حدث في مثل هذا اليوم: ذكرى رحيل الروائي المبدع محمد شكري

  • 11/16/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا الشهر من 15 نوفمبر 2003 رحل عن دنيانا الروائي محمد شكري، كاتب مغربي، ولد في 15 يوليو 1935, في مدينة بني شيكار في المغرب العربي، عرف في المغرب العربي بكتاباته عن السير الذاتية، كما اشتهر بصداقاته الواسعة في المغرب. قام والده ببيعه كسلعة لتاجر ومدمن حشيش، لكن شكري هرب من المنزل وبدأ بالاعتماد على نفسه لكسب رزقه، لكنه انجرف وتورط في بعض الجرائم الصغيرة وبعض الأعمال الوضيعة والمخلة بالقوانين. عمله الرئيسي والأشهر في مسيرته هو الخبز الحافي، والذي ترجمه باول بولز إلى الانكليزية لأول مرة تحت عنوان For Bread Alone ونشرت لأول مرة باللغة الانكليزية عام 1973, تم ترجمة هذه المذكرات التي تتحدث بصدق وشفافية عن حياته وحقيقة شبابه، إلى العديد من اللغات، لكن لم تنشر باللغة العربية حتى عام 1982, وكانت ممنوعة في المغرب العربي حتى عام 2001. كان أب شكري جنديا فَرَّ من الجيش الإسباني، وكان يقيد ابنه عند شجرة، ويضربه بحزام جلدي، وفي يوم أخذته نوبة غضب، فخنق أخا لشكري حتى تسبب في قتله. لقد قص شكري في الخبز الحافي هذه الحكاية وما كان يكنه في نفسه من حقد على أبيه، وفعل الشيء ذاته بصيغة مباشرة ومُعرِّيَّةٍ مع من يتحدث عنهم في وجوه من مومسات غرناطة علال؛ الابن الذي تآمر علي أبيه المسن كي يمنعه من الزواج مجددا وألا يتقاسم إرثه مع أحد غيره. ولد محمد شكري في سنة 1935م، في آيت شيكر في إقليم الناظور شمال المغرب. ولقد عاش طفولة صعبة وقاسية في قريته الواقعة في سلسلة جبال الريف، ثم في مدينة طنجة التي نزح إليها مع أسرته الفقيرة سنة 1942م. وصل شكري إلى مدينة طنجة ولم يكن يتكلم بعد العربية لأن لغته الأم كانت هي اللغة الأمازيغية (تريفيت)، وعملَ كصبي مقهى وهو دون العاشرة، ثم عمِلَ حمّالاً، فبائع جرائد وماسح أحذية ثم اشتغل بعد ذلك بائعًا للسجائر المهربة. وانتقلت أسرته إلى مدينة تطوان لكن هذا الشاب الأمازيغي سرعان ما عاد وحده إلى طنجة. لم يتعلم شكري القراءة والكتابة إلا وهو ابن العشرين. ففي سنة 1955م قرر الرحيل بعيدًا عن العالم السفلي وواقع التسكع والتهريب والسجون الذي كان غارقًا فيه ودخل المدرسة في مدينة العرائش ثم تخرج بعد ذلك ليشتغل في سلك التعليم. في سنة 1966م نُشِرَت قصته الأولى العنف على الشاطئ في مجلة الآداب اللبنانية. وبعد أن حصل شكري على التقاعد النسبي تفرغ تمامًا للكتابة الأدبية. وتوالت بعد ذلك كتاباته في الظهور. اشتغل محمد شكري في المجال الإذاعي من خلال برامج ثقافية كان يعدها ويقدمها في اذاعة طنجة، وخصوصا في برنامجه الشهير شكري يتحدث. وعاش شكري في طنجة لمدة طويلة ولم يفارقها إلا لفترات زمنية قصيرة. ثم توفي في 15 نوفمبر 2003 بسبب مرض السرطان. ولم يتزوج محمد شكري طوال حياته. «ومن أقواله ‘لكي أصبح أبا لابن عليّ أن أتزوج. لقد عزفت عن الزواج لأني أخشى أن أمارس على من ألد نفس التسلط والقهر اللذين مورسا عليّ. لهذا أنا أخشى أن يكون لي مولود.. فأنا لا أثق في نفسي»، حفلت نصوص محمد شكري بصور الأشياء اليومية وبتفاصيلها الواقعية وتمنحها حيزًا شعريًا واسعًا، على عكس النصوص التي تقوم بإعادة صياغة أفكار أو قيم معينة بأنماط شعرية معينة. شخصيات شكري وفضاءات نصوصه ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمعيش اليومي. ويعتبر شكري «العالم الهامشي» أو «العالم السفلي» قضية للكتابة، فكتاباته تكشف للقارئ عوالم مسكوت عنها، كعالم البغايا والسكارى والمجون والأزقة الهامشية الفقيرة، وتتطرق لموضوعات «محرمة» في الكتابة الأدبية العربية وبخاصة في روايته الخبز الحافي أو الكتاب الملعون كما يسميها محمد شكري. تحتل مدينة طنجة حيزًا مهمًّا ضمن كتابته، فقد كتب عن وجوهها المنسية وظلمتها وعالمها الهامشي الذي كان ينتمي إليه في يوم من الأيام. له الكثير من الاعمال البارزة مثل: * السيرة الذاتية (3 أجزاء) الخبز الحافي زمن الاخطاء الشطار وجوه. مجنون الورد الخيمة السوق الداخلي مسرحية السعادة غواية الشحرور الأبيض بالإضافة إلى مذكراته مع جان جنيه، بول بولز، وتينيسي وليامز

مشاركة :