«تعددت الأسباب والخلع واحد».. واقع مؤلم وتفاصيل مريرة، وحكايات أغرب من الخيال، تتفوق على إبداع وخيالات الكتاب، ترويها سيدات، انفصلن عن أزواجهن بحثًا عن حياة أفضل وتربية أفضل لأولادهن، الباحث في قضية هؤلاء الأمهات، يجد خلف كل مأساة حكاية بامتداد الوجع.. ورغم أن لكل قصة حكاية.. أسرارًا.. دموعًا.. فإن «الجرح واحد والمأساة واحدة»، وهى معاناة المرأة، تقع في فخ رؤية طفلها لأهله في أحد الأماكن العامة، التى تكون التغطية الأمنية ليست مشددة، فينتج عنها خطف الطفل، وتدخل الأمهات في قضايا حتى تتمكن من رؤية طفلها مرة أخرى.القصة ليست فردية، بل في تزايد مستمر، حتى وصل الأمر إلى إنشاء السيدات صفحة على «فيس بوك» حتى تصل أصواتهن إلى المسئولين.«إيمان السيد أحمد»، ٤٠ عامًا، تروى تفاصيل قصتها، بعد ٤ سنوات من الزواج الذى بدأ في ٢٠١٢، من أحد الأطباء في معهد القلب، ونتج عن زواجنا إنجاب الطفل «أحمد»: «بدأت في اكتشاف الخصال السيئة التى لم أكن لأعرفها، خاصة أنه زواج صالونات، كما تعرضت لأشياء كادت تضع النهاية لزواجنا أكثر من مرة، فرفعت الخلع، وبالفعل حصلت على الطلاق للضرر بتاريخ ١٨ أبريل ٢٠١٦». وتواصل إيمان: ووفقًا لقانون الرؤية أتت بطفلها في أحد النوادى القريبة للمسكن، وبالفعل حدثت القصص الدرامية، وحدث اختطاف للطفل، ولم أر ابنى بعد تلك الزيارة المشئومة. وتضيف: بالفعل قدمت بلاغات ورفعت قضايا، حتى صدر قرار تسليم الطفل بتاريخ ١٩ سبتمبر ٢٠١٩، ولم ينفذ القرار منذ ذلك التوقيت؟تقول: ماذا أفعل، لا أستطيع رؤية ابنى ولا حتى أطمئن عليه، وكل المكالمات التى تجرى مع طليقى هى مساومات فقط، وكل يوم أصل إلى الفشل.قصة أخرى ترويها «عدلات.م»، ٣٣ سنة، رفعت دعوى نفقة ضد زوجى «محمد.ع»، بسبب بخله ورفضه الإنفاق على طفليهما الصغير، تقول الزوجة: «تزوجته زواج صالونات، واكتشفت مع الوقت مرضه النفسى وبخله الشديد، برغم أنه ميسور الحال، ورفضه الإنفاق عليّ وعلى نجلنا، فحاولت معه، وناقشته في الأمر، وكان في كل مرة يفتعل مشكلة معى ويحول النقاش لمشاجرة يتعدى فيها عليّ بالضرب المبرح».وتضيف الزوجة «تحملت في البداية حرصًا على طفلينا آدم وسيف، ولكن فاض بى الكيل، وقررت رفع الدعوى ١٤١ لسنة ٢٠١٨، من أمام محكمة الزاوية الحمراء، وما بين ذلك وتلك من الحكايات يصبح السبب واحدا، وهو رفض الزوج الإنفاق على أسرته، إما للعناد أو لمجرد الهروب من المسئولية، وفى كل الأحوال يحمل شعار «ملكيش عندى حاجة».وحول تلك الأسباب، تتحدث الدكتورة أسماء عبد العظيم إخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، «بأن الطلاق قد يقع بعد تجريح كل منهما للآخر، ولا توجد ثقافة الإمساك بالمعروف والتسريح بإحسان، فيقع الطلاق بعد التجريح لكل منهما والغلط، مما يترتب عليه أن الزوج يصر على العناد في دفع النفقة، علاوة على أن الأسباب قد تكون متعلقة بتعاطى المخدرات، مما يجعل الزوج ينفق كل أمواله على المخدرات، فلا يهتم بالنفقة ويترك أولاده دون نفقة أو قد يكون رفضه للإنفاق راجع لأسباب خاصة بالطلاق والخلع تجعل منه شخصية مريضة اجتماعيا ونفسيا غير قادرة على تحمل المسئولية، فترفض الإنفاق».فيما أعلنت أميرة محمد، المتحدثة الرسمية باسم حملة «أمهات مع إيقاف التنفيذ»، عن تأييدها لمقترح قانون الأحوال الشخصية، المقدم من المجلس القومى للمرأة، والذى يناقش في مجلس الوزراء، مؤكدة أن القانون المقترح أظهر بعض نقاط تعد ركيزة أساسية وخطوات جدية في تغيير أحوال المرأة المصرية ونصرة الأم المعيلة بالنسبة للأمهات المختطف أبناؤهن من قبل الآباء، مشيرة إلى أنه أظهر أنه سيتم إعداد قانون لعدم الموافقة على السفر إلا بإذن الوالدين، مضيفة: «هذه سابقة وتفيد في دحض عملية تهريب الصغار خارج مصر، وننتظر مناقشة المقترح مطلع الشهر المقبل، لمعرفة ماهية القانون، وهل تم تجريم الخطف وإيجاد قانون للتجريم، وهل هناك آليات تنفيذ لاسترجاع الأطفال المخطوفين».واختتمت أميرة: إن عملية ابتزاز الأمهات تتم عن طريق دوافع انتقامية أو ابتزاز مادى عن طريق خطف الأطفال واحتجازهم، وتغيير عنوان الأب ومحله غير معلوم، فالأم تلجأ إلى قانون المادة ٩٢، ولكنه لم يطبق على أرض الواقع.
مشاركة :