قال الدكتور دوري جولد، رئيس معهد القدس للعلاقات العامة، إن التهديد الإيراني هو خطر محدق بدول الشرق الأوسط أكثر من أي مكان آخر في العالم، ففي المقام الأول إيران تدعم جماعات مسلحة عبر قاسم سليماني الناشط من اليمن إلى العراق وسورية ويحاول مساعدتها في بناء قدراتها المسلحة عبر الأموال ومدها بالقدرات التكنولوجية. وكمسار آخر، تقوم إيران بتحمل كل الضغوطات والمصاعب في سبيل امتلاك سلاح نووي يسبب قلقاً للمنطقة لأنه سيكون بيد دولة تدعم الإرهاب وليس بيد دولة مسالمة «كبلجيكا» وأفاد د. جولد لـ»الرياض»: إن إيران في وسط كل الظروف تحاول أن تستمر ببناء هذه القدرات، ورغم أن الولايات المتحدة تساعد منطقة الشرق الأوسط أكثر من أي بلد آخر لمواجهة مخاطر إيران، إلا أن المنطقة لا تزال بحاجة للكثير من الجهد لإبطال مفعول الخطر الإيراني، الذي يسعى لمحاصرة كل بلد مستقر في المنطقة بجملة من الأخطار والميليشيات، إذ تخزن إيران في بلد استراتيجي ومهم كالعراق آلاف الصواريخ، وما تخطط له إيران على المدى الطويل بينما تعاني اقتصادياً وأمنياً في الداخل، هو استهداف أمن المنطقة وقوتها الاستراتيجية مثل النفط، والمدن المستقرة والمتطورة، عبر زراعة كيانات مثل حزب الله في لبنان وسورية والجماعات المرتبطة بإيران في العراق وربط الجماعة الحوثية في اليمن بها. ويشرح جولد موقف الولايات المتحدة تجاه إيران قائلاُ «الولايات المتحدة، مثلما نرى فيها نظام سياسي يمكّن أشخاص مثل -الهان عمر- و -رشيدة طليب- من الوصول إلى سدة أخذ القرار ما يحرف مواقف الولايات المتحدة في بعض الملفات باتجاه آخر ينافي سياساتها، والمشكلة أن تضارب السياسات الميركية تخلق أحياناً هامش أكبر، وقد يكبر مع الوقت لمثل هؤلاء في السياسة الأميركية». ويشير د. جولد إلى أن الخطة التي تحتاجها المنطقة تجاه الأخطار المحدقة والتي تتعاظم مثل الخطر الإيراني، يجب أن توضع في قلب الشرق الأوسط ويتم الضغط في الولايات المتحدة بشكل غير منفرد لتحقيقها، بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني بالطبع لا يكفي، ولكن هناك أصوات كثيرة متضاربة ومتعارضة تصل الى واشنطن تجاه ما يريده فعلاً الشرق الأوسط تجاه إيران، وهناك من يخوض حملات علاقات عامة جدية وحثيثة لصالح إيران في أميركا وهناك من بين دول المنطقة من يخبر الأميركيين أن تخفيف الضغط على إيران هو من صالح المنطقة وهذه الرسائل السلبية في نهاية المطاف ستؤثر بجزء من الأميركيين. ويقول، الرأي العام الأميركي يصنع الكثير من التغيير، فهو من ينتخب السياسيين ويغيّرهم ويختار أجندتهم السياسية، ولذلك نقول إن السلام العلني والصوت الواحد في أميركا سيؤثر في الرأي العام الأميركي وسيقلب الطاولة على إيران ومن يروجون لها وللجماعات المسلحة التي تدعمهم لمحاصرة المنطقة بينما تبني إيران نفسها لتصبح دولة نووية. مفيداً بأن مفتاح استقرار الشرق الأوسط، هو بناء قوة ردع، ستدفع الدول التي تحاول تهديد مصالح الاستقرار في المنطقة للتفكير مراراً قبل أن تحاول الاعتداء على أي دولة، وهو أمر شبيه بالحاجة التي قادت الولايات المتحدة إلى تأسيس حلف الناتو الذي جمعت فيه فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا، ودول أخرى جعلت روسيا تتردد كثيراً قبل أن تعتدي على أوروبا، وتباعاً ضعفت قدرة روسيا على شن أي اعتداء في أوروبا الى أن تبددت هذه القدرة تقريباً. ويقول د. جولد، عن تاريخ السعودية في دعم الفلسطينيين، السعودية كانت الداعم الأول للانتفاضة الفلسطينية الثانية حيث كان يأتي 70 بالمئة من دعم الانتفاضة الثانية من السعودية.
مشاركة :