الرياض، صنعاء - وكالات - ساد هدوء نسبي في اليمن، أمس، للمرة الاولى منذ سبعة اسابيع، مع دخول هدنة انسانية اقترحتها المملكة العربية السعودية لمدة خمسة أيام حيز التطبيق، رغم خروقات قامت بها ميليشيات الحوثي وتمثلت اطلاق قذائف هاون على مدينة جازان، والتي حذر التحالف العربي الحوثيين من الاستمرار بها. وقال توفيق عبد الوهاب احد سكان العاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين: «صنعاء شهدت ليلة هادئة بعد توقف المدافع المضادة للطائرات والغارات التي كانت تثير خوف السكان». وبدأ تطبيق الهدنة الانسانية عند الساعة 11 ليل الثلاثاء الأربعاء، بمبادرة من السعودية. وحذر العميد ركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، ميليشيات الحوثي من الاستمرار في خرق الهدنة، مشيراً إلى أن تلك الميليشيات استهدفت منطقة جازان بعدة قذائف هاون. وافاد شهود ان المتمردين اطلقوا فجر أمس صواريخ مضادة للطائرات عندما حلقت طائرات استطلاع تابعة للتحالف لفترة وجيزة فوق العاصمة، واضافوا ان الهدوء عاد بعدها الى العاصمة. واشار سكان ومقاتلون مسلحون يحاربون المتمردين الى مناوشات بسيطة في محافظتي الضالع وشبوة وتعز وفي مأرب بعيد بدء تطبيق الهدنة. وقالت مصادر يمنية إن متمردي الحوثي قصفوا بالدبابات والقذائف عدة مناطق في جبل صبر وجبل الشماسي وحي الروضة في تعز، في محاولة لاستعادة السيطرة على معسكر جبل العروس الذي سيطرت عليه المقاومة الشعبية في وقت سابق. وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات متقطعة شهدتها بعض المناطق داخل المدينة، وأن هناك قتلى وجرحى سقطوا من المدنيين جراء القصف والاشتباكات المتقطعة بين المقاومة الشعبية والقوات الحوثية. وقالت: «لم يلتزم الحوثيون بأي هدنة واستمروا بقصف تعز حتى بعد إعلان سريان الهدنة مباشرة». وأفادت مصادر من مدينة عدن بأن عناصر الحوثي استمرت بقصف المنازل بعد سريان الهدنة، مشيرة إلى سقوط قتيل مدني وإصابة طفلة جراء القذائف التي طالت أحد المنازل. وقالت المصادر إن اشتباكات متقطعة استمرت في عدد من المديريات الواقعة في عدن، في الوقت الذي أحكم الحوثيون سيطرتهم على معظم المديريات في المحافظة. وفي رد على تلك الخروقات الأمنية، قصفت طائرات التحالف تجمعات لميليشيات الحوثي في محافظة إب. والهدف من الهدنة التي تستمر خمسة ايام ايصال مساعدات ينتظرها السكان بشكل ملح مع ان المنظمات الانسانية حذرت من انها بحاجة الى وقت اكبر. من جهته، طالب مجلس الامن جميع الاطراف في اليمن بالتنفيذ الكامل لجميع المطالب المذكـــــــورة في القـــــــرار رقم 2216 والمعنية بالحوار في مؤتمر في الرياض حول اليمن، مرحباً بالهدنة. وأكد المجلس في بيان صحافي التزامه بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة الاراضي اليمنية والوقوف الى جانب الشعب اليمني. ورحب بتعيين مبعوث الامم المتحدة الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد مطالبا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتكثيف جهوده لاستئناف العملية الانتقالية السياسية في اليمن بشكل سلمي وشامل ومنظم ما من شأنه ان يحقق المطالب والتطلعات المشروعة للشعب اليمني. ودعا المجلس بان كي مون الى عقد مؤتمر لجميع اصحاب المصلحة اليمنية بهدف التوصل الى حل سياسي توافقي للازمة في اليمن يتماشى مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وشدد على ضرورة قيادة اليمنيين الحوار السياسي الشامل بوساطة الامم المتحدة داعيا جميع الاطراف اليمنية الى حضور هذه المحادثات والمشاركة دون شروط مسبقة وبحسن نية لحل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور ورفض اعمال العنف التي تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن. ورحب المجلس بكافة الجهود المبذولة لدعم عملية الانتقال السياسي في اليمن والتي تدعم المفاوضات بوساطة الامم المتحدة كمؤتمر الحوار اليمني الذي سيعقد في الرياض 17 الشهر الجاري. كما رحب باعلان السعودية وقف اطلاق النار لمدة خمسة ايام للسماح بايصال المساعدات الانسانية شرط التزام المتمردين ومن يحالفهم بوقف الاعمال الحربية. وحث المجلس جميع الاطراف على السماح بدخول وتسليم مواد الاغاثة الاساسية للسكان المدنيين بما في ذلك الغذاء والمواد الطبية والوقود وتسهيل الانشطة الميدانية للوكالات الانسانية بالتنسيق مع الحكومة اليمنية. ودعا جميع الاطراف الى الالتزام بالقانون الانساني الدولي بما في ذلك اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الضرر اللاحق بالمدنيين والعمل على وجه السرعة مع الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة الانسانية لتوفير المساعدة للمحتاجين. وكان مبعوث الامم المتحدة الخاص لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل الى صنعاء اول من امس في اول زيارة له كمبعوث خاص من اجل دعم جهود الوكالات الانسانية للامم المتحدة في التخفيف من معاناة الشعب اليمني وضمان وقف اطلاق النار وتوفر الاجواء المناسبة لإحياء العملية السياسية التي تخدم مصالح الشعب اليمني وتحقق تطلعاته في استعادة سيادة القانون ومؤسسات الدولة والحريات الاساسية. خادم الحرمين يطلق مركز الإغاثة ويخصص مليار ريال إضافية للشعب اليمني رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة في الرياض، أمس، حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز، معلنا عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّه به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني. وقال الملك سلمان في كلمة ألقاها خلال الافتتاح انه «انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته وامتداداً للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية ورسالتها العالمية في هذا المجال. فإننا نعلن تأسيس ووضع حجر الأساس لهذا المركز الذي سيكون مخصصاً للإغاثة والأعمال الإنسانية ومركزاً دولياً رائداً لإغاثة المجتمعات التي تُعاني من الكوارث بهدف مساعدتها ورفع معاناتها لتعيش حياة كريمة». واضاف: «إننا بهذه المناسبة نُعلن عن تخصيص مليار ريال للأعمال الإغاثية والإنسانية لهذا المركز إضافة إلى ما سبق أن وجّهنا به من تخصيص ما يتجاوز مليار ريال استجابة للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني الشقيق». وتابع الملك انه «سيكون هدفنا ورسالتنا السعي جاهدين لجعل هذا المركز قائماً على البُعْد الإنساني، بعيداً عن أي دوافع أخرى بالتعاون مع المؤسسات والهيئات الإغاثية الدولية المعتمدةِ، وحرصاً منا على إخواننا في اليمن الشقيق، وفي إطار عملية إعادة الأمل فسيُولي المركز أقصى درجات الاهتمام والرعاية للاحتياجات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني العزيز على قلوبنا جميعاً». وكان المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على المركز عبدالله الربيعة قد ألقى كلمة أكد فيها أن المركز سيعمل بكل جهد على تخفيف معاناة الأشقاء في اليمن مع خلال التعاون مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية. وقال إن السعودية «تتقدم دول العالم من حيث قيمة وحجم المعونات والاستجابة لرفع المعاناة وإغاثة الشعوب والدول والأفراد تماشيا مع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف» مثمنا رعاية العاهل السعودي لهذا الحدث المهم. وحضر الحفل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائب الرئيس رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح إضافة إلى عدد من الوزراء والسفراء وممثلي المنظمات الإغاثية والإنسانية.
مشاركة :