شهد العراق أمس «جمعة صمود»، حيث افترش المحتجون الساحات في بغداد وغيرها من المناطق ولا سيما في الجنوب، على الرغم من العنف الذي سجل على مدى الأسابيع الماضية، والذي أدى إلى سقوط أكثر من 300 قتيل. والخميس سقط 4 قتلى من المحتجين على الأقل في بغداد، فيما شهدت مدينة النجف إضراباً عاماً. ووقف عدد من المحتجين بأقنعتهم وخوذهم وملابسهم الملطخة بالدماء والغبار، فوق الحواجز المنصوبة في العاصمة العراقية بغداد، وهم يهتفون بسقوط الحكومة، مؤكدين أنهم باقون حتى لو استمرت الانتفاضة 40 عاماً. وقال حسين وهو متظاهر ارتدى اسطوانة غاز مسيل للدموع فارغة حول عنقه: «نحن الشبان فاض بنا الكيل والأوضاع ليست عظيمة. ليست لدينا وظائف ولا رواتب... لن نرحل.. حتى لو استمر ذلك 40 عاما»وعلى الرغم من مقتل أكثر من 300 متظاهر حتى الآن في تصدي قوات الأمن للمظاهرات السلمية في أغلبها بإطلاق الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على أجساد المتظاهرين، يتمسك هؤلاء بالبقاء في الساحات. يذكر أن جيلاً من الشبان الرازح تحت وطأة البطالة المتفشية والنخبة السياسية الموصومة بالفساد وأعوام من الصراع المسلح هيمن على المظاهرات المستمرة منذ شهر ونصف في العراق. فعلى الرغم من الثروة النفطية العراقية، يعيش العديد من العراقيين في فقر مدقع ولا يحصلون على ما يكفيهم من المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. وفي حين اتخذ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات، التي تشكل أعقد تحد للنخبة الحاكمة منذ عام 2003. وشملت المبادرات تقديم مساعدات مالية للفقراء وإتاحة المزيد من الوظائف لخريجي الجامعات.إلا أن تلك المبادرات فشلت في مواكبة المطالب المتزايدة للمتظاهرين الذين يطالبون الآن بهدم نظام تقاسم السلطة الطائفي في العراق ورحيل الزعماء الذين يعتبرونهم فاسدين. وفي هذا السياق، قال أحد المحتجين ويدعى محمد سعيد ياسين: ليس لدينا أي شيء... لا مدارس ولا مستشفيات مقبولة. لا ثروة للأمة. الساسة لا يعرفون سوى السرقة وهم يسرقون منا... علينا أن نتخلص من هؤلاء المسؤولين الفاسدين. من دون ذلك، لن يكون هناك حل.
مشاركة :