تشير دراسة دولية شملت 485 امرأة إلى أن عودة المصابات بسرطان المبيض إلى غرف العمليات لإجراء عملية جراحية ثانية قد لا تساعدهن على العيش لفترة أطول، بل قد تقصر حياتهن. قال الدكتور روبرت كولمان من مركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في هيوستن والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت في المجلة الدورية (ذو نيو انغلاند جورنال أو مديسين) “أعتقد أن الدراسة ستخفض عدد الجراحات التي تبدو غير ضرورية لكثير من النساء”. وتعتبر العمليات حاليا الرعاية الطبية المعتمدة في بعض الحالات. لكن النتائج الجديدة تشير إلى أن النساء اللائي يحصلن فقط على العلاج الكيميائي عند عودة الورم للظهور أفضل حالا من اللائي خضعن لعملية جراحية قبل هذا النوع من العلاجات. وتنطبق النتائج فقط على النساء اللاتي لديهن أورام بها حساسية للأدوية التي تحتوي على مادة البلاتين. وبعد فترة متابعة بلغت 48.1 شهرا، بلغ معدل النجاة بشكل عام 50.6 شهرا للنساء المصابات بسرطان المبيض المتكرر اللائي خضعن للجراحة والعلاج الكيميائي و64.7 شهرا للائي حصلن على العلاج الكيميائي فقط. وهذا يعني وجود زيادة بنسبة 29 بالمئة في معدل الوفيات لدى النساء اللائي تلقين عملية جراحية. تقول جمعية السرطان الأميركية إن حوالي 22500 امرأة في الولايات المتحدة يصبن بسرطان المبيض كل عام، لكن أكثر من 80 بالمئة من النساء يعانين من الإصابة مرة أخرى ويبلغ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 10 سنوات أقل من 15 بالمئة. ومن المتوقع أن تموت ما يقرب من 14000 امرأة جراء أورامهن. ويشار إلى أن ما يقرب من نصف النساء المصابات لديهن أورام حساسة للبلاتين وحوالي ربع المصابات هن من المرشحات لإجراء جراحة ثانية إذا تكرر الورم. أطباء: هناك قصور في علاج ثلثي حالات الإصابة بأورام الجهاز التناسلي عند المرأة في المرحلة الأولى لنمو الورم وانتهت التجربة المعروفة باسم (جي.أو.جي-0213) مبكرا عندما أظهرت النتائج الأولية أن الجراحة لم تكن مفيدة. وكانت المتطوعات يعانين من سرطان المبيض المتكرر أو الصفاق الأولي أو سرطان قناة فالوب. وقال كولمان لرويترز هيلث، في مقابلة عبر الهاتف، إن النتائج كانت مفاجئة، لكن فعالية الجراحة الثانية لم يتم اختبارها، وربما تعكس النتائج حقيقة أن العلاج الكيميائي لسرطان المبيض قد تحسن بشكل كبير. وأضاف كولمان، المدير التنفيذي لبحوث شبكة السرطان في إم دي أندرسون، أن النساء المشاركات في الدراسة “انتهى بهن العيش لمدة أطول ثلاث مرات عما كن عليه عندما بدأنا التجربة”. لقد نجت 66 بالمئة من المريضات في مجموعة الجراحة لمدة ثلاث سنوات مقابل 74 بالمئة من اللائي تلقين العلاج الكيميائي فقط. وكتب فريق الدراسة “انخفضت جودة الحياة التي أبلغ عنها المرضى بشكل كبير بعد الجراحة، لكنها لم تختلف بشكل كبير بين المجموعتين بعد الشفاء”. وتوصلت المجموعتان إلى التكافؤ في نوعية الحياة بعد ستة أسابيع. وقال كولمان إن مركز أندرسون ومراكز سرطان أخرى قد توقفت عن إجراء عملية جراحية ثانية روتينية في أعقاب هذه النتائج، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت حتى تتبع المراكز الطبية الأخرى نفس الإجراء. وأردف “بالتأكيد هناك أطباء يشعرون بذلك، لكن حتى وإن لم تثبت التجربة منافع التخلي عن العملية الجراحية الثانية ثمة فائدة ما الكثير من المرضى يرجونها”. كما أكد البروفيسور الألماني أندرياس دو بوا، من اتحاد أطباء أورام الجهاز التناسلي عند المرأة في مدينة فيسبادن وسط ألمانيا، أن النساء المصابات بسرطان المبيض غالبا ما يعالجن بشكل خاطئ في المستشفيات الألمانية. وقال إن هناك قصورا في علاج ثلثي حالات الإصابة بأورام الجهاز التناسلي عند المرأة في المرحلة الأولى لنمو الورم. ويقدر الخبير الألماني أن نصف الحالات في المرحلة المتقدمة تعالج بشكل خاطئ. ويرى دو بوا أن سبب ذلك يعود لوجود قصور في البنية التحتية للمستشفيات ونقص الكفاءة لدى الأطباء في هذا التخصص وإلى عدم التنسيق الجيد بين التخصصات الطبية المعنية. ويذهب الطبيب، نقلا عن موقع دويتشه فيله الألماني، إلى أن “مواطن القصور أثناء العمليات الجراحية أكثر منها في العلاج الكيميائي”. ومن جهة أخرى يشير دو بوا إلى ضرورة التأكد من درجة خطورة الورم الخبيث في مرحلته المبكرة وعدم الاكتفاء بإجراء جراحة. وأضاف أن الأطباء يتغاضون في نصف حالات سرطان المبيض عن وسائل تشخيص جوهرية قبل إجراء العمليات الجراحية مثل تحليل عينة من جلد البطن. غالبا ما يستخدم العلاج الكيميائي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية باقية بعد الجراحة أو قد يستخدم قبلها وأكد الخبير الألماني أن الجراحين يتركون أجزاء من الورم الخبيث في 40 بالمئة من جراحات استئصال الورم، ما يؤدي إلى نتائج كارثية للنساء المصابات بهذه الأورام. وفي هذا السياق يقول “هذا شيء غير مقبول، إن نصف الأورام التي يتركها الجراحون يمكن إزالتها تماما. في الحقيقة يجب ألا تتجاوز نسبة الأورام التي لا تستأصل في الجراحات 20 بالمئة من إجمالي جراحات الاستئصال”. واعتمد دو بوا في دراسته على بيانات 1800 حالة إصابة بسرطان المبيض عولجت في المستشفى الذي يرأسه في الربع الثالث من عام 2004 وتابع مصير 760 من هذه الحالات حتى عام 2008. ويُذكر أن المستشفى يحرص على تقديم دراسة ربع سنوية بشأن الحالات التي يعالجها وذلك لضمان استمرار جودة المستوى العلاجي. ويشير موقع مايو كلينك الأميركي إلى أنه أحيانا قد لا يكون الطبيب على يقين بشأن التشخيص إلى أن تخضع المريضة للجراحة لإزالة المبيض وفحصه لمعرفة علامات الإصابة بالسرطان. وبمجرد تأكيد الإصابة بسرطان المبيض، يستخدم الطبيب المعلومات المجمعة من الفحوصات والإجراءات لتحديد مرحلة السرطان. ويشار إلى مراحل سرطان المبيض باستخدام أرقام رومانية تتراوح بين 1 و4، حيث تُشير المراحل الأقل إلى أن السرطان يقتصر على المبيضين. ويُشير الوصول إلى المرحلة الرابعة إلى انتشار السرطان في أجزاء أخرى من الجسم. ويستخدم العلاج الكيميائي غالبا بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية يمكن أن تكون باقية بعد الجراحة. كما يمكن أن يستخدم قبل الجراحة. سرطان المبيض هو مرض سرطاني يتكون في المبايض. لا يعرف ما هو المسبب الرئيسي للمرض حتى الآن ولكن توجد عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة به مثل التاريخ العائلي للمرض والتعرض للإشعاع. وتحدث معظم الإصابات لنساء تتراوح أعمارهن ما بين 55 و74 عاما. في أغلب الحالات لا تظهر أي أعراض على المريضة وقد تظهر بعض أعراض مثل النزيف من المهبل، آلام في منطقة الظهر واضطرابات في الدورة الشهرية. ويتم علاج المرض عادة عن طريق الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة. ويبدأ هذا النوع من السرطانات من المبيض ويشكل خلايا غير طبيعيّة لديها القدرة على الانتشار أو غزو أجزاء أخرى من الجسم. في بداية هذه العملية تكون الأعراض مبهمة أو غير ظاهرة، لكن بمرور الوقت تصبح الأعراض أكثر ملاحظة. ومن هذه الأعراض انتفاخ في البطن وألم في تجويف الحوض. ومن أكثر المناطق في الجسم التي ينتشر إليها سرطان المبيض هي بطانة البطن وبطانة الأمعاء والمثانة والعقد الليمفاوية والرئتان والكبد. ويزيد خطر الإصابة بهذا السرطان لدى النساء اللاتي لم يحملن في حياتهن قطّ أو ابتدأت عملية الحيض عندهن في عمر مبكّر أو قُطع الحيض عندهنّ في عمر متأخر. ومن مخاطر الإصابة أيضا العلاجات الهرمونية بعد انقطاع الطمث وأدوية العقم والسمنة.
مشاركة :