كابول - (أ ف ب): أعلنت السلطات الأفغانية أن اعتداء بسيارة مفخخة في كابول أسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وجرح عشرين آخرين بينهم أربعة أجانب كانوا هدف الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي إن الاعتداء الذي نفذ بواسطة «حافلة صغيرة مفخخة بالمتفجرات استهدف سيارة رباعية الدفع تابعة لشركة أمنية أجنبية تحمل اسم غاردا - وورلد». وأعلنت ناطقة أخرى باسم وزارة الداخلية تدعى مروة أميني أن «12 شخصا بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وجرح عشرون آخرون بينهم أربعة من أعضاء شركة غاردا - وورلد». وكانت الحصيلة السابقة سبعة قتلى وعشرة جرحى. ولم تكشف الوكالة جنسيات أعضاء الشركة الأمنية. من جهته، صرح وزير الداخلية بالوكالة مسعود اندارابي على هامش مؤتمر صحفي بأن أحد القتلى «كان تلميذا في الـ13 من العمر في طريقه إلى مدرسته». وأضاف: «يجب على أعداء شعبنا ان يعلموا أن شعبنا مصمم على السلام، ولا شيء يمكن أن يوقفه عن تحقيق السلام». وذكر مصدر في وزارة الداخلية أن انتحارياً كان في الشاحنة وقام بتفجيرها. ولم تعلن أي جهة في الوقت الحاضر مسؤوليتها عن الاعتداء الذي وقع في ساعة ازدحام. وتنشط حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية في المدينة. ويأتي ذلك غداة إعلان الرئيس أشرف غني أنّ السلطات ستفرج عن ثلاثة سجناء من كبار قادة حركة طالبان في صفقة تبادل على ما يبدو مع أستاذين جامعيين أجنبيين تحتجزهما الحركة منذ 2016، في بادرة قد تكون لها انعكاسات كبرى على عملية السلام. وبين السجناء الثلاثة أنس حقاني الموقوف منذ عام 2014، وهو ابن مؤسس شبكة جلال الدين حقاني المسؤولة عن العديد من الهجمات على كابول وعلى قوات الحلف الأطلسي. والسجينان الآخران هما حاج ملي خان الذي يعتقد أنه عم قائد حركة حقاني سراج الدين حقاني، وعبدالرشيد الذي يقال إنّه شقيق محمد نابي عمري عضو المكتب السياسيّ لطالبان في قطر. ولم يكشف غني عن مصير الرهينتين الغربيتين وهما أستاذان استرالي وأمريكي يعملان في الجامعة الأمريكية في كابول. كما لم يتضح متى وأين سيتم الافراج عنهما. وتم خطف الأمريكي كيفين كنغ والاسترالي تيموثي ويكس في اغسطس 2016 من قلب العاصمة كابول. وظهر الاثنان في تسجيل فيديو نشرته حركة طالبان التي قالت ان صحة كنغ ليست جيدة. وأمس الاربعاء صرح المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس بأنه لا يستطيع بعد تأكيد أي شيء عن عملية التبادل. وأعرب غني عن أمله في أن يساعد القرار في «تمهيد الطريق» لبدء محادثات مباشرة غير رسمية بين حكومته وطالبان التي ترفض التفاوض مع حكومته. على مدار العام الماضي، أجرت الولايات المتحدة وحركة طالبان محادثات مباشرة سعياً للتوصل إلى اتفاق من شأنه جلب المتمردين إلى طاولة محادثات السلام مع كابول، والسماح للولايات المتحدة ببدء سحب القوات. ولكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنهى المفاوضات فجأة في سبتمبر، مشيراً إلى استمرار عنف طالبان. ويتفق معظم الخبراء على أنه لا يوجد حل عسكري في أفغانستان، وأن المحادثات يجب أن تستأنف مرة أخرى. ومع ذلك، مازال المدنيون يدفعون ثمناً باهظاً في الحرب الدموية الطويلة.
مشاركة :