أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، يولي اهتماماً كبيراً لقطاع الآثار والمكتشفات الأثرية، إيماناً من سموه بأن الثقافة فعل متكامل يجب عدم إغفال أي جزء منه حتى تتشكل المعرفة الحقيقية لدى أفراد المجتمع؛ إذ سجلت ثمانينات القرن الماضي حضور أول بعثة استكشافية لإمارة الشارقة، وساعدت استكشافاتها الأثرية في تدوين الفترة التاريخية لأول وجود بشري في المنطقة.جاء ذلك لدى افتتاح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ممثلاً عن صاحب السمو حاكم الشارقة، معرض «آثار الشارقة»، تحت عنوان «الثقافة والهوية لتراث الشارقة الأثري»، مساء أمس الأول، الذي تستضيفه قاعات المتحف الوطني للآثار في العاصمة البرتغالية لشبونة، ويضم 150 قطعة أثرية، وتنظمه هيئة الشارقة للآثار بالتعاون مع معهد الآثار في جامعة نوفا لشبونة، حتى أبريل المقبل.أوضح رئيس مجلس الشارقة للإعلام أن ما يقدم في المعرض، يعكس مدى الغنى الآثاري المهم للشارقة، الذي يشكل توليفة متميزة لقطع أثرية من عصور زمنية مختلفة تمتد لأكثر من 800 ألف سنة، ويثبت تاريخ الاستيطان البشري للمنطقة ويبرز الحضارات التي مرت عليها ونشأت فيها.ودعا الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي كل أفراد المجتمع البرتغالي لزيارة المعرض من أجل الوقوف بشكل حي ومباشر على تجارب إنسانية تاريخية من منطقة تقع في قلب جزيرة العرب، كي يتعرفوا إليها عن قرب ويكتشفوا أسرارها وتاريخها. وقدم خالص شكره وتقديره لإدارة المتحف الوطني للآثار في لشبونة على احتضانها للمعرض، وإدارة جامعة نوفا البرتغالية على حفاوة الاستقبال وحسن الضيافة والتنظيم، مثنياً على جهود هيئة الشارقة للآثار في إقامة الشراكات وتبادل الخبرات مع مختلف المؤسسات البحثية والاستكشافية الأكاديمية حول العالم.حضرت حفل الافتتاح د. جراسا فونسيكا وزيرة الثقافة البرتغالية، وموسى عبد الواحد الخاجة، سفير الإمارات لدى البرتغال، وعدد من السفراء العرب لدى البرتغال، وأنطونيو كرفاليو مدير المتحف الوطني للآثار، ود. فرانسيسكو كاراميلو مدير كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة لشبونة، وممثلين من وزارة الثقافة البرتغالية والمؤسسات العسكرية البرتغالية. وضم وفد الشارقة المرافق للشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، د. صباح عبود جاسم مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وطارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وحسن يعقوب المنصوري أمين عام مجلس الشارقة للإعلام. تعزيز التعاون تأتي إقامة المعرض بناء على تفعيل مذكرة التفاهم التي أبرمت بين الطرفين المنظمين في وقت سابق، وتهدف إلى تعزيز أواصر التعاون في مجال التنقيبات الأثرية، وتبادل الخبرات والبحث العلمي المشترك.وتجول الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رفقة كبار المسؤولين البرتغاليين وأعضاء وفد إمارة الشارقة، بعد مراسم الافتتاح الرسمية في ردهات المعرض الذي ضم نماذج مختارة من المكتشفات الأثرية في مواقع الشارقة، والتي تمثل فترات حضارية مختلفة، بدءاً من العصور الحجرية، مروراً بعصور ما قبل التاريخ، والبرونزي، والحديدي والفترة الهلنستية، وفترة ما قبل الإسلام، وصولاً للعصر الإسلامي.ويتيح المعرض أمام الجمهور البرتغالي والسائحين والمهتمين والمنشغلين بالآثار، فرصة التعرف إلى التراث الثقافي والآثاري لإمارة الشارقة بين الحاضر والماضي، ويشتمل قسما الشارقة والبرتغال، على معلومات حول المكتشفات الأثرية في الشارقة والتي عثرت عليها البعثة البرتغالية من جامعة نوفا.وفي إحدى القاعات استعرض القائمون على المعرض أمام الحضور، أهم المكتشفات الأثرية التي تعود للفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد، والقرن الثالث الميلادي، والتي تعرف بفترة ما قبل الإسلام، والفترة الإسلامية التي تمتد من العصر العباسي إلى وقتنا الحاضر. ومثلت الفترة الإسلامية قطع أثرية مكتشفة في دبا الحصن وخورفكان واللؤلؤية والذيد وكلباء. أما فترة ما قبل الإسلام المعروضة في ذات القاعة، فقد مثلتها مكتشفات أثرية من مليحة، تعود لحقبة تاريخية مهمة من تاريخ جزيرة العرب، ضمت جرار الأمفورا من جزيرة رودس، وجرة فخارية كبيرة مستوردة من جنوبي إسبانيا، إضافة إلى مجموعة مهمة من مكتشفات دبا الحصن.وعرج بعدها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي وحضور الافتتاح على قاعة المعرض الثالثة التي حملت عنوان «زمن الشروق»، وفيها اطلعوا على معروضات أثرية من العصور الحديدية والبرونزية والحجرية، ومن بين ما تم عرضه فأس حجرية آشولية تعود للعصر الحجري القديم وتم اكتشافها في موقع سهيلة الأثري بمدينة الذيد.ودون الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، كلمة شكر في السجل الذهبي لكبار زوار المتحف. ويعد المعرض نافذة إنسانية حضارية ثقافية جديدة تفتحها إمارة الشارقة لتُطل عبرها على العالم، مقدمة تراثها وآثارها وتاريخها عبر شراكات معرفية أكاديمية، محققة بذلك تطلعاتها لمحاورة الآخر وتعريفه بها. علاقة فريدة أكدت د.جراسا فونسيكا، حرص بلادها ومؤسساتها المختلفة على تبني مثل هذه المبادرات الخلاقة، والتي تسهم في تحقيق التقارب الفكري والإنساني بين الشعوب. وقالت: «للشارقة وحاكمها مكانة خاصة لدينا، والسمعة التي حققتها هذه الإمارة قادتها إلى أن تتبوأ مراكز ثقافية عالمية، واستطاعت أن تبني لها علاقة فريدة بمختلف بلدان العالم، بعيداً عن الدبلوماسية السياسية، ونحن سعداء أن نوجد في هذا المعرض الغني بالمعرفة، فالكنوز المعروضة فيه هي مصدر فخر واعتزاز للبعثات الاستكشافية، ونشكركم على إتاحة الفرصة لنا بالاطلاع عليها».
مشاركة :