يسود هدوء حذر قطاع غزة بعد ليلة شهدت تبادلاً لإطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بعد اتفاق هش للتهدئة دخل حيز التنفيذ صباح أمس الأول، فقصفت الطائرات الإسرائيلية ليل الجمعة أهدافاً لحركة الجهاد ردت من خلالها على صواريخ أطلقت من القطاع. وجرح فلسطينيان في القصف الإسرائيلي الذي استهدف فجر أمس مواقع لحركة الجهاد، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. وبحسب الوزارة تم نقل الجريحين إلى مستشفى في جنوب القطاع المحاصر. من جهته، دان الجيش الإسرائيلي في بيان «انتهاك وقف إطلاق النار والصواريخ التي أطلقت» ضد إسرائيل، مؤكداً أنه «مستعد لمواصلة التحرك طالما أن ذلك ضروري ضد أي محاولة للمساس بالمدنيين الإسرائيليين». وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه قصف مجدداً أهدافاً لحركة الجهاد أمس في غزة في تطور يهدد اتفاق التهدئة. وقال الجيش الإسرائيلي في رسالة عبر تطبيق واتساب أنه ضرب ليلة الجمعة «أهدافا للجهاد في قطاع غزة». وفي المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود مع قطاع غزة، استأنف السكان أنشطتهم صباح أمس الذي يسبق عطلة السبت في الدولة العبرية، لكن المخاوف من تصعيد جديد بقيت قائمة. وفي قطاع غزة، حيث يعيش نحو مليوني نسمة في ظل حصار مستمر منذ أكثر من عقد، رحب كثير من السكان بعودة الهدوء النسبي، وبدا آخرون مشككين في الالتزام بالاتفاق. يقول طلال فطوم (43 عاماً) وهو من سكان مدينة غزة «ستستمر التهدئة الطرفان يريدان ذلك طبعا فالحرب مرعبة ولا نريد التصعيد لأن الناس تعبت». لكن ياسر عياد (26 عاماً) يبدو متشائماً ويتوقع فشل الهدنة بقوله إن «الهدنة ستفشل ونحن الشعب ندفع الثمن دائماً». وألغت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة «مسيرات العودة» التي تتنظم كل جمعة، لضمان الحفاظ على التهدئة. إلى ذلك، أصيب مصور صحفي فلسطيني أمس في عينه بعيار مطاطي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت جنوب الضفة الغربية المحتلة احتجاجاً على مصادرة أراضي فلسطينيين. وأصيب المصور الصحفي معاذ عمارنة بعيار مطاطي في عينه اليسرى، خلال توثيقه مواجهات اندلعت بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين في بلدة صوريف إلى الشمال الغربي من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. وظهر المصور عمارنة الذي يعمل لدى وكالة أنباء محلية في مقطع فيديو وصور متداولة والدماء تسيل من عينه قبل أن ينقل إلى مستشفى في مدينة الخليل. وأفاد مصور فرانس برس أن الجنود الإسرائيليين حاولوا قمع المتظاهرين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية. ورد الجنود على إلقاء المتظاهرون للحجارة بإطلاق الرصاص المطاطي باتجاههم، ما أدى إلى إصابة المصور الصحافي وشاب آخر في قدمه. ويحتج عشرات الفلسطينيين منذ أكثر من أسبوعين على قيام الجيش الإسرائيلي بمصادرة أراض تابعة للقرية. وتشهد عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة مواجهات بين الفلسطينيين الذين يحتجون على مصادرة أراضيهم وعناصر من الجيش الإسرائيلي. وعلى صعيد متصل، شهدت قرية كفر قدوم شمال الضفة الغربية مواجهات كتلك التي تشهدها كل يوم جمعة. وأشعل عشرات المحتجون من القرية الإطارات المطاطية التي أغلقوا بها الطريق الرئيسي في المنطقة الشرقية من القرية والمحاذية لمستوطنة قدوميم، بحسب ما أفاد مصور فرانس برس. وأضاف مصور الوكالة أن الجيش رد على إلقاء الحجارة بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، دون تسجيل إصابات. احتلت إسرائيل عام 1967 الضفة الغربية، حيث يعيش نحو 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات مبنية على أراضي الفلسطينيين الذين يناهز عددهم ثلاثة ملايين نسمة. من جانبها، أدانت الجزائر بشدة أمس، ما وصفته «الاعتداء الشنيع للاحتلال» الإسرائيلي على قطاع غزة، مما تسبب في سقوط العديد من «الشهداء والجرحى وسط السكان»، مجددة تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني «الشقيق». وقال عبد العزيز بن علي شريف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية إن بلاده تدين هذا التصعيد الخطير الذي يعد انتهاكاً جديداً للمواثيق والقوانين الدولية يرتكبه «الاحتلال الإسرائيلي»، وجدد الشريف، «تضامن الجزائر الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق»، مشيراً إلى مناشدتها «المجتمع الدولي أن يتدخل بشكل عاجل، بهدف وضع حد لهذه الهجمات الإجرامية المتكررة على الشعب الفلسطيني الأعزل».
مشاركة :