فيما يعاني الكثير من النساء اللاتي في حالات النفاس من طول الزيارات واستقبالات المواليد، ذكرت المستشارة الأسرية شيماء الجيلاني أن المرأة بعد الولادة تكون مرهقة بسبب السهر طوال الليل وتغير روتين حياتها مؤقتا بسبب قدوم هذا الطفل، ويجب أن تكون مدة الزيارة قصيرة كي لا تسبب ضغطا على الأم لوجود التزامات لديها من ناحية زوجها وأطفالها إن كان لديها أطفال آخرون، كما تؤثر على علاقتها بزوجها، حيث لا يستطيع الأب الجلوس مع طفله أو زوجته بسبب طول مدة الزيارات ووقتها غير الملائم. كما شدد الأخصائي الاجتماعي محمد الحمزة على أهمية مساعدة الزوج لزوجته ومراعاة هذه الفترة. مساعدة الأم أشارت الجيلاني على أهمية مساعدة الأم سواء من قبل زوجها أو من خلال جدولة الزيارات والحرص على التقييد بوقت محدد وعدم تجاوزه، وذلك عن طريق الاتصال قبل الزيارة، ويكون هذا الاتصال في وقت متوقع أن تكون فيه الأم مستيقظة، كما يجب أن نبتعد عن انتقاد شكل الأم مثلا إن زاد وزنها أو انتقاد شكل الرضيع ومقارنته بأطفال آخرين، من حيث لون بشرته مثلا أو شكل ملامحه، ويفضل أن تتجنب الزائرة العطور القوية لأنها قد تؤثر على الأم وطفلها. وقد ذكرت إحدى السيدات اللواتي عانين من هذا الأمر (أم عمرو) قائلة: «كنت أضطر لاستقبال السيدات على مدار اليوم وفي أي وقت والبعض كن يأتين في الساعة الحادية عشرة ليلا، ويسهرون لمنتصف الليل، وهذا أمر مرهق كوني أما لطفلة في مرحلة الروضة، بالإضافة لطفلتي الرضيعة». وبينت أخرى (تغريد) قائلة: «إن زوجها امتعض من الزيارات غير المنتظمة بسبب عدم قدرته على الجلوس مع طفله، وطالبها بأن تحدد أوقاتا للزيارة حتى وإن كانت في المنزل، وقالت إنها في أول يوم بعد الولادة خافت كثيرا على طفلها بسبب العطور الثقيلة من بعض السيدات، والبعض يقوم بعمل تمارين لطفلها بحجة أنها تقوي عظامه». دور الزوج أوضح الحمزة أن فترة (النفاس) من الفترات الحساسة في حياة الزوجين، فالزوجة في هذه الفترة قد تكون أحوج لزوجها في التخفيف عنها من عناء الولادة وما يلازمها من تغيرات نفسية وجسدية، فقد تجد لديه الكلمة الطيبة والامتنان الكبير لكونها أصبحت أما لأبنه أو ابنته، مؤكدا على أن إدارة هذه المرحلة تحتاج جهدا وذكاءً من الزوج، بالذات حتى ينتقل بزوجته لمرحلة مهمة من حياتهما، والبعض قد يخفق في هذا الانتقال مما يتسبب سلباً في انتكاس نفسي للأم قد يؤدي لخلل في حياتهم الزوجية مدة طويلة، حتى يتم ترميمه وإصلاحه. أنواع الأزواج ذكر الحمزة، إنه بعد الولادة يختلف الرجال من موقفهم تجاهها حسب ثقافة المجتمع، ولكنهم بصفة عامة على ثلاث فئات عند قدوم المولود، الفئة الأولى: من تذهب زوجته لبيت والدتها، وهنا تتعدد مواقف الرجال من ذلك، فمنهم من يتعاهد زوجته وطفلها بالزيارة الدورية وبشكل منتظم، ومنهم من يضع الحمل على إخوان الزوجة أو على والدها ولا يساهم في عمل أي شيء، وقد يأتي كضيف شرف، ومنهم من يستغل هذه الفترة للسفر مع الأصدقاء، ومنهم من يستغلها لتجديد المنزل وترتيبه، كل ذلك يرجع لطبيعة شخصية الزوج ويرجع أيضاً لطبيعة العلاقة بين الزوج وزوجته، أما الفئة الثانية فهي التي تبقي زوجته بمنزله، وقد تستعين بوالدتها أو أختها أو أي قريبة من طرفها لتخدمها وتساعدها في الطفل الجديد وفي أمور المنزل، وهنا يكون الزوج متواجدا باستمرار وهو المسؤول الرئيسي عن أمور المنزل وتفقد الزوجة وطفلها الجديد، أما الفئة الأخيرة فهي الزوجة التي تذهب لبيت أهلها فقط في الولادة الأولى، وهذا أصبح أمرا مشاعا عن بعض الأسر السعودية. الاستشارة الطبية أوضحت الجيلاني أنه بالنسبة للنصائح التي توجه للأم من عائلتها أو صديقاتها يجب أن تسأل فيها الطبيب، بالذات إن كانت النصيحة حول دواء معين جربته إحدى الصديقات، لا ينبغي لها أن تأخذه بدون استشارة. 1-اختيار وقت ملائم للزيارة 2-عدم الجلوس فترة طويلة أثناء الزيارة 3-أهمية بقاء الزوج بجانب زوجته وتقديم الدعم المعنوي لها 4-عدم تقديم النصائح التي قد تضر أكثر مما تنفع
مشاركة :