وصف المحتفى به الرائد الجغرافي الأول الحاصل على درجة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية، المؤسس والرئيس الأسبق للجمعية الجغرافية السعودية، الأمين العام لجامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى السعودي سابقًا، الدكتور أسعد بن سليمان عبده، إصدار الكتاب التكريمي الأول، لـ«سلسلة رواد علم الجغرافيا في الوطن العربي»، الذي أصدرته الجمعية الجغرافية السعودية، في جامعة الملك سعود، احتفاء به، قائلاً: شكرًا جزيلاً لرئيس الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور علي بن عبدالله الدوسري ومجلس إدارة الجمعيّة الجغرافيّة السعوديّة الموقرين على هذا الوفاء. شكرًا جزيلاً للأخ الأستاذ الدكتور يحيى محمد شيخ أبو الخير، وللأخ الأستاذ سلطان الحربي على المتابعة والتحرير. شكرًا جزيلاً لكل من شارك بالكتابة، وأكرمني بالتعبير عن مشاعره الأخوية. وأعاد لي ذكريات عزيزة على نفسي. شكرًا جزيلاً لكل من أضاف معلومة عن مشوار حياتي، مٍمّا نُشِر من إنتاج علميّ، أو مقالات، أو أخبار صحفيّة، وممّا بُثّ من إذاعة أو تلفاز، وممّا سُجّل في شريط صوتيّ أو مصوّر.. مختتمًا شكره بقوله: وفاؤكم أيّها الإخوة الأعزاء من مصادر سعادتي، ونجاحكم ونجاح الجمعيّة الجغرافيّة السعوديّة من مصادر فخري. قال عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة الملك سعود، ورئيس الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور علي بن عبدالله الدوسري: تعمل الجمعية الجغرافية السعودية على نشر المعرفة، وتوثيق المعلومة الجغرافية، وخدمة المجتمع؛ ويمثل إصدار سلسلة «رواد علم الجغرافيا في الوطن العربي»، استمرارًا لهذا النشاط في توثيق المعلومة الجغرافية عن رواد أسهموا في الارتقاء بعلم الجغرافيا محليًا ودوليًا. وسيتم إصدار هذه السلسلة سنويًا لرصد وتوثيق النشاط العلمي والثقافي لمن تميز في خدمة علم الجغرافيا في الوطن العربي. واختارت الجمعية الجغرافية السعودية سعادة الأستاذ الدكتور أسعد بن سليمان عبده الرائد الأول في علم الجغرافيا الحاصل على درجة الدكتوراه في المملكة العربية السعودية ليكون المحتفى به في (الكتاب الأول) من هذه السلسلة وذلك نتيجة لعطائه المستمر والمتميز في خدمة علم الجغرافيا والجامعة والمجتمع. وقال الدوسري: وإضافة إلى المقالات التي وافق المركز على إعادة نشرها في هذا الكتاب قامت الجمعية بمكاتبة عدد من زملاء أ.د. أسعد بن سليمان عبده وطلابه للكتابة عن سعادته وإنجازاته ومهامه العلمية والفكرية والثقافية والإدارية مما أضفى على هذا الكتاب وجهًا علميًا مشرقًا تمثل في شهادات العصر من قبل زملائه من أعضاء مجلس الشورى السعودي، وبعض المتخصصين في علم الجغرافيا وغيرهم من فروع المعرفة العلمية الأخرى. كما توج الكتاب بكلمة استهلالية سطرها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر قبل وفاته ونشرها في جريدة الجزيرة عن معجم الأسماء الجغرافية المكتوبة على خرائط المملكة العربية السعودية الذي ألفه سعادة الأستاذ الدكتور أسعد بن سليمان عبده في عام 1404هـ. ومما جاء بقلم علامة الجزيرة حمد الجاسر -رحمه الله- عن المحتفى به، قوله: عرفت هذا الأستاذ الجليل معرفة استفادة واستزادة من علمه وخلقه وحسن سمته، مع انصرافه التام للاتجاه التام لما يُعنى به من شؤون العلم والمعرفة تدريسًا وتأليفًا وتوجيهًا، والحفاظ على الوقت، وعدم الاشتغال بما عدا ذلك. ولهذا قلت عنه في حديث ذي صلة باختصاصه - وحقًا ما قلت: إنه من مفاخر بلادنا، وأضفت: وقد قام أستاذ جليل من أبرز علماء الجغرافيا في بلادنا، وأنشطهم عملاً، وأقواهم اتجاهًا للدراسة ومواصلة البحث؛ هو الأستاذ الدكتور أسعد عبده من قسم الجغرافيا في كلية الآداب (جامعة الملك سعود) بمحاولات موفقة في هذا السبيل؛ من أبرزها كتابه (معجم الأسماء الجغرافية المكتوبة على خرائط المملكة العربية السعودية). ولم أكن يومًا ما - وأحمد الله على هذا - في مثل هذا القول عنه أو عن غيره من الأساتذة الأجلاء أهدف إلا إلى إبراز ما أعتقده حقًا، بل أراه واجبًا لكي نعترف للمحسن في أي جانب من جوانب العمل النافع بفضله، فلا نبخسه حقه، بل ندفعه لمواصلة جده واجتهاده، في اتجاهه لما يقوم به في سبيل خدمة أمته، وليكون قدوة صالحة في ذلك. من جانبه وصف الدكتور عايض بن بنية الردادي، المحتفى به، قائلاً: عرفتُ الدكتور أسعد سليمان بكر عبده عندما التحقت بإذاعة الرياض، حيث كان يعد ويقدم برنامجًا إذاعيًا اسمه «رحلة اليوم»، وهو برنامج جغرافي يعرِّف في كل حلقة بموضع من مواضع بلادنا: مدينة أو قرية أو وادٍ أو جبل، أو غيرِها. وكانت المعلوماتُ معلوماتٍ علمية موثقة من متخصص، ولعله أول برنامج جغرافي يعد من أستاذ جغرافيا متخصص، وكان له مستمعون كثر؛ إِذ كانت إذاعة الرياض تعيش عهدها الذهبي إِذ ذاك: قوَّة برامج، وإذاعيين رواد من الداخل والخارج. وهو من جيل الرواد الأكاديميين في جامعة الملك سعود فـي الرياض، الذين كان لهم أثر كبير فـي أحداث نقلة فـي التعليم العالي: تدريسًا وتأليفًا وإدارة، فقد عمل لسنوات أمينًا عامًا لجامعة الملك سعود، وأسس مراكز ومعامل للدراسات الجغرافية، ومدَّ يد العون للدارسين، وعندما أنشأت الجامعة قسم الإعلام أسندت إليه إدارة القسم والإشراف عليه، فأسسه على أسس علمية جعلته قسمًا مميزًا في تخصصه. أما الأستاذ بقسم اللغة العربية وآدابها ومدير جامعة الملك سعود وأمين عام جائزة الملك فيصل العالمية وعضو مجلس الشورى السعودي سابقًا، الدكتور أحمد بن محمد الضبيب، فمما قال عن المحتفى به: وعندما عُيِّن الدكتور أسعد أمينًا عامًا لجامعة الملك سعود، نهض بمهام هذا المنصب نهضة ملحوظة، سواء فيما يخص الأمور الإدارية في الجامعة أو ما يخص أمور النشاطات الجامعية التي تشرف عليها إدارته، وخصوصًا ما يتعلق بأعضاء هيئة التدريس أو الطلاب، ومن ذلك تطويره نادي أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وقد كان حلمًا من أحلامهم. أما في الجانب الأكاديمي البحثي فقد كان الدكتور أسعد عبده سابقًا في مجاله، فكتابه القيم «معجم الأسماء الجغرافية المكتوبة على خرائط المملكة العربية السعودية» يعد عملاً أصيلاً ذا قيمة معرفية عالية، وقد أصبح مرجعًا مهمًا في موضوعه. أما الأستاذ الأديب حمد بن عبدالله القاضي، فقد تحدث عن المحتفى به من جانبين: الإِنساني، والعلمي؛ وعن الجانب الاجتماعي قال القاضي: منذ تبلَّج قلبي بمعرفته وهو كما أول يوم عرفته، فيه: سماحة خلق، وسلامة سريرة، وعفة لسان، وجميل وفاء. ذلكم هو الحبيب أ.د أسعد بن سليمان عبده أبو أيمن، أسعد الله فؤاده، ويمَّن كتابه. فلقد كانت بداية علاقتي معه عندما شكَّل معالي الشيخ الراحل حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير التعليم العالي -رحمه الله- هيئة للإشراف على تحرير «المجلة العربية»، وكنا خمسة، هو وأنا من أعضائها، وقد رأسها معالي الأديب الراحل عبدالعزيز الرفاعي غفر الله له. وبعد انتهاء أعمال الهيئة ظلَّت العلاقة معه شخصيًا وأدبيًا، ثم توثَّقت أكثر عندما شرفت بزمالته بعضوية مجلس الشورى، وبهذه الفترة تحديدًا كنت أسعد بلقائه بشكل أسبوعي مرتين أو ثلاثًا، وودعنا المجلس ولم نودع علاقاتنا وتواصلنا وتهاتفنا والرسائل بيننا، ومن أغلاها رسائله من المدينة المنورة عندما يزورها، وهو أحد أبنائها الذي اقتبس من ضيائها ضياء ابتسامته، فضلاً عن لقاءاتنا بالمناسبات، ومنها لقاءاتنا بمجلس الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله-. ومما وصف وزير التعليم العالي بدولة الكويت، ورئيس قسم الجغرافيا بجامعة الكويت سابقًا الدكتور عبدالله بن يوسف الغنيم، المحتفى به قائلاً: عرفته منذ نحو أربعين عامًا؛ عرفت فيه الخلق الرفيع والتواضع الجم، لم أسمع منه رغم صلتي الوثيقة به كلمة غير لائقة في حق أحد من الناس، يتعامل مع زملائه وطلبته على أساس من الاحترام والتوقير أكسبه ود الجميع وتقديرهم. ذلك هو الأستاذ الدكتور أسعد بن سليمان عبده رائد الجغرافيين الأكاديميين في المملكة العربية السعودية، ورمز من رموز جامعة الملك سعود بالرياض، وهو أيضًا من أوائل الجغرافيين العرب الذين استخدموا المنهج الكمي في دراستهم، وقد طبق ذلك الأسلوب العلمي في رسالته للدكتوراه وموضوعها «جغرافية النقل في المملكة العربية السعودية»، وكان ذلك المنهج غريبًا عن الوسط الجغرافي، ويقتضي من الشخص الذي يستخدمه أن يكون متمكنًا من الرياضيات، وكيفية توظيف الحاسب الآلي في الحصول على النتائج المأمولة. ومما جاء عن المحتفى به بقلم الدكتور عبدالرحمن الشبيلي -رحمه الله- قوله: هذا الرجل الودود الرائع، الذي تكاملت فيه سمات الدماثة الرفيعة والسمات الإنسانية، ليس من ملحظ يؤخذ عليه سوى التقوقع والانطواء العلمي. فقد جُمِعْتُ به في مقاعد كليّة الآداب في جامعة الملك سعود بالملز، ثم في عضويّة هيئة التدريس، ومجالس الجامعة، وتحت قبّة الشورى، وفي مجلس حمد الجاسر، ومشاركته التطوّعيّة في مركزه الثقافي، فكان الهادئ الرزين على وتيرة واحدة، الذي لا يتحدّث إلا بمكيال، ولا يُعلِّق إلا بموجب، ولا ينفعل إلا للحق وبنبرة ناعمة، ولا يُداخل في أي شأن إلا بالمفيد، أما فيما عدا ذلك فإنه صامت لا تكاد تلحظ له وجودًا ما لم يُوجَّه له الحديث. فهل تستنهضه «جسور» ليخرج إلى الشمس والهواء من قفص الحرير غير المنظور؟! أما عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا، عضو المجلس الاستشارى العالمي الأعلى لجامعة الملك سعود سابقًا، والرئيس الأسبق للجمعية الجغرافية السعودية، والمستشار العلمي بمعهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بالجامعة، الدكتور يحيى بن محمد شيخ أبوالخير، فمما جاء في ثنايا حديثه عن المحتفى به، قوله: الزاد الحقيقي لعلاقتي بالأستاذ الدكتور أسعد عبده؛ العالم الفذ صاحب الوهج الإِنساني، والنبوغ الأكاديمي، والحنكة الإدارية؛ وقربي منه ومحبتي وإكباري وتقديري له؛ هي الذكريات الطيبة التي أحملها له، التي لا يزال يتردد صداها في جنبات الأماكن التي جمعتني مسيرة الزمان فيها به. ففي أواخر الثمانينات الهجرية؛ وتحديدًا في عام 1389 للهجرة؛ عاد أ.د. أسعد سليمان عبده إلى جامعة الملك سعود بعد أن نال، خلال زمن قياسي يندر نظيره، درجة الدكتوراه في الجغرافيا من جامعة درم العريقة ببريطانيا. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن سعادته من أوائل السعوديين الذين حصلوا على هذه الدرجة الرفيعة في المملكة العربية السعودية، بل وأول سعودي يحصل عليها في تخصص الجغرافيا في المملكة. كما جاء في حديث أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا، وعميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود، ورئيس الجمعية الجغرافية السعودية سابقًا الدكتور عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ، قوله: الدكتور أسعد بن سليمان عبده من الرواد في تخصص الجغرافيا. بدأ حياته العلمية في ريعان شبابه في قسم الجغرافيا معيدًا، وقبل ذهابه إلى البعثة لإكمال دراسته العليا كان شعلة من النشاط الاجتماعي والثقافي، وتتلمذ على أساتذة متميزين: الدكتور عزة النص، والدكتور مصطفى عامر، والدكتور مصطفى السقا، والدكتور عبدالعزيز الخويطر، -رحمهم الله- جميعًا. فنشاطاته متنوعة ورائدة، ولقد عرفته عن كثب، وعملت معه على مستوى القسم والكلية، وربما على مستوى الجامعة. ومن الصعب على أن أذكر أو أحصر اللجان التي فيها عملنا سويًا مع عدد من الزملاء، ولربما أذكر عملنا؛ ومن ثم إنتاجنا لأطلس السكان في المملكة. وقال المستشار الإعلامي ومدير القناة الثقافية سابقًا، الأستاذ محمد بن إبراهيم الماضي عن المحتفى به: هو رجل جغرافيا بالدرجة الأولى، فقد درس الجغرافيا ودرس علومها وحصَّل أعلى الشهادات فيها، ولكنه حسنُ الحظ الذي جاء به إلى قسم الإعلام، فما قام به الدكتور أسعد عبده في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود من أعمال ومبادرات وإسهامات هو شيء كبير وعميق ومهم، فقد اجتهد الرجل في أن يوفر لطلاب هذا القسم المهم كل العوامل والعناصر التي تجعل كل من يتخرج منه إعلاميًا ومهنيًا ومؤهلًا بكل الخبرات والمعارف التي يستطيع بها أن يزاول مهنة الصحافة والإعلام على أصولها، ووفق مقتضياتها ومتطلباتها المهمة، فقام باستقطاب مشاهير رجال الإعلام والصحافة العرب والسعوديين للعمل في هذا القسم إما بشكل دائم، وإما بشكل مؤقت. من جانبه قال عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود الدكتور بدر بن عادل الفقير: كان من حسن حظي أن تتلمذت على أيدي أساتذة من جهابذة الجغرافيا، كان من بينهم أ.د. أسعد عبده الذي شربني الجغرافيا بمفهومها الواسع المثالي، وعَرَّفنا بالوطن، وكيف نتذوق جماله!؟ لم يكن مجرد معلمًا للجغرافيا، بل كان مفكرًا جغرافيًا، ولعلي أقول: إن ما يتم تداوله في الوقت الحاضر في مستجدات تعريف علم الجغرافيا بأنه العلم التكاملي الذي يمزج بين الإنسان والبيئة، فالسكان يصنعون المكان، والمكان يصنع السكان، ودراسة الجغرافي للبيئة الطبيعية والإنسان، هي دراسة متلازمة، مترابطة ترابطًا أصوليًا وموضوعيًا. قد تعلمت مبادئه مبكرًا من أستاذ الجيل، ولعل دليلي في ذلك هو إنشاؤه ورئاسته لمرصد الزلازل، وهو الجغرافي البشري التخصص. وقال الأستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي، عن المحتفى به: خلال لقاءاتي بأستاذنا الدكتور أسعد عبده، تأكدت من مسألة كنت أسمعها كثيرًا، وعرفت سرّ ثناء الجميع عليه، وهي حسن الخلق، ونبل المشاعر، واللباقة في الحديث، والتعامل مع الجميع دون تفرقة أو تحيز؛ مما أكسبه حبهم، ودفعهم لمزيد من العمل والإتقان. وقد كانت له بصمات واضحة في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، إذ أكثر من تعيين المعيدين السعوديين، وسعى في ابتعاثهم، كما أسس الجمعية الجغرافية السعودية، ورأس أول قسم للإعلام، كما رأس مرصد الزلازل الجيوفيزيائي، ووضع أسسه وابتعث معيدين لدراسة الزلازل من قسم الجيولوجيا ما زالوا يكنون له التقدير والاحترام. إن ما سطرته آنفًا، وما سطره الزملاء، يثبت بما لا يدع مجالًا للشك مدى وجاهة إقدام الجمعية الجغرافية السعودية على رصد جهود أ.د. أسعد عبده، والتعريف بها؛ كي يعرف الجيل الجديد من الجغرافيين ما قدمه السلف الصالح من الجغرافيين. كما وصف الأستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود الدكتور عامر بن ناصر المطير، المحتفى به قائلاً: إن مآثر سعادته اتصفت بحرصه واهتمامه الشديدين بمشاريع الطلاب البحثية، فضلًا عن اهتمامه بالمناهج الجغرافية عامة، ولقد عاصرنا أنا وأستاذي الفاضل الدكتور أسعد عبده، عندما كنت في مرحلة دراسية جاهزًا لكتابة بحث التخرج، التحول التاريخي في قطاع النقل في المملكة، وبشكل خاص النقل البحري. ونتيجةً لهذا التحول وجهني أستاذي الفاضل الدكتور أسعد عبده مشكورًا بدراسة أزمة الموانئ في المملكة: ميناء الملك عبد العزيز في مدينة الدمام كدراسة حالة. فقد قام سعادته آنذاك بتزويدي بتوجيهاته العلمية الرصينة في كل ما يحتاجه البحث كتحديد الإطار العلمي والنظري والدراسات السابقة للموضوع. كما قام بمتابعتي وتشجيعي لتنفيذ جميع خطوات العمل ميدانيًا ومتطلباته المختلفة. من جانب آخر، استعرض أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، ورئيس الجمعية الجغرافية السعودية سابقًا، الدكتور محمد شوقي بن إبراهيم مكي، مواقف علمية وعملية للمحتفى به، جاء منها قوله: للدكتور أسعد بن سليمان عبده أسلوب جذاب في الشرح والمناقشة الهادئة التي تجعل الطالب متابعًا لموضوع المحاضرة من البداية حتى النهاية، حيث لم أره جالسًا خلال المحاضرة، وإنما دائم الحركة في الفصل بين الطلاب والسبورة وخلال الممرات بين طاولات الطلاب، مما يعزز ترسيخ المعلومة لدى الطلاب. كما أنه لا يكتفي بالدراسات النظرية، وإنما يؤكد الدراسات الميدانية، ولذلك كان مهتمًا جدًا بالرحلات الميدانية. كما جاء مما قاله عن المحتفى به، في مشاركة الكاتب وعضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، والملحق الثقافي بمملكة البحرين سابقًا، عبدالله بن سالم الزهراني: لقد كان دؤوبًا في عمله يبحث عن الجديد أثناء رئاسته لقسم الجغرافيا التي امتدَّت فترة طويلة سواء المتصلة منها أو المتقطعة. كان نقاشه هادئًا يلقي الفكرة ويدافع عنها ويستمع، ويناقش جميع المواضيع المطروحة على مجلس القسم، ويتيح الفرصة لكل الآراء. فالأستاذ الدكتور أسعد قامة فكرية وعلمية أسهم في تصحيح أسماء الأماكن الجغرافية في المملكة العربية السعودية، وهو معروف لدى الأوساط الأممية المتعلقة بأسماء الأماكن. مَثَّل المملكة في المؤتمرات المتعلقة بالأسماء التي تنظمها الأمم المتحدة لمدة طويلة، ومتمكن في هذا الشأن الذي أمضى فيه وقتًا طويلًا لدرايته وخبرته وتمكنه. الدكتور أسعد إداري محنك نجح من خلال خبرته المتراكمة في إدارة ما أوكل له من مسؤوليات باقتدار، وترك بصمة في كل عمل إداري تولاه بالجامعة، فخلال رئاسته لقسم الجغرافيا أسس الجمعية الجغرافية، وكان قد عمل قبل ذلك رئيساً لقسم الإعلام بكلية الآداب، وفِي فترة رئاسته صدرت صحيفة رسالة الجامعة، ومن ثم عين أميناً عاماً للجامعة لمدة أربع سنوات تأسس خلالها نادي أعضاء هيئة التدريس والموظفين ورياض أطفال الجامعة، وأشرف على مركز رصد الزلازل بالجامعة في بداية إنشائه. ومن نشاطاته وإسهاماته الأخرى عضويته في عدد من المجالس واللجان داخل الجامعة وخارجها، وإشرافه على عدد من الرسائل العلمية بالقسم، كما قدم استشارات في مجال تخصصه لعدد من الجهات الحكومية قبل أن يختتم حياته العملية عضواً بمجلس الشورى وذلك في عام 1418هـ، وبعد تقاعد الدكتور أسعد لم تنقطع علاقته بالقسم يحرص على حضور مناسباته. كما وصف الأستاذ في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود، الدكتور علي معاضة الغامدي، المحتفى به قائلاً: طالما كنت ولا زلت أستلهم روح العمل الجاد نحو آفاق التطور الذي لابد أن نصل إليه عندما أذكر الأستاذ الدكتور أسعد عبده، وبكلمة مختصرة، عندما يذكر قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود لمن هم في سني وأكبر لابد أن يحضر اسم أسعد عبده، وعندما أدخل القسم تسكنني روح إدارة أسعد عبده، فأعلم أني أركن إلى إرث بناه الكبار أخلصوا في بنائه وتنميته. ولعل هذا أقوى ما يورثه قائد أو عامل مخلص في مكان، وهذا هو الإنجاز الحقيقي؛ لأنه ببساطة بذرة طيبة؛ أنبتت شجرة عظيمة فوق الأرض وتحتها يصعب تجاهلها، فالذي يراها يتلذذ بها، والذي لا يرى يصطدم بها. أما الأستاذ في قسم التاريخ وعميد المكتبات بجامعة الملك سعود سابقًا، الدكتور عبد العزيز بن صالح الهلابي، فقد جاء في مشاركته عن المحتفى به قوله: الدكتور أسعد صاحب مبادرات بنَّاءة؛ أذكر منها أنه عندما كان رئيسًا لقسم الإعلام اقترح على معالي مدير الجامعة آنذاك الأستاذ الدكتور عبدالعزيز الفدّا إصدار صحيفة باسم «رسالة الجامعة» ليتدرب طلاب قسم الإعلام فيها على التحرير، والإخراج الصحفي، ومتابعة مراحل الطباعة، وجمع الأخبار والتقارير عن الجامعة وغيرها، وكتابة المقالات، ولتكون من ناحية أخرى ذراعًا إعلامية للجامعة، ومصدرًا للمعلومات عنها، فحققت أهدافها ونجحت نجاحًا باهرًا، فكانت غرسة مثمرة من غِراسه، له الفضل في فكرتها ورعايتها حتى ترعرعت واستوت. وغرس في طلاب قسم الإعلام وأساتذته المحبة لشخصه وطيب الذكر، لاحظت ذلك عندما أصبحت رئيسًا للقسم ومشرفًا على «رسالة الجامعة» بعد الأستاذ الدكتور محمد سعيد الشعفي. ومنجزات الدكتور أسعد ومساهماته البنّاءة المختلفة ليس من اليسير الإحاطة به. كما جاء في كلمة الأستاذ بقسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، الدكتور أبو أوس إبراهيم الشمسان، عن الدكتور أسعد عبده، قوله: في يوم لقيته متوجِّهًا للكلية وهو عائد إلى البيت، فتوقفنا للمصافحة والسلام، وفاجأني بالثناء على ما قدمته من أبحاث الترقية التي عرضت على مجلس الكلية، وذكر بحثًا ربما أثاره عنوانه، وهو (الإشمام: الظاهرة ومفهوم المصطلح)، كان كلامه مشجعًا بعث في نفسي السكينة والاطمئنان. يشعرنا أستاذنا الدكتور أسعد عبده حين نلقاه بلطفه وابتسامته وحديثه الهادئ بأنه الصديق، بل الأب الحنون، وكان من محاسن الصدف أن كانت زوجته الأستاذة القديرة آمنة العقاد زميلة لنا في قسم اللغة العربية، علّمت فيه كما علّمنا، وتحملت أعباء إدارة القسم النسائي فترة من الزمن، وجمعتها الزمالة بزوجتي الدكتورة وسمية المنصور، فنشأت بين أسرتينا صداقة، وبين أبنائنا زمالة وصداقة. كما جاء في مشاركة لأمين مركز حمد الجاسر الثقافي الأستاذ معن بن حمد الجاسر، قوله: ما زال عالقًا في الذهن ذاك الموقف منذ نحو ثلاثين عامًا؛ حيث ندبني الشيخ الوالد -رحمه الله - لحضور مناسبة زواج نجل أستاذنا الدكتور أسعد عبده؛ فتملّكني شعور بالخجل، وجال في خاطري حين الذهاب كيف سيعرفني؟ وبالفعل كان شيءٌ من ذلك؛ إذ دنا منّي مرحِّبًا، وما أن أدركني حتى احتفى بي بلطف آسر يدركه كلُّ من يعرفه. كما يدرك من يجالس أبا أيمن، ويتأمل شخصيته ما منّ الله عليه من لطف المعشر، وحسن السَّمْت، والأدب الجمّ، وعذب الحديث، وتواضع العلماء. ويَشْرُف مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية بعضوية أستاذنا الدكتور أسعد عبده؛ كما أنه عضو هيئة تحرير مجلة العرب، وكذلك اللجنة العلميّة لمركز حمد الجاسر الثقافي؛ فهو مرجع رئيس فيما يحال من أبحاث ومشاريع علمية في مجال الجغرافيا والخرائط والبلدانيات. كما وصف عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام والوكيل الأسبق لكلية الآداب جامعة الملك سعود، محمد بن سليمان الأحمد، المحتفى به في مشاركة له جاء منها: الدكتور أسعد كان يتجنب البروز الشخصي من خلال صحيفة الجامعة، ومن أدلة ذلك أنه كان يستطيع أن يكتب كلمة العدد في صحيفة رسالة الجامعة، ولكنه أعطى الطلاب المجال لكتابة كلمة العدد، حتى العدد الأول لم يكتب كلمته رغم أن جلالة الملك خالد - رحمه الله - قد خص ذلك العدد بكلمة ملكية كريمة نقلتها كل وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، وقد كتب كلمة العدد الأول الطالب في ذلك الوقت الأستاذ فؤاد كماخي، وكتبت أنا كلمة العدد الثاني، وهكذا تناوب الطلاب على كتابة كلمة العدد في الأعداد التالية. من جانبه تحدث الأديب والمحامي، ومؤسس ثلوثية محمد المشوح بالرياض الدكتور محمد المشوح، عن المحتفى به من جوانب عدة، جاء منها: حرصت في الثلوثية منذ فترة على أن أحتفي بالدكتور أسعد عبده رُغم غيابه وتَوَارِيه عن المشهد الإعلامي الثقافي، وأَلْحَحْت عليه، وكعادته لم يُبادِر إلى الموافقة؛ لأنه لا يحب الجانب الإعلامي، إلا أنني استطعت أن أُقنعه بهذا الجانب، واستعنتُ بصديقٍ مشتركٍ بيننا؛ وهو سفير الثقافة المحبوب الأستاذ أبو بدر حمد القاضي الذي بَشّرني بموافقة الدكتور أسعد عبده المبدئية على الحضور والمشاركة. فكانت ليلة الاحتفاء بالدكتور أسعد عبده ليلةً استثنائيةً جميلة، بَرَز فيها الحب الكبير الذي يتمتع به الدكتور من قِبَل مُحِبِّيه وطلابه، وحتى أساتذته.
مشاركة :