتيرة النمو تشهد تباطؤا. ذكرت الشركة المدرجة في الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري، أن الإيرادات في الربع الأخير تباطأت إلى 40 في المائة من 54 في المائة في الربع نفسه من العام الماضي. وهذا أول "يوم للعزاب" من دون جاك ما، الذي تنحى عن منصبه كرئيس في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقد شارك في تأسيس الشركة في شقته في هانجتسو قبل 20 عاما، وأصبحت الآن بين الشركات الأعلى قيمة في العالم. تأمل "علي بابا" جمع ما يصل إلى 15 مليار دولار في الاكتتاب العام في هونج كونج، حسبما ذكر تقرير الأسبوع الماضي. يتهم دعاة حماية البيئة "علي بابا" وتجار التجزئة الآخرين عبر الإنترنت بتأجيج ثقافة الاستهلاك المفرط، ما يفاقم أزمة القمامة.
مشاركة :