دمر سلاح الجو الليبي أهدافاً ومواقع للميليشيات المسلحة في منطقة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس. وأكد الإعلام الحربي الليبي تنفيذ سلاح الجو ثلاث ضربات جوية استهدفت مستودعات للذخيرة تتمركز فيها ميليشيا «البقرة» وميليشيات مسلحة أخرى منحدرة من مدينة مصراتة. ويعتمد الجيش الوطني الليبي على الضربات الجوية التي تنفذها الطائرات الحربية على مستودعات الذخائر والأسلحة التابعة للميليشيات المسلحة، ما أدى لاستنزاف قدرات المسلحين. وأشار الإعلام الحربي إلى أن قوات الجيش اقتحمت مرصداً للميليشيات في محور عين زارة بضواحي طرابلس، مؤكداً تمكن القوات من إلقاء القبض على عنصرين من المسلحين والقضاء على اثنين آخرين. وعلمت «الاتحاد» أن ألمانيا بصدد استضافة اجتماع لعدد من سفراء بعض الدول المشاركة في مؤتمر برلين المزمع تنظيمه قريباً، وذلك لبحث توحيد المواقف والتوصل لاتفاق حول بعض النقاط الخاصة بالعملية العسكرية للجيش الليبي في طرابلس. وقال مصدر مطلع إن الاجتماع المقرر سيكون منتصف الأسبوع المقبل لمواصلة التشاور، مؤكداً أن الاجتماع الذي عقد منذ أسابيع قليلة في برلين فشل في الوصول إلى أرضية مشتركة بين ممثلي الدول التي ستشارك في المؤتمر حول الأوضاع العسكرية بضواحي طرابلس. وتسعى ألمانيا خلال مؤتمر برلين حول ليبيا إلى الدعوة لوقف إطلاق نار غير مشروط في طرابلس دون وضع ضمانات، لنزع سلاح الميليشيات المسلحة في العاصمة وتسليم أسلحتها مقابل دعم الدول لدعوات وقف إطلاق النار بشكل كامل. بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي على التكبالي لـ«الاتحاد» أنه لا يمكن الجلوس مع أحد في طرابلس دون هزيمة الميليشيات ونزع سلاحها، مشدداً على أهمية التخلص من جميع الوجوه القديمة التي تسببت في الفساد وضياع الأرواح والأموال. وأكد البرلماني الليبي أن مؤتمر برلين بمناداته بوقف الضغط على المجرمين والقتلة قد أجهض نفسه وسيولد ميتاً، مرجحاً وجود صفقة مع ألمانيا دفعتها إلى التدخل في ليبيا بعد غياب دام ثماني سنوات. بالتوازي، بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع في ليبيا، حيث أكدت المستشارة الألمانية حرصها للاطلاع على رؤية مصر حول تطورات القضية الليبية، في ضوء الدور المصري المحوري الُمقدر في المنطقة، وكذلك رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي. وانتقد المحلل السياسي الليبي عبد الحكيم فنوش ادعاء العديد من الأطراف الداخلية الليبية وأطرافاً إقليمية ودولية حياداً زائفاً، لافتاً إلى وجود محاولة بائسة لإعطاء غطاء لجرائم تقوم بها بعض الدول المتداخلة بليبيا، معززة بذلك عدم الاستقرار فيها ودعمها الجهات المساندة للإرهاب. وأوضح فنوش في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» وجود فرق بين تدخل وآخر ودعم وآخر، متسائلاً «هل يستوي دعم الجماعات التي صنفت من كل الجهات المحلية والدولية على أنها إرهابية في مقابل من يقدم الدعم لمن يقاتلها ويعمل على الخلاص منها؟». وأكد المحلل السياسي الليبي أن دولاً عربية تدعم الجيش الليبي الذي يحارب الإرهاب ويسعى لاسترجاع مفهوم الدولة والاستقرار في ليبيا، متهماً تركيا ودولاً أخرى بدعم الجماعات الإرهابية وميليشيات تهريب البشر. وشدد على أن تركيا ودولاً أخرى تريد أن لليبيا أن تكون مستقراً لجماعات إرهابية تعمل على تشكيل جيش لتهديد أمنها، مؤكداً دعم هذه الأطراف للجماعات الإرهابية بإرسال مقاتلين من الأراضي الليبية وأسلحة للقيام بأعمال إرهابية في ليبيا. وأشار فنوش إلى وجود مخططات دولية تعمل على عدم استقرار ليبيا، مؤكداً أن دعم الأشقاء للدولة الليبية واجب تاريخي وأخلاقي يجب دعمه لإعادة الاستقرار ومفهوم الدولة، منتقداً دور الداعمين لأطراف ساندت قاطعي الرؤوس ومن نهبوا ليبيا وأحالوها للخراب. إلى ذلك، عقد النائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري، اجتماعاً مع نائب السفير الأميركي لدى ليبيا جوشوا هاريس بالعاصمة التونسية، لبحث آخر المستجدات المحلية والدولية الخاصة بالشأن الليبي وجهود الولايات المتحدة الأميركية في سبيل إنهاء الأزمة الليبية ودور مجلس النواب الليبي.
مشاركة :