تعهد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الجمعة، بأنه ”سيضمن بالتأكيد” ألا تمدد حكومته المرحلة الانتقالية للخروج من الاتحاد الأوروبي بريكست قبل نهاية العام وذلك في محاولة لتعزيز خزّانه الانتخابي ومغازلة خزانات أخرى تشارك المحافظين رؤيتهم حيال مغادرة المملكة للتكتل الأوروبي على غرار حزب بريكست. وبالرغم من أنه لم يحسم أمر بريكست بعد إلا أن جونسون أكد “لا أريد أي تمديد. إذا نجحنا في الحصول على أغلبية فاعلة فكل ما نحتاجه هو تسعة مقاعد أخرى ثم يمكننا قطعا أن نضمن” عدم السعي لتمديد المرحلة الانتقالية. ويأتي تعهد جونسون في وقت تحصل فيه على هدية في مستهل حملته الانتخابية من حزب بريكست إذ تعهد زعيمه نايجل فاراج بعدم مزاحمة المحافظين على مقاعدهم في 300 دائرة انتخابية فاز فيها رفاق جونسون في انتخابات 2017. وكان التهديد الذي يمثله حزب “بريكست” لجونسون أحد أكثر جوانب الانتخابات غموضا. وأحدث فاراج تحولا في السياسة البريطانية، خلال العقد الماضي، من خلال اجتذاب ناخبين مؤيدين لحزب المحافظين، مما أرغم رؤساء حكومات متعاقبين على اتخاذ مواقف صارمة من أوروبا لم يسبق لها مثيل. وبالرغم من أن الأيام الماضية حملت معها اتهامات من حزب بريكست للمحافظين مفادها أنهم مارسوا ضغوطات على مرشحيهم لسحب ترشحاتهم إلا أنها لم تؤثر على تعهدات الحزب السابقة وهو ما يعود بالنفع على حظوظ جونسون. وقال نايجل فاراج اليوم، الخميس، إن حزب المحافظين تعهد بتوفير وظائف لمرشحين منافسين في الانتخابات في محاولة لإقناعهم بالتنازل ومنح الحزب فرصة أفضل للفوز. وأضاف أنه لا يلقي باللائمة على جونسون بشكل شخصي، لكنه يتهم مستشارا كبيرا “بدعوة مرشحي حزب بريكست ليعرض عليهم وظائف إذا ما انسحبوا”. وأكد فاراج في تغريدة على تويتر إن “النظام فاسد ومنهار” في خضم تنامي نزاع بين أحزاب التيار اليميني، والموالية للخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكست” قبل إجراء انتخابات عامة في 12 ديسمبر المقبل. وقد أعقبت خطوة فاراج المتمثلة في سحب ترشيح مرشحين من حزبه في دوائر انتخابية تعد من معاقل المحافظين، دعوة صريحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجهها إلى جونسون وزعيم حزب بريكست طالب فيها الاثنين بالتعاون من أجل تنفيذ بريكست في خطوة رأى فيها حزب العمال تدخلا في الانتخابات البريطانية. واعتبر آنذاك ترامب أن الصفقة التي توصل إليها جونسون مع الأوروبيين لا تتيح لبريطانيا فرصة إبرام اتفاق تجارة حر مع الولايات المتحدة الأميركية. ومن المنتظر أن تكون الانتخابات العامة التي ستجري في ديسمبر بمثابة الفرصة الأخيرة للمحافظين لتنفيذ وعودهم بإخراج المملكة من التكتل الأوروبي وكسر جمود تنفيذ بريكست. ويشكل بريكست أبرز مواضيع الحملات الانتخابية في لندن الخلافية، وقد حض الساعون لإبقاء بريطانيا في التكتل على عدم فقدان الأمل في دعوة ضمنية للناخبين إلى التصويت لهم وعدم السماح بخروج المملكة من التكتل. وقبل أقل من شهر عن الانتخابات العامة في بريطانيا يتعهد حزب العمال الذي يتزعمه جيريمي كوربين بأنه في حال فوزه سيقوم باستفتاء جديد بشأن عملية مغادرة المملكة للتكتل أو إعادة التفاوض مع الأوروبيين. وفي الجهة المقابلة يقول حزب الليبراليين الديمقراطيين إنه سيسعى إلى منع بريكست والتخلي عن فكرة الخروج وهو أحد أبرز الأحزاب المؤيدة لبروكسل، بينما يؤكد المحافظون الذين يقودهم جونسون على أن تنفيذ بريكست سيتم في حال تمكنوا من الحصول على أغلبية داخل مجلس العموم بعد فشل زعيمهم في تمرير الاتفاق الذي توصل إليه مع الأوروبيين بالرغم من انتزاعه الموافقة المبدئية عليه من البرلمان السابق.
مشاركة :