خضع مجموعة من المرضى في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي لعملية جراحية مبتكرة جديدة لتصحيح القلس التاجي، وهو عيب خطير يصيب صمام القلب التاجي.. وهي المرة الأولى التي تنفذ فيها عملية من هذا النوع خارج أوروبا. وتستخدم هذه العملية الجراحية الجديدة، التي تتم بأقل تدخل جراحي، كبديل عن جراحة القلب المفتوح، وتستهدف المرضى الذين يعانون من حالات مرضية خطيرة في القلب، حيث يزرع الأطباء جهازاً صغيراً عن طريق أحد الأوردة في ساق المريض من أجل تصحيح القلس التاجي لديه أثناء قيام القلب بوظيفته.. وتتميز هذه التقنية بأنها تساعد المرضى على التعافي من العملية الجراحية بشكل أسرع، إذ يمكنهم مغادرة المستشفى بعد يوم واحد فقط من خضوعهم لها. وتم اختيار مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي كأول مستشفى يجري هذا النوع من العمليات الجراحية على مستوى العالم عقب انتهاء التجارب الطبية على هذه العملية المبتكرة وذلك نظراً للموقع المتميز الذي يتمتع به المستشفى في دولة الإمارات والذي يسمح له بتطبيق كل من الأنظمة الرقابية الأوروبية والأميركية. يذكر أن أول من خضع لهذه العملية في دولة الإمارات هما مواطنان إماراتيان، ما يعني أن الإمارات هي أول دولة تنجح في تنفيذ هذه العملية، متقدمة بذلك على دول عديدة من بينها الولايات المتحدة الأميركية التي لا تزال في مرحلة اختبار هذا الإجراء العلاجي المبتكر، ما يعكس التقدم السريع الذي يحرزه قطاع الرعاية الصحية في الدولة. وكانت العملية الجراحية المبتكرة أجريت على يد الدكتور راكيش سوري، الرئيس التنفيذي لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي وأحد أبرز الخبراء في مجال تصحيح الصمام التاجي، والدكتور محمود طرينة، أخصائي أمراض القلب التداخلية في كليفلاند كلينك أبوظبي، بالإضافة إلى الدكتور أحمد بافضل المتخصص في مجال تصوير القلب والذي تولى مهمة الإشراف على التصوير الحي للعملية الجراحية. وقال الدكتور محمود طرينة "ما يميز مجال الطب في أبوظبي هو أن الجهات التنظيمية والرقابية المسؤولة عن قطاع الصحة هنا تستجيب بسرعة لاحتياجات المجتمع المحلي.. فعندما طرحنا فكرة هذه العملية الجراحية لأول مرة وقدمنا الأدلة التي تثبت فاعليتها، حصلنا على موافقة الجهات المسؤولة في بضعة أسابيع فقط. بفضل هذه الاستجابة السريعة سيكون بمقدور المرضى في الدولة الخضوع للعمليات الجراحية المبتكرة عند الحاجة إليها، والاستفادة من العلاجات الجديدة بشكل مبكر أكثر مقارنة بباقي دول العالم". يذكر أن موزة الكعبي، - 71 عاما -، هي أول مريض يخضع لهذا العلاج الجديد في دولة الإمارات وذلك بعد أن عانت من مشاكل صحية في صمام قلبها أثرت بشكل كبير على حياتها على مدار الشهور 12 الماضية ومنعتها من أداء المهام اليومية الروتينية ودفعتها لزيارة المستشفى عدة مرات.. وكانت موزة قد منحت أولوية الخضوع لهذا العلاج الجديد كونها تعاني من مشاكل صحية في الكلى أيضا، ما يمنعها من الخضوع لأي نوع آخر من العمليات الجراحية، بما في ذلك جراحة زراعة الأعضاء. وقالت موزة الكعبي.."بعد مرور يوم واحد فقط على خضوعي للعملية الجراحية، أصبحت قادرة على المشي وتمكنت من صعود الدرج بسهولة لأول مرة منذ سنوات. أدهشتني نتائج العملية وأحمد الله على شفائي. فخورة جداً بوجود مستشفى ككليفلاند كلينك أبوظبي في الإمارات وأشكر قادة دولتنا على اهتمامهم بتوفير أفضل خدمات الرعاية الصحية لنا". بعد نجاح عمليتها الجراحية التي أجريت لصمام قلبها أصبح بالإمكان الآن إدراج اسم موزة على قائمة الانتظار الخاصة بزراعة الكلى، ما يعد بمستقبل مشرق لها ولأسرتها. وفي هذا الصدد قال الدكتور طرينة "تعتبر تجربة موزة خير مثال على الحالات المرضية التي يمكن علاجها من خلال هذا الأسلوب العلاجي المبتكر. وبفضل هذه الجراحة تحسنت صحة موزة بشكل ملحوظ وأصبحت مؤهلة الآن للخضوع لجراحة زراعة الكلى التي ستساهم في تحسين صحتها بشكل أكبر".
مشاركة :