بيروت - «الخليج»، وكالات تجددت التظاهرات في لبنان، أمس الجمعة، بالتزامن مع إطلاق المستشفيات الخاصة لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات تحذيراً من خطورة عدم تمكنها من تأمين المستلزمات والمواد والأدوات الطبية للاستمرار في العمل، فيما أثارت تسريبات حول احتمال تكليف الوزير السابق محمد الصفدي رئاسة الحكومة الجديدة غضب وسخرية المتظاهرين. وشهدت مناطق عدة إغلاقاً لبعض الطرق ومواجهات مع الجيش الذي تمكن من فتحها بالقوة، فيما استمر إقفال المصارف رغم فتح العديد من المدارس والجامعات والمؤسسات أبوابها. وأغلق محتجون مثلث خلدة جنوب بيروت بالإطارات المشتعلة والطريق الدولي بين بيروت والبقاع في منطقة عاليه بالاتجاهين. واستمر إغلاق العديد من الطرق ضمن نطاق منطقة البقاع في مدينة زحلة وبلدتي سعدنايل وتعلبايا، حيث حدثت مواجهات مع الجيش الليلة قبل الماضية عندما حاول فتح الطرق. وشهدت مدينة طرابلس ومنطقة عكار اعتصامات أمام المدارس والمؤسسات العامة التي فتحت أبوابها جزئياً فيما واصل موظفو شركتي الاتصالات «الفا» و«تاتش» إضرابهم المفتوح لليوم الرابع على التوالي. وأثارت تسريبات حول احتمال تكليف الوزير السابق محمد الصفدي رئاسة الحكومة اللبنانية غضب وسخرية المتظاهرين الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل متهمين إياها بالفساد وبالعجز عن حل الأزمات المعيشية. وسرعان ما أثارت التقارير غضب المتظاهرين في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فاتهموا السلطات بعدم أخذهم على محمل الجد. وتناقل الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للصفدي كتب عليها «هل تستهزئون بنا؟». وتظاهر العشرات ليلاً في بيروت وطرابلس (شمالاً) احتجاجاً على تسميته. وأعاد متظاهرون أمس قطع الطرق في بعض المناطق، واعتصم العشرات أمام أحد مخافر بيروت احتجاجاً على توقيف ناشطين اثنين قبل أن يتم إطلاق سراحهما. وكانت القوى الأمنية أوقفت خلال الأيام الماضية متظاهرين عدة قبل أن تعود وتطلق سراحهم، وقد بدا على اثنين منهم على الأقل أثار ضرب. وأطلقت المستشفيات الخاصة اللبنانية لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات تحذيراً من خطورة عدم تمكنها من تأمين المستلزمات والمواد والأدوات الطبية للاستمرار بالعمل، مشيرة إلى أنها توقفت أمس الجمعة عن تقديم كل الخدمات الصحية والطبية ما عدا الحالات الطارئة. وقال نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان الدكتور سليمان هارون إن «هذا التحرك تحذيري لدق ناقوس الخطر وليس إضراباً فالمستشفيات لا يمكن أن تضرب ولجأنا إلى هذا الخيار بعدما استنفدنا كل الاتصالات مع الجهات المعنية في الدولة ولم نلق حلولا». ورأى أنه إذا تشكلت حكومة قريباً في لبنان فإنه يجب أن يكون من أولوياتها جدولة وتسديد المستحقات للمستشفيات تفادياً لانهيار كل النظام الصحي، مشيراً إلى أن المستشفيات حصلت على سلف من المصارف لتأمين ما تحتاج إليه وعليها تسديد مستحقاتها إضافة إلى تعويضات ورواتب موظفيها. كما لفت رئيس نقابة موظفي المصارف أسد خوري إلى أن إضراب موظفي المصارف مستمر حتى يحصل أمر من اثنين، إما أن تؤمن وزارة الداخلية حماية لنا وإما أن يصدر آلية عملانية نتعاطى بها مع الناس على أن تكون هذه الآلية معلنة، معتبراً أنه وعبر الإضراب نؤثر مباشرة في الناس ولكن إذا لم نقم بذلك فإنه من المؤكد أنه ستراق الدماء في المصارف نتيجة ما شهدناه في الأيام التي فتحنا بها أبواب المصارف، وقال: ما قمنا به هو أننا وضعنا الجميع أمام مسؤولياتهم من حاكم مصرف لبنان إلى جمعية المصارف وصولاً إلى السلطة السياسية.
مشاركة :