سمنة الأطفال.. الطـريق إلى الأمراض المزمنة

  • 11/17/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حذرت دراسة من أن الأطفال يصبحون أكثر عرضة لزيادة الوزن عند بلوغهم سن السابعة، كما وجد الباحثون، أن السمنة شائعة أكثر بسبع مرات بين الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء، ويرجع ذلك الأمر، وفقاً للعلماء، إلى أن الأسر التي لديها العديد من الأطفال تأكل خارج المنزل بنسب أقل، وتضطر إلى التخطيط لإعداد وجبات الطعام مقدماً لإطعام المزيد من الأفواه. هناك واحد من كل خمسة أطفال بريطانيين يعانون زيادة الوزن مع دخولهم مرحلة الدراسة الابتدائية، وترتفع هذه النسبة إلى واحد من كل ثلاثة عند دخولهم المرحلة الدراسية الثانوية. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما يقرب من ثلث الأطفال والمراهقين يعانون زيادة في الوزن أو السمنة، وهناك واحد من كل خمسة أطفال يعانون السمنة المفرطة. وتقدر الكلية الملكية لطب الأطفال وصحة الطفل البريطانية (RCPCH)، أن نصف الأطفال سيعانون زيادة الوزن أو السمنة بحلول عام 2020. أمراض كثيرة ويمكن أن تؤدي السمنة إلى الإصابة بعدد كبير من الحالات الصحية التي قد تكون قاتلة في وقت لاحق من الحياة، بما في ذلك أمراض القلب والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني وحتى السرطان. وفي الدراسة الحديثة، درس باحثون من جامعة أوكلاهوما العادات الغذائية لدى 68 شاباً على مدار أسبوع واحد. وتم وضع 27 طفلاً ليس لديهم أشقاء في مجموعة واحدة، في حين وُضِع الأطفال الباقون والبالغ عددهم 41 طفلاً لديهم أشقاء، في مجموعة أخرى.وكان 37% من أولئك الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء يعانون السمنة المفرطة، بالمقارنة مع 5% فقط من الأطفال الذين لديهم أشقاء. كما كان هناك اختلاف واضح في مؤشر كتلة الجسم بين المجموعتين؛ حيث بلغت النسبة المئوية لمؤشر كتلة الجسم للأطفال الذين ليس لديهم أشقاء حوالي 72، مقارنة ب 53 للأطفال الذين لديهم أشقاء. دراسة علمية وقاس العلماء، بقيادة تشيلسي كراشت، الأستاذة في سمنة الأطفال والسلوك الصحي، العادات الغذائية لدى الشباب وعائلاتهم. وأبلغت العائلات ذاتياً عن البيانات المتعلقة بسجلات الطعام اليومية لأطفالها على مدار الأسبوع. كما قام المعلمون بملء البيانات المتعلقة بالوجبات التي يتناولها هؤلاء الأطفال في المدرسة، وذلك من حيث النوع والكمية. وملأت الأمهات أيضاً استبياناً عن العادات الغذائية للعائلة والاستهلاك الغذائي ومستوى النشاط البدني، ويشمل ذلك خيارات الوجبات والشراب، وكذلك ما إذا كانوا يتناولون الطعام على الطاولة أو أمام التلفاز. وكان لكل سؤال أربعة خيارات للإجابة: نادراً، أحياناً، عادة، دائماً تقريباً. وتلقت الممارسة الصحية أعلى درجة وهي أربع نقاط لكل سؤال، برصيد 80 نقطة كحد أقصى. وحصل الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء على نتائج أقل في عادات تناول الطعام مع العائلة وخيارات المشروبات والاستهلاك الغذائي والنشاط البدني. أما بالنسبة لوزن الأم، فإن نسبة أكبر من الأمهات اللواتي لديهن طفل واحد يعانين زيادة الوزن أو السمنة، بالمقارنة مع الأمهات اللواتي لديهن أطفال عدة. كما أن المزيد من الأمهات اللواتي لديهن طفل واحد كن يعملن بدوام كامل، الأمر الذي ارتبط بزيادة وزن الطفل قبل بلوغه سن الخامسة. ويقول الباحثون إن النتائج تشير إلى العادات غير الصحية لدى الآباء تنتقل إلى أطفالهم بشكل تلقائي، وفي ذلك قالت الدكتورة تشيلسي كراشت: «يجب على اختصاصيي التغذية أخذ عامل تأثير الأسرة والأشقاء، من أجل توفير التثقيف الغذائي المناسب للعائلات التي لديها أطفال. وأضافت: «قد تنتج سلوكيات وأنماط الأكل الصحي لدى الأطفال عن تغييرات على مستوى الأسرة، أكثر من تأثرهم بأقرانهم، لذا علينا دعم الجهود المبذولة لمساعدة جميع الأطفال والأسر على تأسيس عادات وممارسات غذائية صحية». وتتعارض نتائج هذه الدراسة مع نظرية شائعة مضمونها أن الأطفال الذين ليس لديهم أشقاء تكون معدلات السمنة بينهم منخفضة، ذلك لعدم وجود منافسين لهم في الرعاية الأبوية وارتفاع دخل الأسرة. في سياق متصل، كشفت دراسة أجرتها جامعة «بوفالو» الأمريكية عن أن الأطفال الرضع الذين تحنوا عليهم أمهاتهم يكونون أقل عرضة لمخاطر السمنة في الأشهر الأولى من حياتهم. عوامل إصابة متعددة وتعد عوامل الإصابة بالسمنة كثيرة ومتنوعة، ويكون لها تأثير حتى قبل الولادة، ومن بين العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بالسمنة التوتر والفقر، لذا درس الباحثون في «بوفالو» ما إذا كانت سلوكيات الأم يمكن أن تحد من مخاطر السنمة لدى رضيعها. وعندما تتحدث الأمهات بشكل إيجابي وبعطف مع أطفالهن أثناء مداعبتهم، فإن أنماط زيادة الوزن لدى هؤلاء الأطفال الرضع تشير إلى أنهم سيكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة. وعلى العكس من ذلك، أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين تتحدث إليهم أمهاتهم بقسوة أظهروا علامات تدل على أن أوزانهم ستزيد بشكل غير صحي. وقال المسؤول عن الدراسة، الدكتور كاي لينج كونج: «إن فترة ما قبل الولادة، تعد فترة حساسة بالنسبة لصحة ومرض الطفل»، مضيفاً: «وعلى الرغم من الاضطرابات التي قد تؤثر في نمو الجنين، تظهر دراساتنا أنه من الممكن التخفيف من تأثير هذا التعرض السلبي في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال الاهتمام بالطفل وإظهار الحنان والعطف في بيئة المنزل، وخاصة أثناء لعبه». وهنالك حوالي 18.5% من الأطفال في الولايات المتحدة يعانون السمنة المفرطة، في حين أن حوالي 80% من الأطفال الذين يعانون السنمة، سيكونون بدينين عندما يبلغون.إضافة إلى ذلك، فإنه من المرجح أن تلد الأم التي تعاني زيادة الوزن أو السمنة، طفلاً يكون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وكذلك الأمر ينطبق أيضاً على عوامل أخرى مثل التدخين أثناء الحمل والإجهاد.كما تعد الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة لدى الأم عامل تنبؤ قوي بأن طفلها سوف يكبر ليصبح بديناً. إلا أن التصدي لهذا العام أمر صعب للغاية، فعلى سبيل المثال، ومن الناحية النظرية، يمكن أن يسهم اتباع نظام غذائي جيد في انخفاض احتمالية إصابة الطفل بالبدانة، إلا أن النظام الغذائي الذي يحتوي على مكونات صحية مثل الفواكه والخضراوات الكاملة، أغلى من الأطعمة المصنعة التي تسبب السمنة. المخاطر الصحية يحدد الأفراد البالغون الذين يعانون السمنة بأنهم أصحاب مؤشر كتلة الجسم الأكثر من 30، ويتراوح مؤشر كتلة الجسم للشخص السليم، والذي يحسب بقسمة الوزن بالكيلوجرام على الطول بالأمتار، ومن ثم ضرب الناتج بالطول مرة أخرى بين 18.5 و24.9. وبالنسبة للأطفال، يع الطفل بديناً عندما يكون مؤشر كتلة الجسم عند 95 أو أكثر. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 58% من النساء و68% من الرجال في المملكة المتحدة يعانون زيادة الوزن أو السمنة. ويمكن أن تسهم السمنة في مضاعفة مخاطر الحالات الصحية، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني؛ إذ قد يتسبب بأمراض في الكلى والعمى وحتى بتر الأطراف. إضافة إلى ما ذكر، فإن السمنة مرتبطة بالإصابة ب12 نوعاً من السرطانات، ويشمل ذلك سرطان الثدي، الذي يصيب امرأة واحدة من كل ثماني نساء في مرحلة ما من حياتهن. وتشير البحوث إلى أن 70% من الأطفال الذين يعانون السمنة المفرطة، لديهم مشاكل في ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول، مما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب. كما أن الأطفال الذين يعانون السمنة المفرطة، هم أكثر عرضة لأن يكونوا بدينين عندما يبلغون. وإذا كان الأطفال يعانون زيادة الوزن، فإن إصابتهم بالسمنة في مرحلة البلوغ غالباً ما تكون أكثر حدة.

مشاركة :