تلقي أزمة مستمرة منذ ثمانية أشهر فيما يتعلق بوقف تحليق الطائرة بوينج 737 ماكس وتأخيرات صناعية واسعة النطاق بظلالها على معرض دبي للطيران المقرر الأسبوع المقبل، حيث تراجع بعض شركات الطيران خطط أساطيلها بينما يبحث آخرون عن صفقات بأسعار بخسة. المعرض الذي يقام كل عامين فرصة مهمة على الصعيدين المدني والعسكري لعرض تشكيلة متنوعة من المنتجات بدءا من الطائرات الضخمة إلى الطائرات الحربية المسيرة، لكن مندوبين وصلوا لحضور الحدث الذي يقام بين 17 و21 نوفمبر تشرين الثاني قالوا إنه يواجه تساؤلات متزايدة فيما يتعلق بالطلب وقدرات الموردين المستنزَفين. وسيكون في صدارة اهتماماتهم وقف تحليق الطائرة 737 ماكس على مستوى العالم في أعقاب حادثي تحطم داميين. ويعتقد المستثمرون الذين دفعوا أسهم بوينج للارتفاع أن شركة صناعة الطائرات تتخطى الأزمة بعد وقف التحليق الذي استمر ثمانية أشهر، إذ تتوقع الشركة رحلات تجارية للطراز في يناير كانون الثاني. لكنها تواجه مأزقا فيما يتعلق بتكدس سجل الطائرات التي لم تسلم بعد، وهو ما قد يستغرق تصريفه ما بين عام وعامين. وتتوقع فلاي دبي المملوكة للحكومة أن يتقلص أسطولها بمقدار الثلث هذا العام، مما يلقي الضوء على تكلفة وقف التحليق على أكبر عملاء ماكس خارج الولايات المتحدة. وقال ريتشارد أبو العافية المحلل لدى تيل جروب "فلاي دبي لديها طموحات كبيرة للغاية... بالنظر إلى حجم تلك الطموحات، فليس بوسعهم سوى الانتظار والترقب شأنهم شأن غيرهم." وفي وقت سابق هذا العام، فقدت بوينج زبونا محتملا لماكس، إذ تخلت طيران أديل السعودية للرحلات منخفضة التكلفة عن طلب شراء أولي. ويقول خبراء إن إحباطات شركات الطيران حيال مصنعي الطائرات والمحركات قد تربك أيضا خطط كبرى شركات تصنيع الطائرات في العالم الطامحة في الفوز بتعهدات طلب شراء. وستمنح أضخم مناسبة لقطاع الطيران في الشرق الأوسط إيرباص وبوينج فرصة للتواصل مع بعض أهم عملائهما الذين هددوا بالانسحاب من صفقات بالمليارات. ويواجه الصانعون مصاعب لتسليم الطائرات في الميعاد، مما يضطر شركات الطيران لتأجيل خطط توسع، بينما تتسبب محركات بعض الطائرات باستمرار في مشكلات للناقلات. وقال منير كزبري العضو المنتدب لنوفوس أفييشن كابيتال "تبدو هذه مشكلة نظامية واسعة النطاق. "نتيجة لذلك، نرى توترا في العلاقة بين شركات الطيران ومصنعي الطائرات والمحركات." وأصدرت طيران الإمارات في دبي، وهي إلى حد بعيد كبرى شركات الطيران بالمنطقة، تحذيرا صارما لمصنعي الطائرات والمحركات. فهي لن تستلم مجددا طائرات لا تتفق مع توقعاتها للأداء، مما يزيد الشكوك حيال طلبيات شراء معلقة بقيمة 35 مليار دولار. وستسعى إيرباص وبوينج وصناع المحركات إلى تهدئة المخاوف لدى إتمامهم مبيعات طائرات مع طيران الإمارات، والتي تتطلع أيضا إلى تقليص حجم طلب شراء للطائرة بوينج 777إكس. وتعتبر إيراباص قريبة من طلب شراء نهائي لطائرات من طرازي إيه330 نيو وإيه350، بينما تستهدف بوينج إنقاذ طلب أولي لطائرات من طراز 787. ضغط خليجي لكن مصادر بالصناعة تقول إن العربية للطيران قد تخطف الأضواء بالمعرض، إذ تعتزم طلب شراء ما يصل إلى 120 طائرة إيرباص. وتخوض طيران الجزيرة الكويتية مفاوضات مع إيرباص وبوينج بشأن 24 طائرة تقريبا. وتميزت النسخ السابقة من المعرض بصفقات ضخمة، كانت تتصدرها عادة طيران الإمارات، إذ أعادت الناقلات الخليجية رسم خريطة الطيران لتتمحور حول مراكز عملياتها التي تتسم بقدرات فائقة على الربط. لكن نموذج الخليج كمركز عمليات يخضع لضغط متزايد في ظل تباطؤ نمو كبرى شركات الطيران بالمنطقة والذي كان يوما ما سريعا للغاية. وقال ديوجينيس بابيوميتيس مدير البرنامج العالمي للطيران التجاري لدى فروست آند سوليفان "مازالت السوق ضعيفة بالنسبة لجميع شركات الطيران بالمنطقة.. سنرى مزيدا من الانخفاض، بين اثنين وثلاثة بالمئة، في أعداد الركاب للعام بأكمله.
مشاركة :