محمد بن زايد: عـلاقـاتنـا بمصـر استراتيجـية قـوامـها الثقـة والمصيـر المشتـرك

  • 11/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عقد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي يزور دولة الإمارات، تناولت العلاقات الإماراتية - المصرية، وسبل دعمها وتنميتها. كما تناولت مباحثات سموّه والرئيس المصري، المستجدات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، فضلاً عن الملفات والقضايا محل الاهتمام المشترك. ورحب صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، في بداية المباحثات التي جرت في قصر الوطن بالرئيس السيسي، في بلده الثاني، دولة الإمارات العربية المتحدة، وعبّر عن سعادته بتجدد اللقاء معه، ونقل إليه تحيات صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته للشعب المصري الشقيق، دوام التقدم والاستقرار. وقال سموّه: «إن العلاقات بين الإمارات ومصر، تاريخية واستراتيجية، وتقوم على الثقة والتفاهم والمصير المشترك». مشيراً إلى أن «المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، ظل يكنّ لمصر حباً كبيراً واحتراماً خاصاً؛ حيث كان يعدها قلب العالم العربي، وركيزة أساسية لأمنه». مضيفاً: «إن السنوات الماضية أثبتت متانة العلاقات الإماراتية - المصرية، وخصوصيتها، وما تستند إليه من إرث ثري وقواعد صلبة، وإرادة سياسية قوية؛ حيث وقف البلدان معاً بإخلاص وقوة، ضد المخاطر التي استهدفت أمن المنطقة ومصالح شعوبها ومستقبل دولها». ونوه سموّه، بالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته علاقات الإمارات ومصر، خلال المرحلة الماضية، في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري بين البلدين، والزيادة الكبيرة في حجم الاستثمارات الإماراتية في القطاعات الاقتصادية المصرية المختلفة. مشيراً إلى الحرص المشترك على المضي قدماً نحو مزيد من التطوير والدعم لهذه العلاقات، خلال المرحلة القادمة، بما يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين. ووجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، على حرصه الكبير، واهتمامه الشخصي، بتعزيز العلاقات الإماراتية - المصرية، ودفعها إلى الأمام. مؤكداً أن دولة الإمارات، لديها توجه استراتيجي، لإيجاد أفضل علاقات مع مصر الشقيقة، في كل المجالات. وأكد سموّه، أن العلاقات الإماراتية - المصرية كانت دائماً متميزة، في كل مراحلها، ليس على المستوى الرسمي فقط، وإنما على المستوى الشعبي كذلك؛ لأن الشعبين، الإماراتي والمصري، يرتبطان بوشائج قوية من المحبة والاحترام المتبادل والأخوة، وهو ما يدعم علاقاتنا في المجالات الأخرى. وأشار سموّه، إلى أن الإمارات ومصر شريكتان في دعم السلام والاستقرار في المنطقة العربية، وتعملان من أجل مصالح شعوبها، والمحافظة على كيان الدولة الوطنية، في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها. كما أنهما في جبهة واحدة، ضد التطرف والإرهاب، ومحاولات تهديد أمن مجتمعات المنطقة وسلامها، من قوى متطرفة، تخدم مخططات مشبوهة، لأطراف لا تريد الخير لبلادنا وشعوبنا. وقال سموّه: «إن مصر دولة عربية رئيسة، وركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي. ونعدّ أمن مصر من أمن الإمارات، وتقدمها وتطورها واستقرارها، يمثل مصلحة للإمارات وكل العرب». وأضاف: إن «حجم التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة العربية، يستدعي تعزيز التشاور المستمر بين بلدينا، ودعم أركان العمل العربي المشترك، بما يحفظ المصالح العربية العليا، في مرحلة مفصلية في تاريخ المنطقة». وأكد سموّه، أن دعم الأشقاء، أحد الثوابت الرئيسية في السياسة الإماراتية، منذ عهد المغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، وأن دولة الإمارات كانت ولا تزال إلى جانب القضايا العربية العادلة، ومع كل ما يحقق مصالح الشعوب العربية في الحاضر والمستقبل. وعبر عن ثقته بأن زيارة الرئيس السيسي إلى الدولة، ستشكل دفعة قوية للعلاقات الإماراتية - المصرية على المستويات كافة. فيما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن بالغ سعادته بزيارة دولة الإمارات، ولقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. مؤكداً خصوصية العلاقات التي تجمع الإمارات ومصر، وشعبيهما الشقيقين. وهنأ السيسي، صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، متمنياً له التوفيق والسداد في قيادة الدولة لمزيد من التطور والتقدم. وأشاد بالمواقف المشرفة التي تتخذها دولة الإمارات، لدعم مصالح الشعوب العربية وقضاياها. متمنياً لها مزيداً من الرخاء والازدهار. وقال: إن دولة الإمارات، وعلى خطى الشيخ زايد، وقفت إلى جانب مصر في أصعب المواقف. فالشعب المصري لن ينسى أبداً وقفة الإمارات، خلال أحداث 2013؛ لأن هذه الوقفة عززت صمود مصر خلال تلك الفترة الصعبة؛ فكل التحية والامتنان للأشقاء في دولة الإمارات. وأضاف: «مصيرنا مشترك، ولدينا القدرة على مواجهة أي تحدّ، ونحن قادرون على حماية أمننا القومي وصيانته، ورد أي اعتداء. قادرون على ذلك، سواء تجاه تحديات إرهابية، أو تحديات تمسّ الأمن في الخليج أو في مصر أو في منطقتنا العربية». وأشار إلى أنه متى كنا معاً متآخين متعاونين في الخير والسلام والتنمية والتعمير، فإن لدينا الفرص لتحقيق الأفضل لشعوبنا في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الثقافية وغيرها. وشدد مجدداً على قوة العلاقات الأخوية التي تربط مصر بدولة الإمارات، والقائمة على ثوابت راسخة لن تتغير بمشيئة الله. وسجل الرئيس السيسي، كلمة في سجل كبار الشخصيات في القصر قال فيها «من دواعي سروري زيارة دولة الإمارات الشقيقة، التي أكنّ لها ولشعبها كل محبة وتقدير. مع خالص الشكر والامتنان لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. وأصدق التمنيات للإمارات بكل الخير ومزيد من التقدم والازدهار. ونتطلع إلى أن تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة على طريق توثيق العلاقات الأخوية والتعاون الفاعل، للارتقاء بالتعاون في المجالات كافة إلى آفاق أرحب تلبي تطلعاتنا». وأقام صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، مأدبة غداء؛ تكريماً للرئيس عبد الفتاح السيسي، رافقها عزف لفرقة موسيقية، إلى جانب العود والربابة، وفقرة فن «التغرودة»، وأخرى غنائية للطرب الأصيل، وكورال الأطفال. حضر جلسة المباحثات سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وسموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، وسموّ الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسموّ الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السموّ رئيس الدولة، وسموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، رئيس المكتب التنفيذي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، والشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان، والشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، المدير التنفيذي لمكتب شؤون أسر الشهداء، في ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للمطارات، إلى جانب عدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين في الدولة. كما حضرها الوفد المرافق للرئيس المصري، الذي يضم اللواء أركان حرب مصطفى صبور، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، والدكتورة ھالة يونس، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، واللواء عباس محمد، رئيس المخابرات العامة، واللواء محسن عبدالنبي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، واللواء الطيار أركان حرب شرف الداوودي، نائب رئيس الديوان، وشريف البديوي، سفير مصر لدى الدولة.

مشاركة :