يتضح من تفاصيل لائحة الاتهام الطويلة المقدمة ضد المتطرف الإنكليزي مارك كولبورن في محاكمته التي بدأت هذا الأسبوع في محكمة الأولد بيلي للجنايات الكبرى في لندن والمتهم بالتخطيط لأعمال إرهابية رهيبة لقتل العشرات من المواطنين الأبرياء، أنه من ضمن مخططاته الجهنمية كان يُحضِّر لاغتيال ولي العهد البريطاني تشارلز، أمير ويلز، من أجل تمكين هاري، النجل الثاني لتشارلز من الأميرة ديانا، أن يصبح ملكاً لبريطانيا، لا لشيء سوى أن لون شعر هاري أحمر، شبيهاً بشعر المتهم كولبورن، اعتقاداً منه بأن ارتكاب مثل هذه الجريمة ستكون لصالح الجنس البشري الآري، على نحو شبيه بالمعتقدات النازية التي قدّست الجنس الآري والتي آمن المتهم بها. ووفقاً للائحة الاتهام التي قدمها المدعي العام إلى المحكمة أول من أمس (الثلاثاء) خطط كولبورن (37 عاماً) لارتكاب عمل إرهابي شبيه بالهجوم الإرهابي الذي ارتكبه النرويجي أندريس بريفيك عام 2011 وقُتل فيه 69 شخصاً وحكم عليه بالسجن المؤبد. وقال المدعي العام إن كولبورن كان يمقتُ لون شعره الأحمر، فراح يُخطط لارتكاب عمليات مسلحة من شأنها لو نُفِذتْ حسب رغبته أن تمنحه «شهرة عالمية كإرهابي»، حسب قوله، فيرتاح نفسياً. ولم يكتفِ كولبورن بالتفكير في هذه المخططات الجهنمية، بل عمل على تدوينها بالتفصيل في سجل احتفظ به في بيته في مدينة ساوثهامبتون، التي يقع فيها أحد الموانئ البريطانية الرئيسية على قناة لا مانش جنوب المملكة المتحدة. فكتب في السجل «أليس عظيماً أن يكون لدى المرء بندقية عسكرية مع كاتم صوت، والاختباء في موقع جيد ووضع رصاصة في رأس تشارلز». وأضاف «انني مستعد للتضحية بحياتي من أجل هذه الطلقة. فإذا قتلت تشارلز يُصبح هاري ملكاً...أقْتُل الطغاة وأتَحَرَّر من حكم الطغاة في المستقبل». وفي مقطع آخر ما دوّنه كولبورن قطع على نفسه وعداً باستهداف «تشارلز من أجل الجنس الآري». واستمع القاضي والمحلفون في المحكمة للمدعي العام الذي تحدث عن طفولة كولبورن المضطربة وشعوره بأنه منبوذ من المجتمع بسبب لون شعره الأحمر ولون بشرته الشاحب، وكتب في سجله «انني بحاجة إلى شرعية لكي أقول إنني خُضتُ منفرداً حرباً ضد النظام الرأسمالي. أريدهم أن يروا كيف سأتحول من فقير مظلوم شعره أحمر إلى إرهابي مسلح يضرب في قلب الحكام الطغاة ضيقي الأفق»، وأضاف «سيسمعون صوتي من خلال الإرهاب». ولم يتورع كولبورن عن تشبيه نفسه بالنرويجي أندريس بيرفيك وقال إنه لا يريد أن يُصبح قاتلاً في شكل فردي، بل قاتلاً جماعياً مثل بيرفيك. وعبّر كولبورن في كتاباته عن كراهيته للأفارقة السود ولسكان القفقاس ذوي الشعر الأسود. وكتب في السجل أنه سيستهدف شاباً أفريقياً في إحدى الحدائق العامة ويقتله، مثلما قُتِل ستيفان لورنس، الشاب الأفريقي في لندن في تسعينات القرن الماضي. وأشار المدعي العام إلى خطورة المخططات التي وضعها كولبورن وفق كتاباته التي تحدث فيها عن «عثوره على معلومات حول كيفية الحصول على غاز الأعصاب الذي لا يقل قوة وقتلاً للبشر عن الأسلحة الذرية». وقال إنه سيرتكب عملاً إرهايباً سيجعل إنكلترا تحوز على شهرة عالمية بسبب هذا العمل. وتحدث أيضاً عن ارتباكه شخصياً بشأن مخططاته وتردده بين استهداف الأفراد أو القيام بعمليات القتل الجماعي. وكشف عن أفكار راودته بوضع مواد سامة على مقابض الأبواب كي يتسلل السمّ إلى أجساد الضحايا الذين يهاجمهم، لكنه تردد بين تنفيذ مثل هذه الهجمات ضد أفراد أو أن يقوم بمهاجمة المهاجرين الأجانب ذوي البشرة السوداء في الأماكن العامة، كتعبير عن معتقداته السياسية العنصرية. ولفت المدعي الانتباه إلى أن عائلة كولبورن هي التي أبلغت الشرطة عنه بعدما عثر أخوه كيفين على وصولات تشير إلى شراء أخيه ذي الشعر الأحمر لمواد كيماوية بواسطة موقع «أمازون» على شبكة الإنترنت. فأطلع كيفين والدته باتريشيا على الموضوع وقاما بتفتيش المنزل، حيث تم العثورعلى مواد كيماوية خطيرة وأغراض كثيرة مثيرة للشبهات، فتم الاتصال بالشرطة التي عثرت في المنزل على مستمسكات عديدة تشير إلى نوايا كولبورن ومخططاته الجهنمية. فبالإضافة إلى السجل الذي دوّن فيه كولبورن أفكاره ومخططاته والمواد الكيماوية التي عُثِر عليها، تم العثور على نسخة من كتاب «كفاحي» لمؤلفه أدولف هتلر، زعيم الحزب الألماني النازي خلال الحرب العالمية الثانية، كما عُثِر أيضاً ضمن أوراق كولبورن على منشورات احتفظ بها من إصدار الحزب القومي البريطاني المتطرف. وكان كولبورن انتسب لهذا الحزب، لكن والدته حضته على تقديم استقالته منه.
مشاركة :