ساعات، ويتم الإعلان عن النطاق السعري للطرح الأضخم عالميا لعملاق النفط السعودي “أرامكو” صباح غد الأحد، وسيكون في نفس الوقت موعداً لانطلاق اكتتاب الأفراد، فيما سيكون الإعلان الرسمي عن سعر الطرح للأسهم في الخامس من ديسمبر المقبل. وأعلنت البنوك أنها ستمدد ساعات العمل خلال فترة الاكتتاب. ويبلغ إجمالي عدد أسهم أرامكو 200 مليار سهم، من دون قيمة اسمية ، وتستهدف تخصيص 0.5 % كحد أعلى من إجمالي أسهمها لشريحة المكتتبين الأفراد أي ما يعادل مليار سهم. ويعد الاكتتاب العام الأولي لأرامكو هو الأكبر في العالم على الإطلاق؛ إذ تقدر القيمة السوقية بأكثر من تريليوني دولار حسب التوقعات، كما أنه حجر الزاوية في الخطط الجديدة لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، وتنويع موارد أكبر اقتصاد عربي وتقليص اعتماده على إيرادات النفط وفق برنامج التحول للاقتصاد السعودي الواعد. ويتوقع خبرء السوق المالية أن يتجاوز الاكتتاب حجم الطرح بنسبة كبيرة؛ لكونها فرصة ذهبية للاستثمار في سهم سيحقق مكاسب على المدى البعيد مستندا إلى الملاءة المالية للشركة التي تعد أعلى الشركات النفطية ربحية وأكدت وكالة “ستاندرد آند بورز” للتصنيفات الائتمانية، أن إدراج أرامكو السعودية الوشيك في سوق الأسهم المحلية سيسهم في تقوية صافي مركز الأصول المالية السعودية، وستسهم حصيلة الاكتتاب في رفع معدل النمو الاقتصادي للمملكة في المدى الطويل. وقالت الوكالة التي تصنف اقتصاد المملكة عند( A-/A-2 مع نظرة مستقبلية مستقرة) أن الجانب الأكبر من حصيلة الأموال سيؤول إلى صندوق الاستثمارات العامة، مما يعزز صافي مركز الأصول المالية القوي بالفعل والبالغ 72.7% من الناتج المحلي الإجمالي ، وستعزز معدلات النمو على مدى أفق تصنيفنا الممتد لثلاث سنوات. سجل الأوامر والنطاق السعري إلى ذلك قالت نشرة إرشادات بنكية: إن من المقرر بدء فترة بناء سجل الأوامر للطرح اعتبارا من السابع عشر من الشهر الجاري، وسيستمر حتى الرابع من ديسمبر المقبل، وعليه سيكون اكتتاب الأفراد بناءً على النطاق السعري الأعلى الذي سيتم الإعلان عنه حينها، فيما سينتهي الاكتتاب في الـ28 من الشهر الجاري ، بمعنى أن السعر الذي سيكتتب به في أرامكو ليس هو نفسه السعر النهائي، بل الحد الأقصى الذي يمكن أن يصل إليه السعر. فمن المعتاد أن يبدأ اكتتاب الأفراد بعد تحديد السعر النهائي، لكن في حالة أرامكو، يتم اكتتاب الأفراد بالتزامن مع عملية “بناء سجل الأوامر”، التي ينتج عنها السعر النهائي. ونظرا للتساؤلات الكثيرة حول هذه الآلية في تحديد السعر النهائي للسهم ، يوضح الخبراء أن الاكتتاب يبدأ بعملية “بناء سجل الأوامر”والدور الأهم فيها سيكون لمتعهدي التغطية، أي المؤسسات المالية التي عينتها أرامكو لتنفيذ الاكتتاب. وطبقا لذلك تبدأ الخطوة الأولى بتحديد نطاق سعري تحدده أرامكو بالتعاون مع البنوك، يتضمن حداً أقصى وحداً أدنى لسعر السهم، ثم يقوم متعهد التغطية بتسجيل اهتمام المستثمرين من خلال دعوة المؤسسات الكبرى لتقديم عروضها، ضمن النطاق السعري. وهكذا تقوم كل شركة أو مؤسسة مهتمة بتحديد الكمية التي تريدها، والسعر الذي ترغب فيه. ثم يقوم متعهد التغطية بتسجيل كل العروض والأسعار التي تلقاها لكي يحللها وبالتالي يكون قد بنى السجل بهذه الطريقة ، ويتعين على متعهد التغطية نشرُ تفاصيل جميع العروض التي تلقاها بهدف الشفافية. بعدها، يأتي وقت تحليل الأرقام للوصول إلى السعر النهائي الذي سيرضي الشركة والمستثمرين في آنٍ واحد. وسيكون هذا هو السعر النهائي للسهم في الاكتتاب الأولي. ويؤكد خبراء التداول أن هذه الآلية هي الأكثر استخداماً من قبل الشركات في الطروحات الأولية بدلاً من تحديد سعر ثابت قبل بدء فترة الاكتتاب ، وذلك بهدف رصد وتقييم مدى الإقبال من المستثمرين قبل الطرح. ولهذا السبب، يكتتب الأفراد عند الحد الأعلى للنطاق السعري الذي سيعلن في السابع عشر من نوفمبر، وفي حال كان سعر السهم النهائي أقل من ذلك، سيتم إعادة الفائض للمكتتبين. وإلى جانب رصد مستوى إقبال المستثمرين، يؤكد الخبراء أن دوافع استخدام “أرامكو” لهذه الطريقة في تحديد سعر السهم بناء على سجل الأوامر، يعود لسببين، أولهما حماية الأسهم من سماسرة المزايدات، حيث يعمد سماسرة المضاربة في بعض الأحيان إلى خفض سعر السهم من خلال الإحجام عن الاستثمار بشكل كبير في الاكتتاب، ثم الشراء بعد بدء التداول بأسعار منخفضة وكميات مفتوحة ، خاصة إذا كانت القيمة الفعلية للأسهم غير معلومة ، والسبب الثاني أن أرامكو تسعى إلى الاستفادة القصوى من الاكتتاب، لذلك ترغب في تحديد قيمة السهم بناءً على قاعدة العرض والطلب، وبالتالي تحدد سعر السهم الأقصى بناءً على الإقبال” ومن ثم يتم تحصيل قيمة الأسهم من المحفظة الاستثمارية في 5 ديسمبر بناءً على السعر المحدد. تقديرات غير رسمية وأشارت تقديرات سابقة لسيناريوهات سعرية غير رسمية، إلى احتمالات عدة، منها بلوغ سعر الاكتتاب في سهم “أرامكو” 37.5 ريال (10 دولارات) في حال إذا ما تم احتساب القيمة السوقية لـ”أرامكو” بنحو تريليوني دولار، فيما تشير توقعات الاحتمال الثاني إلى سعر طرح بقيمة 32.8 ريال (8.7 دولار) إذا تم تقييم القيمة السوقية عند 1.7 تريليون دولار. واكتتاب أرامكو الأكبر في تاريخ السوق السعودي والأكبر في التاريخ عالميا، كما ينتظر أن يشهد اكتتاب شركة “أرامكو” مشاركة واسعة لما تحظى به الشركة من سمعة وقيمة ولرغبة المستثمرين في تملك أسهم في أكبر شركة نفطية في العالم ، ومن شأن طرح الأسهم المجانية للمتداولين الذين يحتفظون بأسهمهم لأكثر من 180 يوما، تعزيز استقرار السوق، خصوصا وأن الأرباح باتت مضمونة بنسب تزيد على 10 % قبل البيع ، وستوفر البنوك السعودية السيولة اللازمة للمستثمرين الأكفاء عند الطرح، خصوصا وأن سعر سهم أرامكو مضمون في الربح والتداول.
مشاركة :