ليس أجمل للاحتفاء بالموسم الشتوي من أمسية تحت أضواء النجوم عند شاطئ جزيرة الحديريات، والاستمتاع بالبرنامج الترفيهي العائلي الذي نظمته أمس دائرة تنمية المجتمع ضمن مبادرة «لحظات أبوظبي». هناك على امتداد الرمال الساحرة تجمع محبو الطبيعة الخلابة ليلاً وأخذوا يترقبون الكواكب ودرب التبانة من المجموعات المتلألئة في الفضاء من خلال التلسكوب ووسط مشهدية مجتمعية لافتة. ومع النسيم العليل وهديل الأمواج المتمايلة اشتعلت الألعاب النارية وزينت الأرجاء الفسيحة لتضيف إلى الأمسية نكهة خاصة استمرت من الساعة 6:00 إلى 8:00 مساءً، واستمع جمهور الكبار والصغار إلى خبراء في علم الفلك حدثوهم عن عالم النجوم كما لم يسمعوا عنه من قبل، مع كيفية التعرف إلى كوكب بعينه من خلال الخطوط الهندسية الموزعة في السماء والتي أكثر ما تتجلى للعين المجردة عندما تصفو الأجواء بعد مطر كثيف. وتتواصل فعاليات «لحظات أبوظبي» التي أطلقتها دائرة تنمية المجتمع ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21»، وتقام أمسية أخرى تحت النجوم عند شاطئ الحديريات في 11 ديسمبر المقبل. متعة حقيقية من جهته، أوضح خبير علم الفلك أدرين دابويا أنه استمتع في تقديم الشرح العملي للجمهور، وأكد أن صغار السن كانوا الأكثر تفاعلاً وقد أعجبه إصغاؤهم إليه، وذكر أن سماء أبوظبي تكون في مثل هذا الوقت من السنة متلألئة بالنجوم والكواكب الزائرة التي تفتح شهية عشاق الفلك لقضاء الساعات في تأملها مما ينعكس إيجاباً على نفسيتهم، ناصحاً الجميع بالقراءة عن حركة الكواكب ووضعية النجوم ومراقبتها بتمعن لأن في ذلك متعة حقيقية وواقعاً مثيراً للاهتمام. سباحة في الفضاء الأطفال المنتشرون على الشاطئ، وعند ركن الأنشطة الفلكية المثيرة هم أكثر المنبهرين بالفعالية، وكأن النجوم حضرت خصيصاً لتشاركهم فرحتهم، حيث ذكر أيمن الحمصي (5 أعوام) أنه سعيد بالتقاط الصور للسماء في الليل والتعرف إلى أهم الكواكب التي تسبح في الفضاء. أما أخته فداء (7 أعوام)، فذكرت أنها سوف تروي لصديقاتها ما شاهدته اليوم من خلال التلسكوب وما سمعته حول مسار النجوم، ومن أين تستقي نورها وكيف توزعه. وأشار محمد الجنيبي (8 أعوام)، إلى أنه كان مسروراً بالتواجد على الشاطئ واستكشاف الطبيعة الليلية من حوله، لأنه عادة يأتي إلى «الحديريات» نهاراً ولا يتمكن من معاينة السماء، كما فعل من خلال مختلف فعاليات «لحظات أبوظبي». وعبرت منى صفاء الدين (12 عاماً) عن إعجابها بظهور النجوم بوضوح في السماء، وقالت إنها المرة الأولى التي تتأمل فيها الكواكب بتركيز، واعتبرت أن التواجد في موقع كهذا على الشاطئ ومتابعة حركة المجرات، يفيدها لتتمكن أكثر من استيعاب درس العلوم الذي شرحته المدرسة في الصف. ترفيه عائلي الرأي نفسه سجلته الأم نجوى عبدالرحمن التي نصحت الأهالي باصطحاب أبنائهم إلى الأماكن المفتوحة ليلاً للتعرف إلى الطبيعة البحرية والصحراوية، ولفتت إلى أن صغار السن يتعلمون عموماً من الحقائق الملوسة أكثر بكثير من الكتب. وتحدث عبدالله الكثيري عن أهمية البرامج العامة التي يتم تنظيمها في المدينة ليتمكن السكان من قضاء أوقات ممتعة ومفيدة في آن، وذكر أنه شارك في معظم فعاليات مبادرة «لحظات أبوظبي» وشعر بأن الترفيه العائلي كان يرافقه دائماً من خلال فقرات تثقيفية وجلسات ميدانية تعرف الحضور بتفاصيل أساسية عن الأنشطة القائمة على اختلافها.
مشاركة :