يراقب اليمنيون بقلق بالغ سريان الهدنة الإنسانية في بلادهم التي بدأت منذ الحادية عشرة من مساء الثلاثاء، وسط ترحيب من مجلس الأمن الدولي، في حين سُجلت خروقات مباشرة بعد الإعلان عن دخولها حيز التنفيذ، من قبل قوات الرئيس المخلوع علي صالح ومليشيا جماعة الحوثي المتمردة على الشرعية، بإقدامهم على قصف محافظتي جازان ونجران السعوديتين بالقذائف، في حين آثرت السعودية ضبط النفس، كما استهدف المتمردون مواقع المقاومة في جبهات تعز والضالع والجوف ومأرب، غير أن صمود الهدنة ما زال وارداً ويستحوذ على أمل اليمنيين رغم تلك الخروقات. وخلال نهار أمس، لم تسجل أية طلعات جوية من قبل طيران التحالف فوق الأجواء اليمنية، في حين لم تسمع طلقات المضادات الأرضية في صنعاء أو غيرها من المحافظات، غير أن العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم التحالف، في تصريح صحفي، قال إن الحوثيين قصفوا في اللحظات الأخيرة قبل تطبيق وقف إطلاق النار مناطق في محافظتي نجران وجيزان على الحدود مع اليمن، معتبراً أن هذا القصف لا يجعله يثق في التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار، وأضاف أنه تم رصد رماية قناصة من قبل عناصر الميليشيا الحوثية ولم يكن هناك أية إصابات، وأكد أن موقف القوات المسلحة السعودية كان ضبط النفس التزاما بالهدنة الإنسانية التي قررتها قوات تحالف عملية إعادة الأمل. وكان التحالف العربي قد أعلن بدء سريان هدنة إنسانية ليل الثلاثاء، لكنه حذر المتمردين من انه سيرد على أي انتهاك من جانبهم، ولكن العميد عسيري حذر الحوثيين من أن التحالف سيستأنف غاراته الجوية في حال انتهكوا الهدنة التي تم إعلانها الجمعة وستستمر لخمسة أيام قابلة للتجديد، وأضاف نحن نتعهد احترامها، وشدد في الوقت نفسه على أن التحالف سيواصل عمليات الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة تحسباً لأي انتهاك محتمل. ووفقا للمعلومات التي وردت من محافظات الضالع وتعز والجوف فإن دبابة للحوثيين قصفت مواقع لقوات المقاومة في حي المرور والمناخ وسط مدينة تعز، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين في جبل صبر. في مدينة الضالع قال شاهد عيان إن مسلحي الحوثي وقوات صالح قصفوا أحد الأحياء السكنية خلال الساعة الأولى لسريان الهدنة، وبالتزامن اندلعت اشتباكات بين مسلحي الحوثي ورجال القبائل في منطقة (اليتمة) على الحدود بين الجوف وصعدة، والتي سيطرت عليها المقاومة القبلية قبل يومين. وفي محافظة مأرب تحدثت مصادر عن إطلاق لقذائف هاون من قبل مسلحي الحوثيين باتجاه مواقع رجال المقاومة القبلية الشعبية ووحدات الجيش الموالية للشرعية في مديرية صرواح. وأفاد مصدر في المقاومة الشعبية بمدينة عدن أن الحوثيين خرقوا الهدنة وأطلقوا النار باتجاه مديرية دار سعد، التي تسيطر عليها المقاومة، فيما حاولوا التقدم باتجاه حي صلاح الدين، التابع لمديرية البريقة، غرب عدن، من ساحل عمران، حيث تتمركز قوات للمتمردين. وتمكنت المقاومة اليمنية من السيطرة على رتل عسكري يتبع القوات المتمردة في محافظة تعز، بعد محاصرته في منطقة المخلاف. ووفقاً لمصادر محلية فإن الرتل العسكري الذي ضم 80 مسلحاً وأطقماً عدة وعربات وأسلحة ثقيلة حوصر عند الفجر أثناء توغله في المنطقة وهو قادم من محافظة إب بعد انطلاقه من محافظة ذمار، بعد أن نصبت له المقاومة كميناً محكماً أجبره على التوقف ثم الاستسلام. إلى ذلك، دعا الشيخ حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية بتعز إلى رفع الجاهزية واليقظة في جميع جبهات القتال ورصد تحركات ما أسماهم بالخونة والمتعدين، حد تعبيره. وقال في تصريح صحفي مع دخول الهدنة حيز التنفيذ إن المقاومة الشعبية بتعز حققت انتصارات كبيرة ودحرت مليشيا صالح والحوثي من عدد من المناطق التي كانت مسيطرة عليها ولقنتهم دورسا قاسية. وفي لحج ذكر مصدر محلي أن جماعة الحوثي في منطقة العند الاستراتيجية تفرض حصاراً محكماً على مناطق ردفان ويافع ومناطق في الضالع وتمنع دخول شاحنات المواد الغذائية إليها. وقال شهود عيان بمحافظة البيضاء إنهم شاهدوا تعزيزات عسكرية تصل من محافظة ذمار في طريقها إلى مدينة لودر بمحافظة أبين، وان تلك القوات توقفت مساء الثلاثاء وسط مدينة البيضاء قبل أن تواصل طريقها إلى لودر. وفيما يتصل بالمقاومة في غرب محافظة عدن قال مصدر في حي صلاح الدين إن قوات الحوثي وصالح خسرت العشرات من أفرادها أمس الأول عند محاولاتها التوغل إلى مديرية البريقة عبر صلاح الدين وأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة والثقيلة بما في ذلك الدبابات ومدافع الهاون. وسيطرت المقاومة في محافظة شبوة على منطقة الفرط في مديرية عتق، عقب اشتباكات عنيفة مع مليشيات المتمردين.
مشاركة :