تفاصيل ليلة الرعب في البحيرة

  • 11/15/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن ببال أحد من أهالي عزبة المواسير، التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، تخيل ما حدث من اشتعال للنيران، أمس الأول، نتيجة تسريب للمواد البترولية الناتجة عن كسر خط أنابيب للبترول لشركة طنطا، يمر بالأراضي الزراعية، أسفر عن مصرع 8 أشخاص وإصابة 16 آخرين بحروق متفرقة بأنحاء الجسم.ليلة من الرعب عاشها الأهالي، نتيجة مشهد النيران الكثيف، ووضع مأساوي للجثث المشتعلة، ولولًا وجود الحماية المدنية واتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل وبعد وقوع الحريق من قطع للكهرباء، لكانت هناك كارثة كبرى بمدينة إيتاي البارود نفسها."البوابة" التقت عددا من المصابين والشهود بموقع حادث الحريق، للتعرف على تفاصيل الحادث المؤلم وأسبابه وملابساته.يقول وحيد أحمد طه، 52 سنة، سائق توك توك، مقيم بغرب مدينة إيتاي البارود، مصاب بحروق بنسبة 8% من الجسم،:" الحمد لله على كل شيء، كنت ذاهب بطلب لقرية معنيا بأحد الأشخاص من مدينة إيتاي البارود، وأثناء المرور من أمام قرية المواسير، شاهدت نار كبيرة تلتهم الجميع، فأسرعت بالتوك توك، الذي طالت النيران الجزء الأمامي منه".وأضاف: أن الوضع كان مأساويا، وأن النيران كانت رهيبة، لم أر في حياتي نارا مشتعلة، مثل ما حدث بعزبة المواسير والحمد لله ربنا نجاني من الموت".ويكمل أحمد عبد المقصود محمد إبراهيم، 41 سنة، مقيم بقرية معنيا، مصاب بحروق 10 % من الجسم،:" أنا شوفت ناس بتموت أمام عيني وحاولت إنقاذ شخص النيران مشتعلة في جسده وفشلت من قوة النيران، وإمتدادها على الأرض والطريق، نتيجة قيام المواطنين وأصحاب الدرجات البخارية والسيارات بملء الجراكن والزجاجات بالمواد البترولية الناتجة عن كسر ماسورة خط أنابيب شركة البترول قبل الحادث".وأشار عبد المقصود، بداية الواقعة حدثت أثناء ذهابي برفقة ابن شقيقي على موتسيكل خاص بي لمدينة إيتاي البارود، لشراء بعض مستلزمات أعلاف لبيعها في محلي بقرية معنيا، وأثناء المرور أمام عزبة المواسير كان هناك إزدحام كبير من المواطنين بالتدافع، للحصول على المواد البترولية من المجاري المائية الملاحقة للأرضي التي يوجد بها تسريب للمواد البترولية، وخلال لحظات فوجئ الجميع باشتعال النيران مرة واحدة بالمكان وحدوث حالة من الكر والفر بين الجميع.وتابع أحمد سعيد البشبيشي، 40 سنة، سائق توك توك، مقيم بقرية معنيا، مصاب بحروق بنسبة 10 % بالقدمين،:" كنت بوصل مواطن لمدينة إيتاي البارود، فور وصولنا لمكان التجمع أمام عزبة المواسير، اشتعلت النيران وتركت التوك توك مشتعلا، وهربت من النيران في الجانب المقابل بالأراضي الزراعية، وشوفت ناس قدامي والنيران مشتعلة فيهم ".وبدموع منهمرة، قال يسري محمد أحمد، 45 سنة، مقيم بعزبة أبو سعيدة المجاورة لعزبة المواسير، لفقدانه رأس ماله، حيث ألتهمت النيران التوك توك الخاص به في الحريق: كنت ذاهب بجار لي لتوصيله لمحطة القطار بمدينة إيتاي البارود، وأثناء الذهاب من الطريق المجاور للمصرف الذي يوجد به كميات من البنزين المسرب من خط انابيب البترول، فوجئت بالنيران تأتي امامنًا فتركت التوك وجريت من امام النار في الأراضي الزراعية".وأكمل: التوك توك مازل عليه أقساط وكنت أساعد به أسرتي في العمل، بعد العودة من الشغل لمواجهة الظروف المعيشية الحالية، والحمد لله ربنا كتب ليا عمر جديد".وقال رضا محمد عبد الهادي، مزارع صاحب أرض، إنه تم إبلاغ مركز الشرطة صباح يوم الأربعاء، بعد انتشار المواد البترولية بترعة عزبة المواسير حيث شاهدت هجوم لإعداد كثيرة من الأهالى من القرى المجاورة وناس لم نكن نعرفهم جاء من أجل نهب وسرقة البنزين، بعدها اشتعلت النيران وألتهمت جميع الأراضي المجاورة للحريق وأصبحت الأراضي الزراعية سوداء ولا تصلح للزراعة في الوقت الراهن.بداية الواقعة كانت بتلقى اللواء مجدى القمرى، مدير أمن البحيرة إخطارا من العميد محمد زايد مأمور مركز شرطة إيتاى البارود، إخطار من الأهالى بتسرب في أحد خطوط البترول بقرية المواسير، صباح أمس الأول، الأربعاء، تحولت إلى نشوب حريق داخل الترعة التى بها التسرب، مما أي إلى حدوث وفيات ومصابين.من جانبها تحفظت الأجهزة الأمنية، على " ن.ش" 70 سنة، صاحب الأرض التي حدث بها كسر لخط انابيب البترول لشركة طنطا، على ذمة التحريات لبيان علاقتة بالحادث ولم يوجه له إتهام رسمي حتى الآن وذلك وفقَا لمصادر أمنية.فيما أكد زوج ابنة صاحب الأرض، أن والد زوجته أتصل به أحد الأهالي وأبلغه أن هناك تسريب للمواد البترولية بأرضه الزراعية، وعلي الفور انتقل لمكان الأرض وحصل على رقم شركة طنطا للبترول وأبلغ المسئولين بالشركة بالواقعة، وذلك نحو الساعة العاشرة وخمسون دقيقة صباحًا، وأن فريق من الشركة وصل للأرض وتم الاتصال بالأجهزة الأمنية والحماية المدينة لتأمين المكان. على جانب أخر، تم نقل المتوفين إلى مشرحة مستشفى إيتاي البارود، والوفيات هم: محمد زكريا عبد الشافى، محمد صلاح عبد الهادى، من المحولين لمستشفى كفر الدوار العام، ويوجد 5 جثامين مجهولين الهوية داخل ثلاجة المستشفي، وقرر فريق التحقيق بنيابة ايتاى البارود، المكون من المستشارين محمد أكرم حمود، أحمد رضوان وأشرف حمودة، الطب الشرعى بإجراء تحليل "D.N.A" للجثث المجهولة للتوصل لهويتها.وتم نقل المصابين إلى مستشفى إيتاى البارود وكفر الدوار، وهم: أحمد سعيد المشمشى، 40 سنة، حرق بالقدم اليمنى، محمد عبدالرحمن قاسم، 19 سنة، إختناق، إبراهيم حسن صلاح، 20 سنة، وعلاء على سعد، 25 سنة، حريق بالجسم، محمد صلاح محمد، 30 سنة، حريق بالجسم، وحيد أحمد طه، 50 سنة، اختناق وحريق بالقدمين، رمضان السيد عيد، 40 سنة، حرق بالذراعين والقدمين، محمد عبدالتواب على، 42 سنة، حريق بالذراعين والقدمين، محمود محمد الشحات، 18 سنة، حريق بالذراعين والقدمين والظهر، وعاطف على حسين، 30 سنة، حروق واختناق، فارس عبدالفتاح الشيخ، 11 سنة، اختناق، وأحمد محمد عبدالمقصود، 13 سنة، حروق واختناق، المقدم ياسر محمد سلام، رئيس وحدة الإطفاء، إغماء واختناق، ومحمد السيد القصاص، 40 سنة.وانتدبت النيابة العامة برئاسة المستشار أشرف ربيع المحامى العام لنيابات جنوب دمنهور، المعمل الجنائى، لرفع الأدلة الجنائية من موقع الحريق، للوقوف على ظروف وملابسات الواقعة.من جانبه وجه اللواء هشام أمنة، محافظ البحيرة، المسئولين بمديرية الزراعة والإصلاح الزراعي، بحصر الخسائر في المحاصيل الزراعية وتشكيل لجنة من المديرية لمعاينة الأراضى الزراعية المجاورة للحريق.وأعلن المهندس عبدالمنعم حافظ، رئيس شركة أنابيب البترول، صباح أمس، أن فرق الإصلاح الفنى بالشركة نجحت في إعادة تشغيل خط المنتجات البترولية «مسطرد - طنطا- الإسكندرية»، الذى تعرض لاعتداء إجرامى من لصوص بغرض السرقة، ونتج عنه تسرب لمنتج البنزين أمس الأول، بمنطقة عزبة الماسورة في إيتاى البارود.وأضاف، أن الخط عاد للعمل بكامل طاقته كأحد خطوط نقل وتداول المنتجات البترولية، موجها التحية لكوادر الإصلاح الفنى التى شرعت في العمل فور انتهاء النيابة العامة من معاينة المكان ظهر أمس، الخميس، وتصريحها بالعمل وأنجزت مهامها وأعادت تشغيل الخط في وقت قياسى.وقال رئيس الشركة: «لصوص البترول حاولوا تنفيث كلبس لسرقة البنزين، ولم ينجحوا في مخططهم، حيث حدث تسرب فتركوا الخط مفتوحا وهربوا، وخلال عملية التطهير ألقى أحد الأهالى سجائر أو مادة ساعدت على اشتعال الحريق بالترعة مما أدى إلى اشتعال الحريق».

مشاركة :